تقرير: بسام أبو الرب
وسط أزقة حارة الياسمينة في البلدة القديمة من نابلس، تجمهر المئات من المواطنين، الذين جاؤوا لتفقد آثار الدمار الذي خلفته قوات الاحتلال الإسرائيلي عقب اغتيالها الشبان، معاذ مصري، وإبراهيم جبر، وحسن قطناني.
المنزل الذي استهدفته قوات الاحتلال في حارة الياسمينة، لا يبعد سوى أمتار عن مكان اغتيال الشهيدين عبد الرحمن صبح ومحمد العزيزي في الرابع والعشرين من تموز الماضي.
المشهد لم يختلف تماما عن العام الماضي، فرائحة الدخان بفعل قنابل "الإنيرجا" وقنابل الغاز السام، ما زالت تفوح في المكان، ولم يتبق من رائحة الياسمين الذي سميت على اسمه الحارة شيء سوى اسمه.
العملية العسكرية، بدأت بعد تسلل الوحدات الخاصة إلى البلدة القديمة، تبعها بعد ذلك اقتحام قوات كبيرة من جيش الاحتلال حارة الياسمينة، وسط استخدام طائرات المراقبة "درون"، لتسفر عن استشهاد ثلاثة شبان عقب إطلاق النار عليهم من مسافة الصفر، وتهشم جماجمهم، وإصابة أربعة مواطنين بالرصاص الحي، والعشرات بالاختناق.
ويروي شهود عيان مشهدا من اقتحام حارة الياسمينة، عندما تفاجأت إحدى الطالبات خلال ذهابها إلى المدرسة بجنود الاحتلال الذين حاصروا المنطقة وسط إطلاق كثيف للرصاص، لتجلس على الأرض وتجهش بالبكاء الشديد إلى أن ساعدها أحدهم في الخروج من المنطقة.
وسط جموع المواطنين، صرخ رجل يتكئ على عكازه "ارجعوا إلى الخلف، فهذا منزلي وأريد الدخول إليه".
ليدخل منزله، بالكاد يتلمس أدارجه وسط الظلام الذي ساد المنطقة، وتدفق المياه على المدخل عقب استهداف قوات الاحتلال له.
وتحاول امرأة شق طريقها وسط الحشود، وتقول: "الله على الظالم شبابنا راحوا (...)".
وحارة الياسمين ذاتها كانت الحاضنة للشهيد الراحل ياسر عرفات عام 1967 عندما لجأ إلى حوش العطوط واتخذ منه مقرا له، والذي اغتيل فيه وديع الحوح في الخامس والعشرين من تشرين الأول/ أكتوبر العام الماضي.
واحتضنت الياسمينة التي أصبح يتغنى بها الشعراء وتتصدر أغاني الثورة، عددا من المقاتلين إبان اجيتاح عام 2002، وارتبط اسم الحارة بعملية نوعية إبان الانتفاضة الأولى التي أُطلق عليها عملية "الساقوف" عقب إلقاء حجارة كبيرة فوق رؤوس جنود الاحتلال ومقتل أحدهم.
المصدر: وكالة أنباء وفا
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها