عادة ما يعبر الفنانون عن أفكارهم بالريشية والألوان، لكن محمد قريقع يختلف عن غيره من الفنانين لكونه يعتمد في رسوماته على جهازه الحاسوب وهاتفه المحمول. ويجلس قريقع (24 عاماً) داخل أحد زوايا مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي في مدينة غزة، وحاسوبه أمامه مستوحيا أفكار رسوماته التي تتمحور حول انتهاكات الاحتلال من صوت وألحان مرسيل خليفة. ويعمل قريقع على تجميع صور انتهاكات الاحتلال بحق الفلسطينيين ومن ثم تحويلها إلى رموز ومكعبات صغيرة عبر جهازه إلى بيانات مشفرة على هيئة رموز الباركود " QR" تقرأ من خلال الهواتف الذكية، لرفعها عبر مواقع خاصة لتصل إلى جميع الشرائح.
وحول مشروعه "الكود روبيك" الذي أطلقه عام 2022، قال ان "العالم توجه إلى لغة تكنولوجية جديدة في ساحة الفضاء الرقمي من خلال استخدامهم لصيغة الباركود "QR" لتسهيل معاملاتهم في ظل انتشار جائحة كورونا ". ولفت إلى أن فكرة مشروعه ولدت من خلال صيغة الباركود الذي بدأ ينتشر بشكل كبير في العالم وخاصة لدى فئات الشباب، وعمل على نقل القضية الفلسطينية إلى المجتمع الدولي بشكل صيغة الباركود الـ"QR".
وأوضح قريقع أن مشروعه يوثق انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي بحق أبناء الشعب الفلسطيني منذ بداية النكبة عام 1948حتى يومنا هذا، لتكون مرجعاً أمام العالم خشيه من تزويرها من قبل الاحتلال. وأكد أن الاحتلال يبذل كل ما يملك من أجل تزوير الرواية الفلسطينية أمام العالم، لافتاً إلى أن مشروع "الكود روبيك" يوثق جرائم الاحتلال ضد أبناء الشعب الفلسطيني. وبين قريقع أن سبب تسمية مشروعه "الكود روبيك" يعود إلى لعبة الروبيك الشهيرة والتي تعتمد على المحاولات المستمرة لإعادة ترتيب المكعبات الصغيرة، التي استعان بها قريقع لربطها بالقضية الفلسطينية من خلال المحاولات المستمرة للحافظ على إبقاء القضية الفلسطينية حاضرة وبقوة أمام العالم.
وذكر أن جميع الفئات تشاهد "QR" من خلال استخدامهم للهواتف الذكية عبرة الماسح الضوئي حيث تحمل المكعبات الصغيرة عدة صور أو رسومات للقضية الفلسطينية وانتهاكات الاحتلال بحق الفلسطينيين. وأضاف قريقع" أن مشروعي هذا يستهدف جميع الفئات لكون فضول الأشخاص يدفعهم عند رؤيتهم للباركود لعمل ماسح ضوئي من خلال هواتفهم الذكية وبالتالي تظهر لهم صور تؤكد انتهاكات واعتداءات الاحتلال الإسرائيلي على الفلسطينيين". وشدد على أن الاحتلال الإسرائيلي عمد على تغيير خريطة جوجل في نهاية عام 2021، عبر استبدال اسم دولة فلسطين إلى "إسرائيل"، لافتا إلى أن هذا السبب كان دافعا إضافية لبدء هذا المشروع. ولفت قريقع إلى أن تخصصه الجامعي في البرمجة ساعده على انتاج رسومات توثق انتهاكات الاحتلال وتشفيرها بشكل الالكتروني عبرة صيغة "QR".
ومن التحديات والعقبات التي واجهته في عمله قيام الاحتلال الإسرائيلي بحظره على الموقع عدة مرات؛ نتيجة رسوماته التي ترصد انتهاكات الاحتلال بحق أبناء الشعب الفلسطيني. وأشار قريقع إلى أن الصراع مع الاحتلال في ظل التطور التكنولوجي أصبح صراع بيانات ومعلومات، الذي يسعى باستمرار إلى تحريف تاريخ الفلسطينيين وطمس هويتهم.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها