صدر عن دار طباق للنشر والتوزيع، بالتعاون مع نادي الأسير كتاب "الكتابة والسجن"، للأسير الباحث والروائي كميل أبو حنيش.

في تقديمه للكتاب، يقول الكاتب والناقد عادل الأسطة: "في حلقاته السبع والعشرين التي عكف السجين الكاتب والروائي كميل أبو حنيش على كتابتها، عن تجربته في الكتابة ما يذكّر بكتب مهمة في الأدب العربي الحديث، أتى أصحابها فيها على تجاربهم في الكتابة، وعلى كتاباتهم وعوالمها، ما أفاد كثيرا من الدارسين، ومن هؤلاء الكتاب حنا مينة "كيف حملت القلم؟" ونجيب محفوظ "نجيب محفوظ... يتذكر" الذي أعده الروائي المصري جمال الغيطاني، وسحر خليفة في "روايتي لروايتي".

وأضاف: "في هذا الكتاب يضعنا أبو حنيش أمام آليات الكتابة السردية داخل سجون الاحتلال، ويستعرض في حلقات الكتاب، وفصوله طرائق الكتابة وأدواتها، وكيفَ يتخلّق العمل البحثي والإبداعي داخل الزنزانة وفي المعتقل".

ويصدر الكتاب ضمن مشروع "كلمات حرة" الهادف إلى توثيق أدب الحرية، وصمم له الغلاف الفنان أيمن حرب.

يقضي الأسير كميل أبو حنيش 49 عاما؛ حكما بالسجن المؤبد 9 مرات، قضى منها 21 عاما حتى الآن، كما تعرض لمحاولة اغتيال عبر سيارة مفخخة عام 2001، وأصيب خلالها بجروح متوسطة.

في السجن كتب أبو حنيش عدداً من الروايات، نشر بعضها مثل رواية "خبر عاجل"، و"بشائر"، و"وجع بلا قرار"، ورواية "الجهة السابعة"، كما نشرت له العديد من المقالات والدراسات.

في حديثه عن الكتاب يقول أبو حنيش: ولدت فكرة هذا المشروع الكتابي أثناء اعتكافي واحجامي عن الكتابة مدة أسبوع في شهر تشرين الأول/ أكتوبر عام 2020، وذلك لأول مرة منذ ولوجي عتبة الأسر، وكان هذا الإحجام نابعا من إحباط مؤقت مررت به في ظل الحالة العربية البائسة، واندفاع بعض الأنظمة نحو الارتماء في أحضان الدولة العبرية، وفي ظل حالة فلسطينية متردية، لا تزال تدور في ذات الحلقة المفرغة، حيث ساورني الشك في جدوى الكتابة ونحن نعايش كل هذا الانحطاط، وقد تلبستني العديد من الأسئلة: لماذا تكتب؟ ولمن تكتب؟ ومع الأيام أخذت تنقشع الغمامات السوداء من رأسي وتحسّن مزاجي بالتدريج، وأثناء التأمل في رحلتي الكتابية التي تواصلت زهاء عقدين من الزمن، وجدت أن الكتابة من قلب السجن تعد معجزة، إذا ما قورنت بالكتابة من أي مكان آخر، أستطيع قول ذلك من تجربتي الشخصية ومن تجارب أخرى مماثلة، إذ إن الأسير الكاتب يحيا في قلب دوامة من الهواجس والتوترات والمنغصات، لم يألفها أي كاتب آخر في أي مكان في العالم، الأمر الذي يستحق الكتابة عنه، ومن هنا ولد هذا المشروع، لقد سمّيته مشروعا؛ لأنّه ما فتئ يتخلّق وينمو، وأردتُ أن أنجزهُ على هذا النحو من الحلقات، كي أُشرك القارئ في النقاش وإبداء الرأي، وبالتالي يساهم القارئ المهتم بالشأن الاعتقالي في تطوير هذا المشروع، وإثرائه إلى أن يكتمل".