أكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، رئيس دائرة شؤون اللاجئين أحمد أبو هولي، وجوب حماية وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، بما يضمن عمل برامجها واستمرارية خدماتها الإغاثية والتعليمية والصحية للاجئين الفلسطينيين في مناطق عملياتها الخمس.
جاء ذلك خلال لقائه، اليوم الاثنين، مدير عام منع الأزمات وتحقيق الاستقرار وبناء السلام في وزارة الخارجية الألمانية، المساعدة الإنسانية والمبعوثة الخاصة للقضايا الإنسانية في الشرق الأوسط ديكي بوتسل، في مقر دائرة شؤون اللاجئين بمدينة رام الله.
ورفض أبو هولي، خلق بدائل عن "الأونروا" أو تقاسم صلاحياتها مع منظمات دولية، كون الوكالة صاحبة الولاية الحصرية على اللاجئين الفلسطينيين حسب قرار تأسيسها رقم 302 الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وبحث اللقاء، سبل دعم "الأونروا" والتحديات التي تواجه الوكالة مع استمرار تجميد دول مانحة رئيسية تمويلها، والتحقيقات التي يُجريها مكتب الرقابة الداخلية في الأمم المتحدة ومجموعة المراجعة المستقلة حول المزاعم الإسرائيلية بشأن عدد من موظفيها.
كما وقف المسؤولان أمام الوضع الإنساني الكارثي في ظل تفاقم احتياجات ومعاناة اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات الفلسطينية، خاصة في قطاع غزة الذي يعاني نقصا حادّا في تمويل الاستجابة الإنسانية.
وطالب أبو هولي المسؤولة الألمانية بإعادة حكومة بلادها النظر في قرار تجميد تمويلها الإضافي للأونروا، والعمل على استئنافه لتمكين الوكالة من القيام بمهامها المنقذة للحياة للملايين من اللاجئين الفلسطينيين في مناطق عملياتها التي تضاعفت مع استمرار الأزمات التي تشهدها المنطقة.
ولفت إلى أن التمويل الألماني الكبير في الأعوام الخمسة الماضية شكل قارب نجاة للأونروا بعد أن قطعت الولايات المتحدة الأميركية في عام 2018 تمويلها للوكالة الأممية.
وأكد أن ألمانيا شريك رئيسي للأونروا وتعد الممول الثاني بعد الولايات المتحدة الأميركية لميزانية الوكالة العامة والممول الأول لميزانية المشاريع، وأن استئناف تمويلها سيدفع العديد من الدول المانحة التي علّقت تمويلها إلى أن تحذو حذوها، مشيرا إلى أهمية توفير الدعم اللازم والمشاريع التنموية، الذي من شأنه أن يكون عامل استقرار في المنطقة.
وأطلع أبو هولي المسؤولة الألمانية على الأوضاع المعيشية والإنسانية الصعبة وحرب الإبادة التي تقودها حكومة الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة والمتواصلة منذ خمسة أشهر، علاوة على خطر المجاعة الذي يتهدد ما يقارب 600 ألف لاجئ في شمال القطاع.
وأكد دعم منظمة التحرير الفلسطينية للتحقيقات التي يُجريها مكتب الرقابة الداخلية للأمم المتحدة، ومجموعة المراجعة المستقلة برئاسة وزيرة خارجية فرنسا السابقة كاثرين كولونا، التي شكلتها الأمم المتحدة لبحث المزاعم الإسرائيلية ضد "الأونروا"، مؤكدا ضرورة أن تلتزم لجنة التحقيق بالموعد المحدد لإعلان النتائج دون تأخير، لتفادي إطالة أمد تعليق الدول المانحة تمويلها والتي ربطت استئنافه بنتائج التحقيقات.
من جانبها، أكدت بوتسل أن ألمانيا لديها نية جدية لإعادة النظر في استئناف تمويل "الأونروا" فور ظهور المؤشرات والنتائج الأولية الإيجابية للجنة التي شكلها الأمين العام للأمم المتحدة، للتحقيق في المزاعم الإسرائيلية بشأن عدد من موظفي الوكالة.
وأضافت: أن ألمانيا تتطلع إلى كيفية استئناف الدعم المخصص للأونروا بطريقة اعتيادية في الأقاليم الخمسة كافة، مؤكدة أنه لا بديل عن "الأونروا" في تقديم الخدمات الإنسانية للاجئين الفلسطينيين.
وأشارت إلى أن ألمانيا تعي جيدا ماذا يعني خطر انهيار "الأونروا"، وتأثيره السلبي في اللاجئين الفلسطينيين، وإدراك حجم المخاطر التي تترتب على انهيارها، موضحة أن قيمة الدعم الألماني للأونروا بلغت 240 مليون دولار في عام 2023.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها