اعترف محللون عسكريون إسرائيليون يوم الجمعة، بأن الجيش الإسرائيلي لا يقترب من تحقيق أهداف الحرب التي يشنها على قطاع غزة بمرور "100" يوم على بدئها، ويدعي الجيش أن تحقيق أهداف الحرب، القضاء على العدو وإعادة الاسرى يستغرق وقتًا، ما يعنى أن نهاية الحرب بالنسبة له لا تظهر في الأفق حاليًا.

وأشار المحلل العسكري في صحيفة "معاريف" طال ليف رام، إلى أن "إسرائيل تنتظر تحولًا إستراتيجيًا لم يتحقق حتى الآن، ومن شأن تحرير المخطوفين والوصول إلى قادة الفصائل الفلسطينية في خانيونس أن يحقق التحول المطلوب، ورغم أن الجيش الإسرائيلي يراكم إنجازات تكتيكية وعملياتية في الجبهتين الجنوبية والشمالية، لكنها لا تقود إلى إنجاز إستراتيجي، يمكن أن يشير إلى تقدم كبير في الطريق نحو تحقيق أهداف الحرب".

ووصف طول فترة الحرب بأنه "سلعة ثمينة جداً، فالفجوات مقابل الإدارة الأميركية آخذة بالتعمق، والانتقادات الدولية تشتد والتحديات الإعلامية الإسرائيلية باتت أكثر تعقيداً، وجزء من هذه الحرب هو المعركة على الوعي، كما أن استئناف إطلاق القذائف الصاروخية من شمال القطاع منذ أن سحب الجيش الإسرائيلي القوات من أحياء مدينة غزة هو جزء من هذه المفاهيم نفسها".

وأضاف ليف رام: أنه "رغم تصعيد الضغط العسكري في خانيونس الآن واستهداف الفصائل الفلسطينية، إلا أن الوقت الذي مرّ حتى الآن من دون أن يقود الضغط العسكري في هذه المرحلة إلى تقدم في موضوع المخطوفين الإسرائيليين أو لانعطاف إستراتيجي آخر، يعمل ضد مصلحة إسرائيل".

ورجح أن "إسرائيل لن توافق على المقترح القطري الجديد لصفقة أسرى، والقيادة السياسية  الأمنية عندنا نظرت حتى الآونة الأخيرة إلى مقترح تطرحه إسرائيل بشكل أحادي الجانب على الوسطاء، على أنه تعبير عن ضعف، وبعد "100" يوم على الحرب، وفيما لا تزال أيام طويلة أمامنا، يبدو أنه حان الوقت لإعادة دراسة هذا المفهوم وإظهار مبادرة، إلى جانب استمرار المجهود العسكري الميداني".

وأشار إلى أنه "كلما استمرت الحرب، يترسخ واقع جديد في إسرائيل وهو روتين الحرب، وروتين الحرب والاعتياد عليه يصعّب على الجيش الإسرائيلي أيضًا في شرح إنجازاته في ميدان القتال، فالاهتمام بما يحدث داخل القطاع آخذ بالتراجع، وفي معظم الحالات يتزايد مجدداً فقط بعد حدث صعب، مثل مقتل وإصابة عدد من الجنود". وبحسبه، فإن "الجيش الإسرائيلي يحاول مواجهة هذا التحدي بواسطة إدخال صحافيين إلى القطاع".

كذلك شدد المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس" عاموس هرئيل، على أنه بعد مرور 100 يوم تقريبًا على الحرب، "واضح أن إسرائيل لا تزال بعيدة عن تحقيق الغايات المعلنة للحرب".

وأضاف: أن "احتلال القسم الشمالي من القطاع، وتوسيع العملية العسكرية مؤخراً إلى وسطه وجنوبه، استهدف العدو وتسبب بمعاناة إنسانية متطرفة لسكان القطاع كله، لكن إسرائيل لا تقترب من انتصار حاسم، وفي الظروف الحاصلة ستواجه صعوبة في تحقيقه في المستقبل أيضًا، ويصعب إخفاء هذا، أيضًا لأن الجيش الإسرائيلي موجود في ذروة تقليص القوات في القطاع، الذي يعبر عن الانتقال إلى مرحلة جديدة في الحرب، وهو أمر حاولت الحكومة إخفاءه عن الجمهور".

ووفقًا لهرئيل، فإنه "بالرغم من أن الفصائل الفلسطينية استعدت بتشكيلات ألوية وكتائب مناطقية، وأصبح طابعها في العقد الأخير أنها جيش، لكن بإمكان الحركة أن تعمل بشكل مختلف أيضًا، وعندما حطم الجيش الإسرائيلي الكتائب في شمال القطاع، وقتل آلاف من عناصرها، أعاد الذراع العسكري تنظيم نفسه من جديد، على شكل خلايا عصابات منتشرة. والبساطة في ممارسة القوة في الجانب الضعيف خصوصًا تصب في صالحه، ولم تتمكن الخلايا من لجم عمليات الفرق العسكرية الإسرائيلية، لكنها لا تزال موجودة في الميدان وتطل من فتحات الأنفاق كي تستهدف الجيش وتجبي ثمنًا يوميًا تقريبًا".

ولفت هرئيل إلى جانب بالغ الأهمية، وهو أنفاق العدو التي فاجأت إسرائيل بتطورها وتشعبها، وتمنح العدو مورداً ثمينًا تحت الأرض، وبمثابة كاسر للتوازن في الحرب الحالية، ومعظم القيادة العليا تتواجد في الأنفاق، وهي تبدو محمية نسبيًا في هذه الأثناء، كما أن معظم مسلحي العدو، وعلى ما يبدو معظم المخطوفين الإسرائيليين أيضًا، موجودون هناك".