استذكر الاتحاد العام للكتّاب والأدباء الفلسطينيين، اليوم الثلاثاء، الذكرى العشرين لرحيل أمينه العام الأسبق الأديب عزت الغزاوي.

وقال "الاتحاد العام للكتّاب"، في بيان صحفي، "تذكرك الأيام تلك على بدر وهلال، وتجوب بنا خواطرك على كل مدار، ولا نرى لنسيانك ظل محمول في وجداننا، بل حضورك له كل الظلال، وأنت من حفرت على نهرنا الجاري أثرك، وتركت بين أيدينا صفحات من نور يثير فينا السعي قدمًا إلى ما تركت، وكأننا نجالس أنسك ابن دير الغصون بقرب حمامة الكلام.

وأضاف: عزت الغزاوي الذي مضى قبل عشرين سنة، حط علامات عالية في عالمنا الثقافي، بقدر ما كابد في رحلة التأسيس، والتفاني فراكم خلالها مداميك العلو الإبداعي في فضاء كان يضيق برأس المحبرة، وهذا الجهد زاده يقينًا ليسلمنا الراية المبدعة لسمو الغاية، ونبل الرسالة، ولم يتخل في يوم من الأيام عن أهدافه الثابتة، وأولها حرية مستحقة لشعبه، لذا كان المعتقل أحد عناوينه المؤقتة في مسيرة النضال.

وتابع: عزت الغزاوي فقيه مواقعه، وشيخ مجالسيه، وإمام مريديه دون جدال، حيث كان يضع رحاله، ينخ الكلام طوع بنانه، لا تعجزه عبارة من أجل المفسرين، ولا جملة طويلة في ميادين الحكاية، مضى كنجمٍ يلون السماء أماني، وطاف البقاع القحاح بالأمل، لم يخلد لراحةٍ على مفارش الوهن، ولم ينس برق المحاولة في أسرة النائمين، بل واصل عروة المجد، برماح العطاء، كلما رأى النور أقرب من تنور الصباح.

وأردف قائلا: رحيل عزت الغزاوي لم يقطع نسل أيامه في أيامنا، بل خيامنا تضاء بذكرياته، وقباب الحنين إليه ترتفع كلما زادتنا سنوات غيابه، ومآلاته نصب أعيوننا على يقين الثابت المرجو عندنا.

واختتم بيانه بالقول: وكلما وردنا نبع فراته وجدنا السقاية واجبة لأجيالنا الحاضرة والقادمة، وأوصينا باليمين المنيرة كل مبدع في الكلمة، أن يأخذ من النبع ما يعينه على مشقة المواصلة، فعزت الغزاوي لم يكن أديبًا عابرًا في مسيرتنا؛ بل كان مدرسة مكتملة في تعاليمها وعلومها وأركانها.