يُحيي شعبنا الفلسطيني اليوم في السابع من كانون الثاني يوم الشهيد الفلسطيني، الذي أعلن عنه في العام 1969، وهو اليوم الذي يصادف ذكرى ارتقاء أول شهيد في الثورة الفلسطينية المسلحة، وهو الشهيد القائد أحمد موسى سلامة الذي استشهد عام 1965، بعد تنفيذ العملية الفدائية البطولية الأولى، تفجير "نفق عيلبون"، ليكون يومًا وطنيًا يحيي فيه الشعب الفلسطيني في الخارج والداخل من كل عام ذكرى الشهداء، تخليدًا لأرواح الشهداء الذين قدموا أرواحهم من أجل فلسطين وحريتها واستقلالها، واستذكارًا وتكريمًا لهم ولتجديد العهد للشهداء على السير في مسيرة النضال الوطني إلى أن يتمّ تحرير فلسطين.
ومنذ النكبة وإلى اليوم، ومع اندلاع الثورة الفلسطينية المعاصرة فإنّ مسيرة شعبنا النضالية المعمدة بدماء الشهداء وتضحياتهم، لم تتوقف يومًا، وقدّم شعبنا أكثر من 100 ألف شهيد من خيرة أبنائه وشبابه وشاباته في كل مواقع النضال والمواجهة مع العدو الصهيوني، دفاعًا عن وجوده في أرضه ومقدساته وبيوته ومن أجل نيل حريته وإستعادة كامل حقوقه الوطنية المشروعة
وفي هذا اليوم ندعو جماهير شعبنا وأمتنا العربية والأحرار في العالم، إلى فضح دولة الاحتلال وممارساته اللااخلاقية واللاإنسانية بحق الشهداء الأبرار ونطالب العالم أجمع بالوقوف إلى جانب شعبنا من إجل استعادة جثامين ما يقارب الــ335 شهيدًا وشهيدة المحتجزة لدى دولة الكيان الغاصب، في مقابر الأرقام وثلاجاته.
وفي هذه الذكرى نستذكر القادة الشهداء المؤسسين، الرئيس الراحل الرمز ياسر عرفات وكل شهداء اللجنة المركزية لحركة "فتح" والأمناء العامين، وكل الشهداء الفلسطينيين وشهداء أمتنا العربية والإسلامية والدول الصديقة الذين آمنوا بعدالة قضيتنا واستشهدوا من أجلها، وكل الشهداء من أبناء شعبنا الذين ارتقوا في مراحل الثورة الفلسطينية كافةً ومسيرة النضال الوطني الطويل من كافة الفصائل وفي جميع المواقع داخل الوطن وخارجه وفي السجون.
ونستذكر أيضًا شهداء الشعب اللبناني الشقيق الذين انخرطوا في صفوف الثورة الفلسطينية والذين استشهد منهم الكثيرون في مواجهة العدو الصهيوني وفي مقدمتهم الشهيد البطل خليل عز الدين الجمل، أولُ شهيدٍ لبناني في سبيل القضية الفلسطينية، وكان قد استُشهد بالأردن في 15 أبريل (نيسان) 1968 فيما عُرف باسم معركة تل الأربعين. وكان استشهاده الشرارة التي شجعت الشباب العرب على المشاركة جنبًت إلى جنب في الكفاح والنضال والمقاومة إلى جانب إخوانهم الفلسطينيين، ونحيي أرواح كل الشهداء من الأحزاب والقوى اللبنانية الذي قاتلوا في الصفوف الأولى في مواجهة العدو الصهيوني ودفاعًا عن فلسطين وكل الأراضي العربية.
إن شهداء ثورتنا الفلسطينية المعاصرة، وكل الشهداء الذين سقطوا على طريق تحرير فلسطين يمثلون وسام فخر لشعبنا، وعنوان الحرية والفداء، وهم الكواكب التي لا تغيب في سمائنا، ويعطرون أرضنا بدمائهم الزكية الطاهرة، وهم الأكرم منا جميعًا، وهم الشهود على إرهاب الاحتلال وجرائمه وهم الذين قدّموا حياتهم وضحوا بأرواحهم لكي يحيا شعبنا بعزة وكرامة في أرضه ووطنه.
نعاهد شهداءنا على المضي قدمًا في مسيرة النضال حتى العودة والتحرير وإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
وإنها لثورة حتى النصر
قيادة حركة "فتح" في لبنان
7 كانون الثاني 2023
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها