عنان شحادة وحسين السنوار

شهدت نتائج الثانوية العامة هذا العام تفوق ونجاح عدد من التوائم في محافظات الوطن، ففي بيت لحم، عاشت عائلة الدكتور وليد الكامل، أجواء سعادة وبهجة بعدما تفوق توائهما الأربعة، بنت وثلاثة أولاد، في امتحان الثانوية العامة "التوجيهي" بالفرع العلمي.

قال والدهم: "لحظات كانت الأصعب في حياتي، وأنا انتظر إلى جانب أفراد أسرتي الإعلان عن نتائج التوجيهي، فكري وقلبي مرتبط بهم الأربعة، وأريدها فرحة عارمة تجمعهم معا".

وتابع: "عند الساعة التاسعة وصلتنا رسالة معها نتيجة ابنتي حلا التي حصلت على 99.4%، ثم هادي الذي حصل على 98.3%، ويوسف 96.1%، وقيس98.7%، هنا لم تسعنا الدنيا، والحمد لله كانت فرحة لا توصف".

وأضاف: "كنت على ثقة كاملة بأبنائي. لم اتفاجأ، لكن توقعت أن تكون ابنتي من بين العشرة الأوائل في الوطن. خلال الامتحانات هيأنا لهم كل الأجواء المناسبة، وكانوا كخلية نحل، كل واحد في غرفة، والأجمل التعاون بينهم، فإذا ما استصعب أحدهم من نقطة معينة في أي مادة تجد أخوته يجتمعون ويناقشون الأمر، وهذا سر نجاحهم وتفوقهم".

أما الوالدة فقالت: "منذ بداية العام الدراسي وفرنا لهم كل الأجواء المريحة، كنت أتجنب الزيارات وأبقى إلى جانبهم... كنت أراقبهم في كل صغيرة وكبيرة، لكن الأمر يتعلق بأربعة توائم وجميعهم من المتفوقين في المدرسة منذ صغرهم. كنت حريصة ألا يؤثر أحدهم على الآخرين، لأن كل واحد له أسلوبه في الدراسة".

حلا التي حصلت على المرتبة الأولى في محافظة بيت لحم بالفرع العلمي، قالت: "كنت أطمح لأكون ضمن العشرة الأوائل على مستوى الوطن، لكن خطأ بسيطا في مادة الفيزياء جعلني أكون خارج تلك المراتب".

وتابعت: "وجود توائم شجعني أكثر لأدرس وأضع نصب عيني التفوق لأننا جميعا من المتفوقين، كنا نشجع بعضنا، عندما نرى أحدا منا يقوم إلى دراسته نتبعه كل إلى غرفته ونتابع دروسنا"، مشيرة إلى أنها ستدرس الطب.

وقال التوائم الأربعة إنهم طووا الآن صفحة الثانوية العامة، وتفكيرهم ينصب حول المسيرة الجامعية، قيس وهادي وحلا سيدرسون الطب، ويوسف الصيدلة.

أما مدير مدرسة ذكور بيت لحم الثانوية ممدوح العلامي، فقال إن التوائم الثلاثة كانوا ملتصقين ببعضهم، وكانوا يفضلون أن يكونوا في صف واحد دون انفصال.

وأضاف العلامي أن قيس وهادي كانا حريصين على توأمهم الثالث يوسف، من خلال قيامهما بتغذية راجعة له، وكانا يساعدانه ويخافان عليه جدا، مشيرا إلى أن حالتهم فريدة من نوعها.

بدوره، قال مدير التربية والتعليم في محافظة بيت لحم بسام جبر: "هذا العام كان هناك عدد من حالات الطلبة من التوائم في المحافظة وحققوا نتائج باهرة"، مضيفا أن الأمر لم يقتصر على محافظة بيت لحم، التي شهدت تفوق عدد من التوائم.

وفي خان يونس، جنوب قطاع غزة، نجح ثلاثة توائم من أصل خمسة، هم عبد الله وشهد وزينة حاتم شبير في الثانوية العامة.

وحصلت شهد على معدل 90% بالفرع العلمي، وقالت إنها تطمح لدراسة العلوم بشكل عام دون تحديد فرع منها، آملةً أن يتمكن والدها من توفير كافة المصاريف الخاصة لها ولإخوتها في الجامعة في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها قطاع غزة.

أما عبد الله الحاصل على معدل 72.4% في الفرع العلمي فقال: "سأدرس تكنولوجيا المعلومات، لكون العالم يتجه نحو التحول التكنولوجي، الأمر الذي من الممكن أن يوفر مصدراً للرزق'.

وأشار إلى أن الثانوية العامة سنة دراسية لا تختلف كثيراً عن غيرها من سنوات الدراسة، لكنها تحتاج لتركيز أكبر وعدم إهدار للوقت ليتمكن الطالب من تخطي هذه المرحلة وصولا إلى النجاح.

وأضاف عبد الله أن الانقطاع المستمر للكهرباء وعدم استقرارها له دور كبير في الوقوف عقبة في وجه طلبة الثانوية العامة، ويؤثر سلبا على فترة دراستهم والاهتمام بدروسهم، وبالتالي تحصيلهم.

أما زينة الحاصلة على معدل 63.4% في الفرع الأدبي وهي الناجحة الثالثة ضمن توائم عائلتها، فقالت إن الظروف الصعبة التي يمر بها القطاع تزيد من عدم التركيز ما يؤثر على التحصيل العلمي، لافتة إلى أنها بعزيمتها تمكنت من النجاح وتخطي هذه المرحلة الهامة من حياتها.

وأشارت إلى أنها تطمح لدراسة اللغة الإنجليزية أو الإدارة باللغة الإنجليزية لأنها تحب هذه اللغة وتأمل أن تتطور لديها، ولأنها لغة التواصل الأولى في العالم.

والدهم، حاتم شبير قال إن فرحة النجاح لا تساويها فرحة في الكون، وإنه فخور جدا بنجاح توائمه الثلاثة شهد وعبد الله وزينة الذين تخطوا الصعاب، مضيفا أن محمد ويوسف لم يتمكنا من النجاح في الدورة الأولى على أمل نجاحهما في دورة الإعادة.