حاول بعض المعلقين على بيان التواطؤ مع رواية ومواقف العدو الصهيوأميركي الأوروبي ضد ما تضمنه خطاب سيادة الرئيس محمود عباس، أن يرش السكر على فضيحة بعض الموقعين ليخفف من حدة الرفض لبيانهم المخزي والجبان، بالادعاء أن أسماءهم أدرجت في البيان دون علمهم، أو قد يكونون ضُللوا بالتوقيع من خلال "عدم معرفتهم بمحتوى البيان"، أو لم يقرأوا النص، وانساقوا وراء من صاغ البيان، لثقة بشخصه طالما أن البيان يهاجم السلطة ورئيسها محمود عباس، والانسياق وراء موجه التهافلوجيا واليدماغوجيا، ولم يعطوا أنفسهم فرصة للتدقيق فيما حمله البيان من مغالطات وتساوق مفضوح مع أعداء الشعب العربي الفلسطيني.
كما أن بعض أصحاب الرأي، لجأوا إلى طريق آخر، وهو أن "الوقت غير مناسب لطرح النقاط، التي تضمنها خطاب أبو مازن أمام دورة المجلس الثوري يوم الخميس الموافق 24 آب/ أغسطس 2023." وكان الأجدر التركيز على جرائم حكومة الترويكا الفاشية بزعامة نتنياهو، التي لا أحد يستطيع الدفاع عنها، وبالتالي إعفاء الشعب وسيادة الرئيس عباس من ردود الفعل الغاضبة والمسيئة للقضية والأهداف الوطنية، وللأسف أصحاب الرأي الأخير، غطوا الشمس بغربال، لأن الهجوم على أبو مازن لم ولن يتوقف قال ما قاله، أو لم يقل شيئًا.
بالنتيجة من وقع على البيان المشؤوم، اللاوطني، والمتناغم مع الرؤية الصهيوأميركية، ومدفوع الأجر، بغض النظر عن مكانته الثقافية، واسمه، وتحصيله العلمي، هو مدان، ولا أعذار له من قريب أو بعيد، ومن زج باسمه دون علمه، أو ضُّلل، أو وقع لتصفية حساب مع رئيس منظمة التحرير لحسابات خاصة، عليهم جميعًا أن يصدروا بيانات واضحة وصريحة أولاً ضد البيان وما تضمن؛ ثانيًا سحب أسمائهم من قائمة العار والانحراف السياسي؛ ثالثًا الإعلان عن دعم الحق التاريخي والأهداف الوطنية لشعبهم. لأن سيادة الرئيس عباس في خطابه دافع عن تلك الأهداف، التي يدعون أنهم معها.
وللرد على وجهة النظر الأخيرة المتعلقة بمسألة التوقيت، فإنها من الزاوية الفنية والعامة مشروعة، وضرورية في اختيار الوقت المناسب لإثارة هذه القضية، أو ذلك الموقف، أو الإقدام على تنفيذ عمل من الأعمال الهامة المرتبطة بالمشروع الوطني، لكن المنطق العلمي والمصلحة الوطنية فيما أثاره وأكد عليه رئيس الشعب، ومنظمة التحرير وربان السفينة الوطنية يخرج عن شرنقة الوقت الضيق والمحدد، وتحتم الضرورة الوطنية والقومية على الكل الوطني إشهار وفضح وتعرية محتوى ومكونات وأهداف الاستعمار الإجلائي الإحلالي الصهيوني لفلسطين، وخلفياته التاريخية، والرد على كل الأكاذيب والشعارات الصهيوأميركية أوروبية، التي خيمت وغطت سماء الرأي العام العالمي طيلة عقود، وما زالت تحتل مكانة أساسية في المنظومة الإعلامية الدعائية للعدو الصهيوأميركي أوروبي، ومنها المقولة المفضوحة والرخيصة "معاداة السامية".
وهذه النقاط وغيرها تقبل القسمة على كل وقت وحين، لتحقيق أكثر من هدف: أولاً إماطة اللثام بشجاعة وجرأة عن الكذبة التاريخية "معاداة السامية"، لأن اليهود الخزر (الأشكناز) ليسوا ساميين، ولن يكونوا يومًا ساميين، لأن الساميين هم العرب بغض النظر عن دياناتهم، وهذا ليس إسقاطًا إرادويًا، أو تطاولاً على الحقائق، وإنما دفاع عن الوقائع، وإظهار لها.
ثانيًا لتعرية المواقف المتواطئة مع الدولة اللقيطة وصناعها من أقطاب الغرب الرأسمالي، المروجين الأساسيين للرواية والشعارات الصهيونية، والمغيبين كليا للحقوق السياسية والقانونية لأصحاب الأرض والوطن الفلسطيني.
ثالثًا لكسر تابوهات آلة الإعلام الصهيوأميركية أوروبية، ووضع مصدات علمية مستندة للواقع والتاريخ والوثائق ولما تضمنته مؤلفات الكتاب اليهود من القوميات المختلفة، قبل غيرهم من كتاب العالم من غير اليهود.
إذن حجة اختيار الوقت على أهميتها بالمعنى العام، إلا أنها فيما تضمنه خطاب سيادة الرئيس عباس، لم تصب، وشابتها نواقص فقهية وشجاعة أدبية وسياسية وتاريخية، وبالتالي على أصحابها أن يراجعوا قراءة اجتهادهم.
وبالمحصلة سأنقل رأي العديد من المواطنين للموقعين على بيان الجهل والفضيحة، الذين علقوا على مواقع التواصل الاجتماعي، قائلين" كنا نتمنى ممن وقع على بيان العار، أن يبعثوا رسالة لنتنياهو عندما أعلن رفضه إقامة دولة فلسطينية، وعدم السماح بوجودها، أو رفضًا لتشكيل حكومة الترويكا الفاشية، والرد على تصريحات ومواقف بن غفير وسموتريتش العنصرية والفاشية، أو الرفض لجرائم إسرائيل ضد أبناء الشعب في القدس العاصمة الأبدية والجليل والمثلث والنقب والمدن المختلطة، الذين يعيشون في دوامة رعب عمليات القتل المنفلتة برعاية حكومة نتنياهو السادسة وأجهزتها الأمنية، أو إصدار بيان ضد اجتياحهم لمخيم شعفاط أوجنين أو بلاطة أو نور شمس أو عقبة جبر والعروب والدهيشة والأمعري وقلنديا وجباليا والشاطئ والمعسكرات الوسطى ورفح وخان يونس، أو حارات وأحياء القدس ونابلس وبيت لحم ورام الله والبيرة وغزة والخليل ويطا ودورا وسعير وطولكرم وأريحا وقلقيلية وطوباس وسلفيت .. وغيرها من المدن والقرى والمخيمات. لكنهم صمتوا صمت أهل الكهف ..
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها