صدرت عن مكتبة كل شيء ناشرون في حيفا، رواية "الليل الأزرق" للروائي بهاء رحّال، وحمل الغلاف لوحة للفنان نادر سمارة الذي قام بتصميم الغلاف، وجاءت الرواية في 250 صفحة من القطع المتوسط وهي من تصميم شربل الياس.
ولفت الشاعر د. إيهاب بسيسو، في تقديمه للرواية، إلى أن رحال "انطلق من لحظة راهنة في نسيج الحياة اليومي، من فضاءات مدينة بيت لحم، ليمتد الحدث الروائي عبر الجغرافيا والمساحة والمنافي والأزمنة المختلفة، في توليفة روائية تنتصر لشفافيّة البوح الذاتي، في مواجهة تعقيدات المكان والوقت، وأوجاع السياج والأسلاك الشائكة والحواجز".
وخلص بسيسو إلى أن مغامرة خوض تفاصيل "الليل الأزرق" لا تخلو من "عواطف نشطة، وخيبات وانكسارات وقلق، ومزيج من حيرة وأمل خفيّ. هذه التوليفة المنتقاة بصبر وعناية تستحق التأمل، كونها لا تكتفي بالسرد، بل تمتد إلى ما وراء المشهد اليومي، لتصون المخيلة من حيل الصمت والعزلة والنسيان.
أما الدكتورة صفاء جبران، أستاذة اللغة والأدب العربي الحديث في جامعة ساو باولو البرازيل قالت: "لقد كان لي الشرف بأن أطّلع على مخطوط الرواية في حلتها الأولية وقد استمتعت بقراءتها على درجة عالية، وأعربت لبهاء عن انطباعاتي الأولى آنذاك، وعدت لقراءاتها قبل الطبع وأكثر ما شدّني ولفت نظري في هذه الرواية، لغتها السلسة والجميلة، والنبرة الخافتة الحانية والتي جاء فيها السرد عن الحالات اليومية الصعبة، وكيف تواجهها الشخصيات بزرقة الليل والحزن، كما وأعجبتني بتصويرها للأمكنة في مشاهد تجعل القارئ يشعر بأنه يتجول في طرقات المدن وشوارعها، وهو يرافق أبطال الرواية بمتعة وتشويق، مما جعلني أتأكد من أن الرواية الفلسطينية ما زالت بخير، لا بل بألف خير.
من جانبه قال بهاء رحَّال: أن الرواية تقدم صورًا ومشاهد وأحداث عديدة تمر في أزمنة متقاربة ومتباعدة، ومثلما جاء العمل محملًا بصور الذكريات فإنه يشرف على الحاضر في مقاربة يومية حثيثة ومكثفة، ترتكز على التكامل بين المكان والزمان. ففي ثنايا العمل صور المنفى والشتات وحياة اللجوء، وروائح الطفولة والوطن والبلاد التي تحلم بالاستقلال، وفيه ثيمة لا تقتصر على حدود النص، بل تأخذ بعدًا يضفي على السرد ما يعزز قدرته على رصد كل معنى، كما وأن الليل الأزرق هي رواية تحاكي أثر العزلة على النفس وتحكي ذكريات البدايات وحالة الاعتقال ولوثة الاحتلال، والآمال والطموحات في عين الشباب، والهالات التي تزدحم مع بعضها بين الفقد واليتم والحب والنجاح والفشل، وانعكاساتها على النفس البشرية، وعن أثر محطات الحياة في عين متقاعد يشكو الفراغ، وهو يستعيد ذكرياته حين كان يعمل بكامل انضباطه، وكيف تضاءلت الأمنيات عندما اصدمت بالواقع الذي بعثر الآمال. كما وأن الليل الأزرق هو عمل لا يخلو من روح الفكاهة وسط طغوطات الحياة التي تواجه أبطال العمل الروائي في حياتهم، كما لا يخلو العمل من روح المغامرة.
يذكر بأن الليل الأزرق هو العمل الرابع الذي يصدر للروائي رحّال عن مكتبة كل شيء، حيفا- ناشرون، بعد الخريف المرّ، وسبت إيلَّا، وظل الأيام. وبدوره شكر رحَّال مكتبة كل شيء ومديرها الأستاذ صالح عباسي، وثمن دورها في نشر الأعمال الفلسطينية على وجه التحديد، وإسهاماتها في دعم الكتَّاب وإيصال أعمالهم عبر مشاركاتها الدولية في معارض الكتاب السنوية.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها