لقد شرحت في مقالة سابقة مفهوم الإيكاب الإسرائيلي، وأوضحت بأنه تعبير عن سياسات التطهير العرقي والأبارتهايد الممارسة من قبل الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني.

في هذا المقال، أسعى إلى تأطير المفهوم بالشكل القانوني وذلك بهدف استصدار قوانين وطنية وعربية ودولية تجرم الإيكاب والمنفذين والمناصرين لهذا الجرم، الذي يرتقي إلى مستوى جرائم حرب في القانون الدولي. وفي هذا المنحى، فإن الإطار القانوني الذي يضع مؤشرات للإيكاب يمكن انطباقه في الحالات التالية:

- جميع الأفعال التي تؤدي إلى التطهير العرقي للشعب الفلسطيني مثل التهجير القسري وهدم المنازل العربية وإخلاء الأحياء العربية وحصار القرى الفلسطينية وإغلاقها وترويع سكانها. وتنطبق هذه الحالات في الوقت الحاضر على مسافر يطا والشيخ جراح والأغوار وغيرها من المناطق الفلسطينية المحتلة.

- جميع الأفعال التي تكرس واقع الأبارتهايد مثل الاستيطان، ومصادرة الأراضي لصالح الطرق الالتفافية وجدار الفصل العنصري ومنع تنقل الفلسطينيين ومنع لم الشمل وغيرها من مؤشرات الأبارتهايد التي تتضمنتها التقارير الدولية مثل تقرير منظمة العفو الدولية ومنظمة "هيومن رايتس ووتش".

- تأييد الأفعال المرتبطة بالتطهير العرقي والأبارتهايد أو تبريرها أو الدفاع عنها.

- إنكار تعرض الشعب الفلسطيني للإيكاب الإسرائيلي.

- إخفاء الحقائق أو التستر على جرائم الإيكاب الإسرائيلي بشكل متعمد.

- منع الشعب الفلسطيني والمناصرين للقضية الفلسطينية من كشف واقع الإيكاب الإسرائيلي أو اعتقالهم أو تعريضهم للضغوط والابتزاز.

- عدم أو إهمال حماية ضحايا الإيكاب الإسرائيلي.

وفي حال انطباق كل أو بعض المؤشرات أعلاه، فإن منظومة القوانين المحلية والدولية يجب أن تجرم هذه الأفعال، وأن تفرض عقوبات جنائية ضد مرتكبيها وتعويضات مناسبة لمتضرري الإيكاب الإسرائيلي. إضافة إلى فرض قيود على تنقل من ثبت تورطه في هذه الجرائم وحجز أموالهم.

وفي الإطار السابق، أقترح أن تبدأ منظومة التشريعات الفلسطينية بتضمين المفهوم القانوني للإيكاب في التشريعات والسياسات الفلسطينية، ومن ثم يتم الانتقال إلى الجامعة العربية لتبني قرارات تواجه الإيكاب، ثم يتلوها التوجه إلى الأمم المتحدة ومنظماتها المتخصصة بهدف استصدار قرارات دولية ضد الإيكاب وحماية الشعب الفلسطيني منه. وفي المرحلة الأخيرة يتم الضغط على برلمانات الدول الأجنبية من خلال الجاليات الفلسطينية وجماعات الضغط المناصرة للقضية الفلسطينية من أجل استصدار قوانين وطنية لمواجهة ظاهرة تفشي وتغول الإيكاب الإسرائيلي.