تظاهر نحو "150" شخصًا من عناصر اليمين المتطرف مساء يوم الخميس في القدس المحتلة، في مسيرة تدعو إلى"إنهاء سيطرة" الأوقاف الإسلامية على المسجد الأقصى، ومنعت شرطة الاحتلال عناصر اليمين المتطرف من التقدم باتجاه البلدة القديمة، بعد أن تجمعوا على أحد أطراف المدينة.

وقال منظمو المسيرة إنها تأتي بمناسبة "عيد الأنوار" اليهودي (حانوكا)، وستمر من باب العامود (أحد أبواب البلدة القديمة)، ومن ثم الحي الإسلامي في البلدة، وصولًا الى حائط البراق، فيما،تجمع العشرات في منطقة قريبة من باب الجديد، أحد أبواب القدس القديمة، قبل أن يقع احتكاك بينهم وبين عناصر الشرطة الإسرائيلية.

وقررت الشرطة على إثر ذلك منع المسيرة، ووقعت اشتباكات بالأيدي بين عدد من اليمينيين وعناصر الشرطة الإسرائيلية الذين منعوهم من التقدم باتجاه البلدة القديمة.

وأوقفت شرطة الاحتلال تقدم المتظاهرين عند باب الجديد، ومنعت توجههم إلى ساحة باب العامود، بسبب مخالفتهم ترخيض المظاهرة الذي يمنع حمل اللافتات، فيما هاجم عدد من المتظاهرين المتطرفين عناصر الشرطة، ورددوا هتافات عنصرية ورفعوا لافتات تدعو إلى قتل "المخربين" وترفض "التعايش المشترك" مع العرب.

ووفقًا للدعوات التي عممتها الجماعات فإن المسيرة، التي وافقت الشرطة الإسرائيلية على تنظيمها، تهدف إلى إزالة وصاية الأوقاف الإسلامية عن المسجد الأقصى، وتجديد السيطرة اليهودية الكاملة على القدس والأقصى، وتخليد ذكرى القتلى الإسرائيليين في الحرب.

وأشارت تقارير إسرائيلية إلى أن عناصر الشرطة حاولت مصادرة لافتات كانت بحوزة عناصر اليمين المتطرف خلافا لترخيص المسيرة، الأمر الذي أدى إلى اندلاع مواجهات بين الجانبين، في حين حاول عدد من عناصر اليمين الإفلات من ملاحقة الشرطة والتوجه نحو البلدة القديمة في القدس المحتلة، عبر باب العامود.

وانطلقت المسيرة في تمام الساعة السابعة والنصف، وكان من المقرر أن تمر من باب العامود وبأزقة البلدة العتيقة وصولًا إلى ساحة البراق غربي المسجد الأقصى حيث ستتم إضاءة شعلة الشمعدان الأولى إحياء لعيد "حانوكا" اليهودي، فيما عززت شرطة الاحتلال قواتها في القدس المحتلة لتأمين المسيرة التي تأتي على خلفية الحرب الإسرائيلية على غزة.

وكانت شرطة الاحتلال الإسرائيلية قد سمحت بتنظيم المسيرة التي دعت إليها جماعات يمينية متطرفة تدعو لإقامة الهيكل المزعوم مكان المسجد الأقصى، بينها "بأيدينا" و"عائدون إلى الهيكل".

علمًا بأن شرطة الاحتلال تسمح للمتطرفين باقتحام المسجد الأقصى، دون الحصول على موافقة دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس التابعة لوزارة الأوقاف الأردنية، رغم أن الأردن هو الوصي على المقدسات في مدينة القدس الشرقية.

وفي المقابل، تفرض الشرطة الإسرائيلية قيوداً مشددة على دخول المسلمين إلى المسجد الأقصى لأداء الصلاة منذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة في 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.