أكد متحدثون خلال مؤتمر صحفي تناول آخر مستجدات الحركة الأسيرة، أن المعتقلين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، يتعرضون لعمليات تجويع وتعطيش، ويُمنع المرضى منهم من الحصول على الأدوية، خاصة الذين يعانون من أمراض مزمنة.

وفي كلمته، أكد رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين قدورة فارس خلال المؤتمر الذي عُقد بمدينة البيرة، اليوم الخميس، أنه خلال الأيام الماضية تكررت الاعتداءات الجسدية على المعتقلين، إذ إن وحدات القمع تستخدم عصي "الفؤوس والمجارف" في ذلك، التي أدت إلى تكسير أيديهم وأرجلهم، كما أن بعضا ممن تعرضوا للاعتداءات لم يتعرف إليهم زملاؤهم بسبب الآثار الجانبية التي تسببت بها هذه الاعتداءات.

وتابع فارس: يتعرض المعتقلون أيضا للتحقير والإهانات، وتوجيه العبارات النابية إليهم، كما يتعرضون للشبح وتكبيل أيديهم إلى الخلف، وشد القيود، والتفتيش العاري المهين، ويحدث ذلك في أغلب معتقلات الاحتلال خاصة في النقب.

وأشار إلى أن نزعة الانتقام من المعتقلين خطيرة، خاصة في ظل انتشار قوات من جيش الاحتلال وتواجدها داخل المعتقلات، حيث يتواجدون في ساحات المعتقلات وأقسامها، ما ينذر بإمكانية تنفيذ عمليات اغتيال وتصفية بحق المعتقلين.

ودعا فارس، المؤسسات الدولية المعنية بحقوق الإنسان، إلى توفير الحماية للمعتقلين، وتنظيم زيارات لمعتقلات الاحتلال، للاطلاع على أوضاعهم، خاصة ممن هم من قطاع غزة الذين لا تتوفر عنهم معلومات كافية، ودعاهم إلى الضغط على سلطات الاحتلال من أجل الكشف عن أسمائهم وأوضاعهم الصحية.

وتابع: أن قرار وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي يوآف غالانت باعتبار معتقلي غزة مقاتلين غير شرعيين مخالف للقانون الدولي الإنساني، إذ خصص لهم عدة معسكرات، فيما لم يُعرف بعد عددهم أو ظروف اعتقالهم.

ولفت فارس، إلى أن عدد المعتقلين ارتفع إلى نحو 10 آلاف معتقل، ومنذ بدء العدوان على غزة اعتقل الاحتلال من الضفة نحو 1000 مواطن، منهم نحو 700 تم تحويلهم إلى الاعتقال الإداري، محذرا من أن الاكتظاظ في معتقلات الاحتلال سيؤدي إلى حصول مكرهة صحية، وانتشار للأمراض بين المعتقلين.

من جانبه، أكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف، ضرورة رفع مستوى التفاعل والدعم للحركة الأسيرة في مختلف أرجاء الأراضي الفلسطينية، خاصة في ظل ما يتعرضون له من هجمة شرسة من إدارة معتقلات الاحتلال.

وأشار إلى أن سلطات الاحتلال تمارس عدوانا واسعا على شعبنا الفلسطيني، وإلى جانب جرائمه وعدوانه في قطاع غزة، فإنه يشن أيضا اقتحامات واسعة للمدن والقرى والمخيمات، وينفذ حملات اعتقالات واسعة، وسط اعتداءات وحشية تمارس بحق المعتقلين.

ومن ناحيته، قال رئيس الهيئة العليا لمتابعة شؤون الأسرى أمين شومان، إن المطلوب ألا يُسمح لإدارة معتقلات الاحتلال بالاستفراد بالمعتقلين، من خلال مواصلة الفعاليات المساندة لهم، وتسليط الضوء على معاناتهم.

وحذر شومان، من أن المرحلتين الحالية والمقبلة هما الأصعب على المعتقلين، خاصة في ظل الضوء الأخضر لحكومة الاحتلال من الولايات المتحدة الأميركية وبعض الدول الأوروبية في عدوانها على أبناء شعبنا، الأمر الذي يشجع الاحتلال على مزيد من التغول والإجرام بحق المعتقلين على وجه الخصوص.

ودعت المحامية تالا ناصر من مؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان، إلى مقاطعة المحاكم العسكرية الإسرائيلية التي تعقد جلسات شكلية للمعتقلين، والتي لا يكون فيها قيمة لوجود المحامي.

وشددت على أهمية فضح ممارسات الاحتلال، وتفعيل أدوات القانون الدولي، من أجل محاسبة حكومة الاحتلال على جرائمها بحق المعتقلين.

وأشارت ناصر، إلى أن أوضاع المعتقلين صعبة، إذ إن العيادات مغلقة، ولا يُسمح لهم بالتنقل إلى المستشفيات الخارجية، خاصة مرضى السرطان الذين يحتاجون إلى العلاج بشكل دوري، مناشدة منظمة الصليب الأحمر بضرورة التحرك في هذا الجانب من أجل إنقاذ حياة المعتقلين المرضى، وضمان تقديم العلاج له.