جددت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني نداءاتها إلى المجتمع الدولي لضمان حماية كوادرها ومنشآتها وتوفير مساحة إنسانية آمنة.
وقالت الجمعية، في بيان لها، مساء اليوم الأحد، إنها فجعت باستشهاد اثنين من طواقمها الإسعافية هما أحمد المدهون، ويوسف زينو، كانا في مهمة لإنقاذ الطفلة هند منذ 12 يوما في منطقة تل الهوى بمدينة غزة، إذ عُثر على جثمانيهما متحللة بين بقايا مركبة الإسعاف المحترقة والمحطمة، نتيجة استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي لها على بعد أمتار قليلة من مركبة عائلة الطفلة هند.
وأضافت الجمعية: أن هذه الجريمة تأتي بعد استشهاد المسعف محمد العمري في السابع من شهر شباط الجاري، جراء استهدافه من قبل قوات الاحتلال خلال مهمة لإجلاء مصابين من مستشفيات مدينة غزة للجنوب، والتي تم التنسيق لها من خلال اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وقد أدى هذا الاستهداف أيضا إلى إصابة مسعفين اثنين آخرين، أحدهما في الصدر والآخر في العين.
وبينت أن عدد أفراد طواقم الهلال الأحمر الذين استشهدوا على يد قوات الاحتلال منذ بدء العدوان على قطاع غزة ارتفع إلى 14 شهيدا، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني.
وأعربت جمعية الهلال الأحمر عن صدمتها من اعتقال قوات الاحتلال الإسرائيلي غير القانوني لتسعة من كوادرها وعدد من المرضى من مستشفى الأمل في التاسع من شباط الجاري، خلال اقتحامها للمستشفى والعبث بمحتوياته ونهبها وتحطيم عدد من الأجهزة الطبية، بالإضافة إلى اعتقال متطوعين اثنين في الثامن من الشهر ذاته، أثناء إجلاء النازحين من مستشفى الأمل، المحاصر لليوم الحادي والعشرين على التوالي، خلال ممر إنساني تم تنسيقه عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ليرتفع عدد المعتقلين من عاملي ومتطوعي الجمعية إلى 14 كادرا.
وبينت أنه وفقا للقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف، فإن الاستهداف المباشر والقتل المتعمد لطواقم ومتطوعي الجمعية يعتبر جريمة حرب، ولا بد أن تقوم الأطراف المتعاقدة والموقعة على اتفاقيات جنيف والملزمة بفرض احترام القانون الدولي الإنساني، باتخاذ الإجراءات اللازمة من أجل قمع وزجر ومعاقبة مرتكبيها.
وأضافت: أن اعتقال الاحتلال لكوادرها، والذي قد يرقى إلى جريمة الإخفاء القسري في بعض الحالات، غير قانوني ويتوجب الإفراج الفوري عنهم، إذ أنه يحظر اعتقال أو إخفاء العاملين في المجال الصحي قسريا، عقابا على العمل الإنساني، ما يشكل انتهاكا غير مقبول.
وطالبت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بضرورة فرض احترام شارة الهلال الأحمر، المحمية وفقا لأحكام القانون الدولي، واحترام وحماية الشخصية الاعتبارية للجمعية وتسهيل مهمتها الإنسانية والتي تجاهلها الاحتلال الإسرائيلي، ما أدى إلى خلق ظروف تشغيلية لا تطاق لفرق الهلال الأحمر الفلسطيني وتأدية مهامه الإنسانية، وحماية النازحين الذين لجأوا إلى مرافقها بصفتهم فئة محمية، وبصفة الجمعية ومرافقها كمؤسسة ومنشآت محمية.
ونفت الجمعية ادعاء الاحتلال بإدخاله أسطوانات الأكسجين إلى المستشفى، أو أي أجهزة طبية أخرى، مؤكدة أنه دمر أجهزة ومعدات طبية خلال اقتحامه للمستشفى، وكذلك الاعتداء على الطاقم بالضرب والتنكيل بهم.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها