تنديدًا بالمجازر وحرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها قوات الاحتلال الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة خصوصاً، وفي الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة وفلسطين عموماً، ودعماً للمقاومة الباسلة في فلسطين، ووفاءً لدماء الشهداء، نظّمت الأحزاب الوطنية اللبنانية والفصائل الفلسطينية والمنظمات الشبابية اللبنانية والفلسطينية وقوى المجتمع الأهلي في لبنان، مسيرة إنطلقت من ساحة البربير في العاصمة اللبنانية بيروت بإتجاه بيت الأمم المتحدة "الاسكوا" في الوسط التجاري لمدينة بيروت، يوم السبت رُفعت فيها رايات حركة التحرير الوطني الفلسطيني"فتح" وعلم فلسطين، وأطلق فيها المتظاهرون الهتافات والشعارات المنددة بالاحتلال الصهيوني، والمؤيدة لفلسطين ومقاومتها.
وشارك في المسيرة نواب سابقون، وقادة الفصائل والأحزاب والمنظمات الشبابية اللبنانية والفلسطينية وقوى المجتمع الأهلي اللبناني والفلسطيني، ونائب رئيس المجلس الوطني الفلسطيني، وثلة من رجال الدين من كافة الطوائف، ومشاركة واسعة ومميزة من قيادة حركة فتح في منطقة بيروت ومخيماتها، وكافة الأطر التنظيمية والفرق الكشفية والطلابية والمكاتب الحركية، واللجان الشعبية، وأفواج الاطفاء الفلسطينية، وحشود شعبية فلسطينية ولبنانية.
ومن أمام مقر بيت الأمم المتحدة، كانت كلمة لمنسق لقاء الأحزاب الوطنية النائب السابق كريم الراسي، ندّد في بدايتها بإسم الأحزاب الوطنية ومن وصفهم بشرفاء الأمة بالمجازر الصهيونية التي تحصل اليوم بحق الشعب الفلسطيني على أرض غزة وكافة الأراضي الفلسطينية، موجّهاً رسالة إلى العالم أن لا حلول مع هذا العدو الذي لا يفهم إلا لغة القوة، موجّهاً الشكر إلى كل من يدعم اليوم الشعب الفلسطيني بوقفة تضامنيةً وغيرها، مُعتبراً أنها غير كافية، لأننا اليوم أمام عدو لا يحترم حقوق الإنسان، والردّ عليه يكون بالتضحيات والمقاومة.
ووعد الراسي بإسم كل شريف في لبنان، أن الدماء التي تبذلها المقاومة ستؤسّس إلى مرحلة جديدة من الإنتصارات في لبنان وفلسطين، مُؤكّداً أن المفاوضات مع العدو لن تُرجع الحقوق إلا إذا استندت إلى تضحيات مقاومة لبنان وفلسطين، موجّهاً العتب إلى بعض الدول الشقيقة التي لم تقف إلى جانب فلسطين لا بالموقف ولا بالكلمة.
وألقى كلمة تجمّع العلماء المسلمين، رئيس مجلس أمناء التجمع الشيخ غازي حنيني، بدأها بالتأكيد على حب الحياة للجميع مشترطاً أن لا تكون مقترنةً بالذل والمهانة للعدو الصهيوني الذي استباح لبنان منذ 70 عاماً، مذكّراً بمجازر العدو بحق اللبنانيين في حولا ومطار بيروت وغيرها، مؤكّداً ان لا سبيل مع هذا العدو إلا بالقتال والبندقية، بندقية المقاومة التي حرّرت الأرض وطبّقت القرار 425، وأكّدت الأمن والأمان في لبنان.
وأشاد حنيني بدور المقاومة الإسلامية وكافة الأحزاب والقوى المقاوِمة في لبنان، لتضامنهم مع غزة في قتال العدو، مُشيداً أيضاً بالدور اليمني وأنصار الله والحشد الشعبي وإيران في دعم فلسطين، معتبراً أن وقفة اليوم هي للتأكيد على رفض الذل والخضوع لهذا العدو مهما كانت التضحيات والدماء التي يتم بذلها، خاتمًا بتوجيه الإنتقاد إلى الأميركيين والأوروبيين لوقفوهم إلى جانب العدو المتغطرس على حساب الشعب الفلسطيني.
وكانت كلمة لقوى التحالف الفلسطيني ألقاها ممثل حركة حماس في لبنان الدكتور أحمد عبد الهادي، بدأها بتوجيه التحية إلى الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة وإلى المقاومة اللبنانية والعراقية واليمنية والسورية وكل شريف وحر، مُعتبراً أن معادلة الألم في الصراع مع الأعداء يؤلم الجميع، نتيجةً لجرائم العدو وحرب التجويع التي يمارسها العدو الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني في غزة والضفة، مدعوماً من الإدارة الأميركية التي تغطي أفعال هذا العدو، لكن البُعد الآخر في هذا المعادلة هو أن الألم والتضحيات تهون في سبيل الإنجازات الضخمة التي تحقّقت وتتحقق.
