تصادف، اليوم الإثنين، السادس عشر من تشرين الأول، الذكرى الـ51 لاستشهاد الدبلوماسي والأديب وائل زعيتر برصاص الموساد الإسرائيلي في روما عام 1972.

وُلد زعيتر في نابلس عام 1934 وسط أسرة علم وأدب، والده المحامي والمؤرخ عادل زعيتر المعروف بشيخ المترجمين العرب، وشقيقته نائلة محاضرة في جامعة النجاح وتحمل شهادة الدكتوراة في الأدب العربي، وعمه الأديب والسياسي أكرم زعيتر.

تعلق منذ صغره بالفلسفة والموسيقى، ولكنه في الوقت نفسه كان يحمل في أعماقه بذور الثورة على الظلم الاجتماعي والطبقي، هزته مأساة التشرد الفلسطيني فأخذ يكتشف الطريق إلى فلسطين والشعب، درس الهندسة سنة واحدة في جامعة بغداد، وفي منتصف عامه الثاني ترك الجامعة إذ طُره من العراق نتيجة نشاطه السياسي فذهب إلى الكويت ليعمل بدائرة المساحة، ثم سافر إلى ألمانيا فإيطاليا.

درس الإيطالية وأتقنها وترجم مؤلفات ألف ليلة وليلة من العربية إلى الإيطالية، فقد كان يؤمن بأن العرب قدموا إلى الحضارة ما ينبغي أن يفهمه جيدًا من ينكرون عليهم ذلك.

انضم إلى حركة "فتح" في أعقاب هزيمة 1967، واختارته الحركة ليكون معتمدًا لها في روما. ثم عمل ممثلاً لمنظمة التحرير في روما.

اغتيل عند مدخل شقته في ساحة هانيبال وسط روما، ولم يسمح الاحتلال الإسرائيلي بدفن جثمانه في مدينته نابلس، فدُفن في مخيم اليرموك في دمشق.

تخليداً لذكراه، أصدر أصدقاؤه من المثقفين الغربيين كتابا عنه عام 1979 بعنوان: "لأجل مناضل فلسطيني: تذكار إلى وائل زعيتر"، فاختفى الكتاب خلال بضعة أشهر. وأعيد طبع الكتاب بالإنكليزية عام 1984، ثم طُبع مجددًا بالإيطالية تحت إشراف صديقته الأسترالية الفنانة التشكيلية جانيت فين براون، كما أقيم مركز وائل زعيتر في ماسا كارارا، بالقرب من توسكانا في إيطاليا تخليدا لذكراه.

كما أخرجت الفنانة الفلسطينية إميلي جاسر فيلمًا عن حياة وائل زعيتر بعنوان: "مادة من أجل فيلم"، وفاز الفيلم بجائزة "الأسد الذهبي" في مهرجان فينيسيا.