برعاية وحضور سفير دولة فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية أشرف دبور، نظم المكتب الطلابي الحركي إقليم لبنان مهرجاناً طلابيًا اليوم الأحد ٩-٧-٢٠٢٣، في قاعة الرئيس الشهيد ياسر عرفات في سفارة دولة فلسطين، دعمًا لأهلنا في فلسطين وجنين، وتكريمًا لثلة من أبناء شعبنا المبدعين في المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان الذين عبروا بمواهبهم المختلفة عن تشبثهم بالأرض واعتزازهم بالهوية الوطنية.
حضر المهرجان إلى جانب السفير دبور، أمين سر إقليم حركة "فتح" في لبنان حسين فياض، وأعضاء قيادة الإقليم وأمناء سر المناطق التنظيمية، وقائد قوات الأمن الوطني الفلسطيني في لبنان اللواء صبحي أبو عرب، وناموس المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي سماح مهدي، ومدير هيئة التنظيم والإدارة العميد حسن سالم، وأمين سر المكتب الطلابي إقليم لبنان نزيه شما، وممثلو المنظمات الشبابية اللبنانية والفلسطينية، الطلبة المكرمين وحشد غفير من أبناء شعبنا في لبنان.
بدأ المهرجان بالنشيدين اللبناني والفلسطيني، ثم تلا الطالب محمد داوود آيات من الذكر الحكيم.

كلمة فلسطين ألقاها راعي الاحتفال السفير دبور وجاء فيها: "فلسطين بوحدتها هي السد المنيع في وجه هذا العدو المتغرطس، وأطلب منكم جميعًا من هذا الجمع الغفير الذي يشكل الكل الفلسطيني أن نهتف سويًا للوحدة الوطنية".
وأضاف: "الوحدة الوطنية هي طريقنا للنصر وهي التي كرسناها على مدار السنوات الطويلة، أثبت شعبنا وأثبتت مقاومتنا وأثبت شبابنا وشهدائنا في كافة المعارك التي خضناها إننا موحدون، فلا نحرف البوصلة ابدًا، فقد نختلف في الرأي وقد نختلف في بعض الأمور ولكن علينا أن لا نختلف أبدًا على مقارعة هذا العدو الذي يحتل وطننا فلسطين".
وتابع: "نلتقي وإياكم لنقدم تحيّة الإجلال والإكبار لشعبنا العظيم في الأرض المحتلة الذي يسطر أروع ملاحم البطولة والصمود والإستبسال في الدفاع عن حقه التاريخي المشروع في أرضه. وثبت بقوة وعزم إرادة راية فلسطين عالية خفّاقه، ومعركة مخيم جنين البطولية الأخيرة جولة من جولات مواجهة كيان الشر والإرهاب المنظم، وحطمت وهم أسطورة الجيش الذي لا يقهر".
وأضاف: "معركتنا مع هذا الاحتلال هي معركة طويلة الأمد، النصر فيها للأجيال الفلسطينية المتعاقبة المتجذرة بالأرض والهوية الوطنية، فنضال شعبنا مستمر إلى أن يرفع شبل من أشبالنا أو زهرة من زهراتنا علم فلسطين فوق أسوار وكنائس ومآذن القدس الشريف المحررة من دنس الاحتلال".
واعتبر دبور أن جنين وشعبنا الآبي بتضحياته يخطان مستقبل فلسطين التي لن تكون إلا لنا، ولا تقبل القسمة على اثنتين إما نحن وإما نحن.
وأكد أن الثورة الفلسطينية لم تكن يومًا بندقية ثائر فحسب، معتبراً أن كل مشارك أبدع في مجاله وأرسل رسالة مفادها أن فلسطين تحيا بداخلنا، وأن البعد الجسدي المفروض علينا نتيجة الظلم الواقع على شعبنا منذ 75 عامًا يثبتنا أكثر فأكثر على عشقها، وأن فلسطين هي الوطن والبوصلة مهما طالت سنين اللجوء، وعودتنا حتمية طال الزمان أم قصر.
وأضاف: "سنبقى معكم وإلى جانبكم في تطوير مهاراتكم لتكون عنوانًا مضيئاً على طريق تحرير فلسطين، مواهبكم هي أحد أشكال الفلسطيني الذي يواجه سياسة الهدم بالبناء، والجهل بالعلم، والفتنة بالوعي، والاعتداء بالمقاومة، والانقسام بالوحدة".
وختم دبور "إن أكبر وفاء نقدمه لفلسطين واستعادة وحدتنا الوطنية الفلسطينية بوابة خلاصنا ونجاتنا من براثن المشروع الصهيوني المسعور هي الاستجابة الفورية لدعوة سيادة الرئيس محمود عباس لاجتماع الأمناء العامين لوضع إستراتيجية فلسطينية موحدة لمواجهة مشروع تصفية قضيتنا، ولنضع خلافاتنا جانبًا ولنرسم مع بعضنا البعض وبأيدينا الفلسطينية المستقلة مستقبل قضيتنا وأجيالنا".

كلمة المكرمين ألقتها الطالبة ياسمين نمر، شكرت فيها السفير دبور على رعايته لهذا الاحتفال الذي يعبر عن ثقافة الشعب الفلسطيني وتمسك الأجيال الفلسطينية بهويتها الوطنية والحفاظ عليها.
وأضافت: "ولا ننسى أروع معاني البطولة والفداء في وجه آلة حرب المحتل الذي لا يزال مقاوموها البواسل يسجلون أرفع وقفات العز والفخر والوفاء، فكل التحية إلى شعبنا الأبي المقدام". 
وتابعت "لا ينفك الفن الفلسطيني عن كونه أداة مقاومة يستخدمها المناضلون للدفاع عن وطنهم وقضيتهم، فطريق المقاومة والمشروع التحرري لم يكن يومًا درباً واحدًا بل دروباً متتعددة تذهب في نهايتها إلى ذلك الهدف الكبير وهو استعادة الوطن". وكما قال الشهيد الرمز ياسر عرفات "إن الثورة ليست بندقية ثائر فحسب بل هي معول فلاح ومشرط طبيب وقلم كاتب وريشة شاعر".
وقدمت الطالبة نزيهة زنهر، قصيدة شعرية ولوحة فنية غنائية وطنية.

وفي ختام المهرجان قدم السفير دبور الشهادات والجوائز للفائزين في مسابقة أفضل موهبة فلسطينية في لبنان لعام 2023.