ورأى عبد الهادي، أن هناك محاولات لتفريغ الإنجازات الضخمة التي تسجّلها المقاومة الفلسطينية من خلال استحضار صورة الألم والمجازر، معتبراً ان ذلك ثمناً للعيش بكرامة، ومؤكّداً أن المجازر التي تُمارس بحق الشعب الفلسطيني هي لدفعه لينفضّ عن المقاومة، لكن هذا الشعب يأبى أن يتخلى عن مقاومته، مُشدّداً أن المقاومة لن تتخلى عن شروطها بوقف العدوان عن الشعب الفلسطيني والإنسحاب الكامل من قطاع غزة وإعادة الإعمار وعودة النازحين وإطلاق سراح المعتقلين، خاتماً بالتأكيد على أن قيادة المقاومة لا تزال صامدة وهي تخوض حرباً شرسة في السياسة كما في الميدان.
وألقى كلمة منظمة التحرير الفلسطينية أمين سر حركة فتح وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان فتحي أبو العردات، بدأها بتوجيه التحية إلى الحضور الكريم من بيروت عاصمة المقاومة، وإلى أرواح الشهداء الذين سقطوا دفاعاً عن القضية الفلسطينية العادلة، وإلى الحشود التي لا تزال تتهافت لدعم فلسطين على الرغم من الإختلافات بينها، مُؤكّداً أن قضية فلسطين كانت وستبقى جامعة للشعوب العربية والإسلامية وجميع الشرفاء حول العالم.
ووجّه أبو العردات كلمةً موجزة إلى الصحافيين، ترحّم فيها على أرواح شهداء الإعلام والكلمة الحُرّة، الذين ما انفكوا عن دعم فلسطين فكان نصيبهم أن يتم إستهدافهم من قبل العدو الصهيوني المجرم.
واعتبر أبو العردات أن الأولوية الأولى اليوم هي لوقف هذا العدوان عن الشعب الفلسطيني، مؤكّداً على ضرورة توجيه الجهود على الصعيدين الحزبي والرسمي والبرلمانات الحرّة لوقف العدوان، مطالباً بانتظام تدفق المساعدات إلى الشعب الفلسطيني المحاصَر وإلى المستشفيات لدعم صمودهم الرائع في مواجهة الإحتلال.
ورأى أبو العردات، أنه وبعد مرور أشهر على العدوان الصهيوني، لم يتحقّق أي من رهانات العدو وأهدافه، سوى القتل الجماعي والإجرام والتحريض على وكالة الأونروا لدى الدول المانحة لقطع المساعدات عن الشعب الفلسطيني، مؤكّداً أن العدو لم يحقّق مخططات التهجير والهجرة، لأن المقاومة الفلسطينية بكافة أطيافها لا تزال متّحدة تقاتل بكل ما تمتلك، ولا يزال الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية يحتضن مقاومته رغم الآلام والتضحيات.
وختم أبو العردات بتوجيه التحية إلى المقاومة في لبنان وسوريا والعراق واليمن، معتبراً أنه بتضحيات هؤلاء الشرفاء، تصمد اليوم غزة والضفة بما فيها القدس، ومؤكّداً أنه بتضحياتهم ستنتصر فلسطين وستقوم الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وسيعود اللاجئون إلى قراهم ومدنهم وسيزول الإحتلال الصهيوني الغاشم.
وكانت كلمة لعضو المجلس السياسي في حزب الله محمود قماطي، بدأها بتوجيه التحية إلى المشاركين في التحرّك الداعم لفلسطين وشعبها وصمودهم وتضيحاتهم في سبيل فلسطين وعودة فلسطين، وموجّهاً التحية إلى الشعوب الحرّة التي ساندت فلسطين في مواجهة هذا العدو الحاقد والولايات المتحدة الأميركية عرّابة القتل في هذا العالم.
وعبّر قماطي بإسم المقاومة الإسلامية والوطنية في لبنان، عن التقدير للمقاومة في فلسطين بكافة أطيافها على ثباتها المشرِّف، مؤكّداً على وقوف محور المقاومة إلى جانبهم بالسلاح والدم والشهادة، مُعرباً عن ثقته أن المقاوَمة لن تفرّط بالمكتسبات التي تحقّقت، ولن تعطي العدو الصهيوني بالمفاوضات ما لم يتحقّق بالقتل والدمار والإغتيالات، خاتماً بالمطالبة بوحدة وطنية فلسطينية- فلسطينية على أمل التوصُّل إلى مشروع وطني فلسطيني يحفظ كافة الحقوق الفلسطينية.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها