أحيت نقابة الصحفيين الفلسطينيين، الذكرى المئوية لتأسيس النقابة، بإزاحة الستار عن نصب تذكاري للصحفيين الشهداء، وذلك وسط حضور دولي ونقابي كبير.
جاء ذلك خلال فعالية أقيمت اليوم الأربعاء خلف حديقة الاستقلال بمدينة البيرة، بحضور ممثل سيادة الرئيس محمود عباس عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف، ومحافظ رام الله والبيرة ليلى غنام، وعدد من أعضاء اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير والمركزية لحركة "فتح"، وشخصيات رسمية، وعدد كبير من السفراء والعاملين في السلك الدبلوماسي، وممثلين عن منظمة اليونسكو، وحشد غفير من الصحفيين الفلسطينيين.
ونقل أبو يوسف، تحيات سيادة الرئيس محمود عباس، قائلا: "إن دماء الشهداء والصحفيين ستبقى وقودا وهديا لكفاح شعبنا ونضاله من أجل حرية شعبنا واستقلاله، وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس، وحق العودة للاجئين الفلسطينيين".
وأضاف: أن "هذه ثوابت منظمة التحرير الفلسطينية، التي جسدت بالدماء، والمعاناة، والكفاح، وسيستمر شعبنا الفلسطيني على درب هؤلاء الشهداء العظام، ودرب الشهيد الخالد ياسر عرفات الذي كان دائما حريصا على حقائق شعبنا الفلسطيني التي ينقلها صحفيونا، لمواجهة الرواية الصهيونية المزيفة، ونقلها إلى العالم، كما كان حريصا على قدرة شعبنا الفلسطيني على مواجهة الرواية الفلسطينية المضللة في جميع أنحاء العالم".
وأشار إلى أننا "نتحدث عن 100 عام من استمرارية نقابة الصحفيين في نضالها بما قدمته برموزها، من شهداء، وأسرى، ومعاناة. وشعبنا الفلسطيني ما زال يتعرض لحرب إبادة مستمرة من أجل شطب حقوقه".
وقال نقيب الصحفيين ناصر أبو بكر في كلمته: "باسم فلسطين والصحفيين الفلسطينيين، ونقابة الصحفيين، وباسم الشهداء المعبدة بدمائهم أرض الوطن، فإن فلسطين تشهد اليوم حدثا تاريخيا يجسد سيرة ومسيرة لمئة عام من البناء والعطاء والتضحية، مسيرة طريق الآلام المعمدة، إذ كتبت ووثقت هذه المسيرة أجيالا من الصحفيين الذين حملوا راية فلسطين جيلا بعد جيل لكل الفلسطسينيين".
وأضاف: "إننا نحيي اليوم الذكرى المئوية لتأسيس أول نقابة صحفيين، إذ أُسست في القدس في 8 حزيران 1924، وقد رفع رايتها الجيل المؤسس عيسى البندك، وعبد الله القلقيلي، تحت اسم نقابة الصحافة العربية في فلسطين لينعقد مؤتمرها الثاني في نوفمبر 1927 في مدينة يافا عاصمة الثقافة والأدب آنذاك".
وأردف، أن نقابة الصحفيين فقدت آلاف الشهداء منذ عام 1967، بمجازر متواصلة وحرب تستهدف الرواية في الحق، وتستهدف منع الحقيقة. أكثر من 10 آلاف اعتداء وجريمة وثقتتها لجنة الحريات في نقابة الصحفيين، بمعدل 3 جرائم يوميا بشكل متواصل لا يتوقف، خاصة في قطاع غزة.
وأكد أن جرائم الاحتلال بحق الصحفيين في غزة والضفة بما فيها القدس وأراضي 48 لن تزيدنا إلا إصرارا على نقل الحقيقة بكل مهنية.
كما أكد أن نقابة الصحفيين ستبقى المدافع الأمين عن حرية الصحافة وحماية حقوقهم، ومبادئها في التعددية والديمقراطية بشكل نموذجي.
بدوره، دعا ممثل الاتحاد الدولي للصحفيين جيم بو ملحة، إلى استمرار الصحفيين الفلسطينيين في عملهم، وحماية الصحفيين العاملين في فلسطين لما يتعرضون له من انتهاكات بسبب جرائم الاحتلال الإسرائيلي.
وقال بو ملحة: "كلما قُتل صحفي فقدنا جزءا من الحقيقة"، داعيا إلى محاسبة قتلة الصحفيين الشهداء ومساءلتهم أمام العالم".
ودعا إلى ألا يتكرر في غزة ما حدث في روندا، وأنه على النظام الدولي ألا يكون معنيا فقط بالدول القوية، بل يوفر الحماية للدول الأكثر ضعفا في العالم.
ولفت إلى أن "اليونسكو" كانت قد قررت منح جائزة كاملة للصحفيين في قطاع غزة في اليوم العالمي لحرية الصحفيين، وتم تسليمها إلى نقيب الصحفيين الفلسطينيين ناصر أبو بكر في تشيلي قبل أسابيع.
من جانبه، أكد الشاعر مراد السوداني، في كلمة نيابة عن النقابات والاتحادات الفلسطينية، أن 100 عام هي من الجراح والألم مرت على فلسطين، مكللة بجهود الصحفيين والكتاب الذين كانوا دائما في الخط الأمامي، يكتبون ويسجلون سيرة ومسيرة فلسطين التي لا تتراجع ولا تنكسر.
وأضاف: "في هذه اللحظة التي تباد فيها فلسطين علنا، دماء الشهداء نقلت الحق والحقيقة على طريق فلسطين الطويل نحو الحرية والاستقلال".
وتابع: "نحن نحتفي عبر دهور الزمن، ونؤكد أن دماء الشهداء والجرحى والأسرى هي الوقود الذي يُبقي نضالنا مستمراً، رغم كل محاولات تزييف الوعي الجماعي، رغم التدمير والركام الذي شهده العالم، وضحايا الحرب المستمرة، تبقى تضحيات شعبنا هي الأساس في مواجهة الاستعمار".
وفي الختام، تسلم نقيب الصحفيين الفلسطينيين ناصر أبو بكر، "جائزة الشجاعة" التي تمنحها مؤسسة بيت مال القدس نيابة عن صحفيي فلسطين وخاصة صحفيي غزة.
وقال مدير وكالة بيت مال القدس إسماعيل الرملي: إن "الوكالة تواصل في أوقات الشدة الوقوف مع الصحفيين والشعب الفلسطيني، وتكريم الصحافة الفلسطينية والصحفيين الذين يناضلون لعدالة القضية الفلسطينيية، ونقل الحقيقة وما يتعرض له الشعب الفلسطيني من عدوان بسبب الاحتلال إلى العالم".
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها