هو علي عبد سعيد أبو طوق، من مواليد مدينة حمص عام 1950م لعائلة فلسطينية وطنية هاجرت إليها من مدينة حيفا. التحق بحركة "فتح" عام 1967م حيث شارك في تأسيس اتحاد طلبة الضفتين في الأردن، وشارك بشجاعة في قتال العدو الإسرائيلي منذ بدايات العمل الفدائي على الساحة الأردنية، دفاعًا عن حق الثورة في البقاء والاستمرار ودفاعًا عن القضية الفلسطينية.
بعد الخروج من الأردن والانتقال إلى الساحة اللبنانية أدى دورًا فعالاً في الاتحاد العام لطلبة فلسطين، فانتُخب عضوًا في هيئته الإدارية، وبرز نشاطه بإنشاء الروابط الاتحادية للطلاب عام 1972م.
شكل أبو طوق أحد أبرز قيادات الجبهة الوطنية الطلابية في لبنان، كما شارك في معارك كفر شوبا قائدًا لأحد السرايا الطلابية، وأصيب مرتين عام 1976م.
كان علي أبو طوق من مؤسسي الكتيبة الطلابية مع الشهيد سعد جرادات (عبد القادر) وكذلك مع كل من الإخوة معين الطاهر والشهيد مروان كيالي، حيث عمل مع إخوانه بقدرة تنظيمية وفكرية على نقل الموقع التنظيمي الطلابي إلى مواقع القوات العسكرية الفلسطينية. وفي العام 1977م تحول اسم الكتيبة الطلابية إلى كتيبة الجرمق ودخلت ضمن تشكيل قوات العاصفة (قوات القسطل).
شارك أبو طوق ببسالة في معارك الدفاع عن الوجود الفلسطيني والقرار الوطني الفلسطيني المستقل، وكان من أبطال قلعة الشقيف حيث برز دورة في تخطيط وإدارة مواقع قوات الثورة الفلسطينية في منطقة النبطية وقلعة الشقيف أثناء الغزو الصهيوني للبنان عام 1982م وفيها أصيب.
امتلك الشهيد علي أبو طوق المهارة العسكرية والسياسية في الوقت نفسه، فقاد ونفذ عدة عمليات ناجحة ضد خطوط وإمدادات العدو الإسرائيلي ومنها عملية باص عالية وعملية عرمون وعملية دير قانون النهر، كما شارك في تأسيس نواة المجموعات القتالية والخلايا السرية المسلحة اللبنانية والفلسطينية في مناطق صور وصيدا والنبطية، وكان واحدًا من أبرز القادة في إعادة تنظيم وتشكيل قوات الثورة الفلسطينية في لبنان بداية العام 1984م دفاعًا وحمايةً للمخيمات الفلسطينية، وخاض معارك الدفاع عن الشعب الفلسطيني في لبنان عام 1985م حيث كان قائدًا عسكريًا لمخيم شاتيلا وأحد القيادات الفاعلة لمخيمات بيروت.
وفي 27/1/1987، في مخيَّم شاتيلا، مخيّم الشهداء، استُشهِدَ القائد علي أبو طوق بعد أن استهدفته ومن معه من رفاقه قذيفةٌ مفخَّخة، ونعته القيادة الفلسطينية بصفته عضو المجلس العسكري الأعلى للثورة الفلسطينية.
رحل القائد علي أبو طوق ولا زال للعطاء بقية وكلماته تحيا معنا لحظة بلحظة، سنستمد منها الإصرار على الاستمرار في الطريق الذي سار فيه، ومدرسة "الفتح" التي أسستها القيادة التاريخية وعلى رأسها الرمز الشهيد ياسر عرفات، ولا زالت عيوننا وقلوبنا ترنو نحو القدس عاصمة دولتنا الفلسطينية المستقلة.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها