يحيي شعبنا الفلسطيني في كل أماكن تواجده، على إمتداد أرض فلسطين التاريخية وفي دول اللجوء والشتات اليوم ذكرى "يوم الأرض الخالد"، تخليدا لذلك اليوم التاريخي، الذي هبّت فيه جماهير شعبنا العربي الفلسطيني في الثلاثين من أذار 1976 في مدن وقرى وبلدات الجليل والمثلث والنقب للدفاعً عن الأرض الفلسطينية والتصدي لقرارات سلطة الإحتلال الإسرائيلي القاضي بمصادرة 21 ألف دونم من أراضي عرابة وسخنين ودير حنا وعرب السواعد وغيرها في منطقة الجليل، وتخصيصها للمستوطنات الصهيونية في سياق مخطط لتهويد الجليل، وعمّت المظاهرات الجماهيرية الحاشدة معظم المدن والقرى والبلدات الفلسطينية المحتلة عام 1948، إحتجاجاً على تلك القرارات. وعمدت سلطة الإحتلال في حينه بممارسة أبشع أنواع القمع والتنكيل ضد المتظاهرين العزّل، مستخدمة الرصاص الحي، مما أدى إلى سقوط ستة شهداء وعشرات الجرحى فضلا عن اعتقال ما يزيد عن 300 آخرين.
وشكّل ذلك اليوم صدمة تاريخية للكيان الصهيوني، بعد أن أثبت شعبنا الفلسطيني أنه وبعد مضي ما يقارب الثلاثة عقود على الإحتلال والحكم العسكري الجائر، ما زال ثابتا ومتمسكا بأرضه وتاريخه وهويته الوطنية مهما طال الزمن، وما زال شعبا واحدا وموحدا حول حقوقه الوطنية التاريخية الثابتة في أرض فلسطين.
يا جماهير شعبنا الفلسطيني المناضل، إننا نواجه اليوم أخطر مرحلة في تاريخ قضيتنا الفلسطينية، مع وجود حكومة إسرائيلية هي الأكثر يمينية وعنصرية وتطرّفا وإجراما في تاريخ دولة الإحتلال، إتخذت سلسلة من القرارات العنصرية بتصعيد العدوان على شعبنا في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة وممارسة أبشع أنواع القتل والإغتيال، وتهويد الأراضي الفلسطينية والإستيطان، وإنتهاكات المستوطنين المتواصلة للمقدسات من خلال الإقتحامات للمسجد الأقصى والإعتداء على المؤمنين في المساجد ودور العبادة.
وأمام هذا التصعيد الإجرامي الصهيوني غير المسبوق، وفي ذكرى "يوم الأرض" فإننا نؤكد على حق شعبنا المشروع بالنضال والمقاومة الشعبية بكل إشكالها، ونؤكد على ضرورة توحيد كل الطاقات والجهود لمواجهة الإحتلال وجرائمه، من خلال إنهاء حالة الانقسام البغيضة وتوحيد الصف الفلسطيني في إطار منظمة التحرير الفلسطينية، ممثلنا الشرعي والوحيد.
وندعو المجتمع الدولي للخروج عن صمته، والضغط على سلطة الإحتلال، لوقف إعتداءاتها الإجرامية، وإدانة ما تقوم به من إجرام وإرهاب ضد شعبنا، ونؤكد على ضرورة تنفيذ كافة قرارات الشرعية الدولية، التي تؤكد على حق شعبنا الفلسطيني بتقرير مصيره في إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشريف، بما فيها القرار ١٩٤ القاضي بحق العودة الاجئين الفلسطينيين إلى أرضهم وديارهم في فلسطين.
وندعو الدول العربية والإسلامية والدول الصديقة وشعوبها إلى دعم ومساندة شعبنا الفلسطيني ووقف ورفض كل أشكال التطبيع مع دولة الإحتلال قبل أن ينال شعبنا حقوقه الوطنية المشروعة.
تحية لشعبنا الفلسطيني الصامد والمناضل في كل أماكن تواجده، ونعاهده أن نستمر بالنضال والمقاومة حتى التحرير والعودة.
تحية إجلال وإكبار لأرواح شهداء يوم الأرض الخالد، ولكل شهدائنا الأبرار والحرية لأسرانا البواسل.
ومعًا وسويًا حتى النصر
قيادة فصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان
30 آذار 2023
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها