بعث المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة رياض منصور، يوم الأربعاء، بثلاث رسائل متطابقة إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة، ورئيس مجلس الأمن لهذا الشهر (غوايانا)، ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، حول استمرار حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية للشهر الخامس على التوالي، ما يؤدي إلى سقوط المزيد من الضحايا الفلسطينيين، من الأطفال والنساء والرجال، في ظل فشل مجلس الأمن في تحمل مسؤولياته، حتى بعد اضطلاع محكمة العدل الدولية بواجباتها.
وفي هذا السياق، نوه منصور إلى استشهاد ما لا يقل عن 27,585 مواطن في غزة، بما في ذلك أكثر من 12,100 طفل، وإصابة أكثر من 67,000 مواطن حتى الآن في قطاع غزة، إضافة إلى استشهاد 374 مواطنا من بينهم 96 طفلا، على أيدي قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، في الضفة الغربية.
وأشار منصور أيضًا إلى قيام إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، وخلال الأسبوع الماضي وحده، بقصف، وبشكل متكرر، مناطق في جنوب قطاع غزة، والتي من المفترض أنها آمنة، كما أنها واصلت هجماتها على المستشفيات، منوها إلى حصار مستشفيي الأمل وناصر في خان يونس، الأمر الذي عرّض للخطر حياة المرضى والطواقم الطبية وأكثر من 10,000 نازح، إلى جانب مواصلة إسرائيل قتل الصحفيين، والمسعفين، وإطلاق النار على المدنيين ومهاجمة قوافل الإغاثة الإنسانية التابعة للأمم المتحدة، واستمرارها في تعريض مئات الفلسطينيين الآخرين للاعتقال وتجريدهم من الإنسانية والتعذيب.
كما نوه منصور إلى إجبار إسرائيل ما لا يقل عن 8000 مدني نازح في خان يونس إلى النزوح مرة أخرى باتجاه منطقة رفح، حيث يتواجد أكثر من مليون شخص من دون مأوى سوى الشوارع أو الخيام المؤقتة بالقرب من الحدود مع مصر، محذّرا من أن تزايد الاحتياجات الإنسانية والضغوط في رفح وتصاعد الهجمات الإسرائيلية، تزيد من مخاطر النزوح الجماعي للعائلات أو النقل القسري للسكان الفلسطينيين من قبل إسرائيل.
وأشار إلى أن هذا خطر حقيقي وقائم حيث يهدد به المسؤولون الإسرائيليون الذين لا يخفون أهدافهم في إخلاء غزة واستيطانها، منوهًا إلى تصاعد هجماتهم على الأونروا، تحقيقا لهذه الغاية، وسعيًا إلى حرمان لاجئي فلسطين وغيرهم من المدنيين في غزة من مساعداتها المنقذة للحياة خلال هذه الكارثة.
وشدد منصور على ضرورة بذل كافة الجهود الممكنة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار، واتخاذ الإجراءات المسؤولة لإنقاذ ملايين الأرواح المعرضة للخطر جراء استمرار العدوان، مكررا مناشدة مجلس الأمن للمطالبة بوقف إطلاق النار والعمل على وقف حملة الموت والدمار والحصار التي تشنها إسرائيل في غزة وبقية الأرض الفلسطينية المحتلة، ومشددًا على ضرورة تنفيذ القرارين 2712 و2720 لحماية السكان المدنيين الفلسطينيين، ومنع المزيد من تهجيرهم القسري وضمان تقديم المساعدة الإنسانية، بما في ذلك من خلال الأونروا، لمنع المجاعة وانتشار الأمراض.
كما ناشد منصور مجلس الأمن والجمعية العامة وجميع الدول الوفاء بالتزاماتها، وفقا للقانون الدولي، بما في ذلك القانون الإنساني وقانون حقوق الانسان، مؤكدًا ضرورة العمل دون تأخير لوقف الأزمة الكارثية الحالية وضمان المساءلة، بما في ذلك من خلال محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية، وتحقيق العدالة وإنهاء الاحتلال الاستعماري الإسرائيلي ونظام الفصل العنصري والظلم الفادح ضد الشعب الفلسطيني.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها