لمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، نظّم اتحاد العمال العام واتحاد نقابات عمال فلسطين - فرع لبنان بالتعاون مع الاتحاد العمالي العام في لبنان برعاية معالي وزير العمل اللبناني مصطفى بيرم، نشاطًا عماليًا تضامنيًا مع الشعب الفلسطيني اليوم الأربعاء ٣٠-١١-٢٠٢٢، في مطل بلدية عديسة - جنوب لبنان، وفي حديقة شهداء العودة عديسة المطلة على الأراضي الفلسطينية المحتلة، ومن ثم مقر اتحاد بلديات جبل عامل.

 وتقدّم الحضور وزير العمل د.مصطفى بيرم ممثلًا برئيس اتحاد بلديات جبل عامل علي طاهر ياسين، وممثل مسوؤل وحدة النقابات والعمال في حزب الله الحاج هاشم سلهب، ورئيس الاتحاد العمالي العام د. بشارة الأسمر، ونائب رئيس الاتحاد العمالي العام ورئيس اتحاد نقابات العاملين في زراعة التبغ والتنباك في لبنان حسن فقيه، ورئيس المكتب العمالي في حزب البعث الاشتراكي قاسم زهوة، والأمين العام للاتحاد العام لعمال فلسطين عبدالقادر عبدالله، ورئيس بلدية العديسة علي رمال، وأعضاء من المجلس التنفيذي للاتحاد العمالي العام في لبنان، ومسؤول الاتحادات والمنظمات الشعبية الفلسطينية في لبنان يوسف زمزم، وأمين سر اتحاد نقابات عمال فلسطين - فرع لبنان غسان بقاعي، وعضو الأمانة العامة أبو سامح، ومنسق الحملة العالمية للعودة إلى فلسطين الشيخ يوسف عبّاس، إلى جانب أعضاء المكتب التنفيذي لاتحاد نقابات عمال فلسطين- فرع لبنان، ووفد من المكتب الحركي للفنانين التشكيليين الفلسطينيين في لبنان، وشخصيات حزبية لبنانية وفلسطينية، وممثلي اتحادات ونقابات، وأعضاء من اتحاد بلديات جبل عامل.

 

 النشاطُ استُهلَّ بالوقوف على مطلة بلدية عديسة ورفع العلمين الفلسطيني واللبناني عاليًا، ومن ثم كلمة ترحيبية ألقاها رئيس بلدية العدسية الحاج علي رمال أكّد فيها وحدة المصير بين الشعبين اللبناني والفلسطيني التي من خلالها سنسترد أرض فلسطين محررة بالمقاومة مثلما انتصرنا ودحرنا الاحتلال عن الأراضي اللبنانية. 

وبعد ذلك توجه الوفد إلى حديقة شهداء العودة - عديسة المُطِلّة على الأراضي الفلسطينية المحتلة، والتي قُدمت هديةً من بلدية العديسة ليقام عليها مجسدات تمثل المدن والقرى الفلسطينية تأكيدًا على التمسك بحق العودة من خلال النصب الذي مثل خريطة فلسطين ومفتاح العودة.

وقد ألقى منسّق الحملة العالمية للعودة إلى فلسطين الشيخ يوسف عباس كلمةً عبّر فيها عن رمزية هذا الموقع وما يمثله من مكانة ترمز إلى تمسكنا بكامل تراب أرض الوطن، ليتابع الوفد نشاطه في قاعة اتحاد بلديات جبل عامل في الطيبة. 

 

وافتتح النشاط بآيات قرآنية لأرواح الشهداء، تلا ذلك النشيدان الوطنيان الفلسطيني واللبناني، ثم كلمة مقدم النشاط نائب رئيس الاتحاد العمالي العام ورئيس اتحاد نقابات العاملين في زراعة التبغ والتنباك في لبنان حسن فقيه، الذي توجّه بالتحية إلى أبناء الشعب الفلسطيني كافةً، مؤكّدًا أنَّ يوم 29 تشرين الثاني هو يوم مبارك، وأن فلسطين في القلب مهما حاولوا تغيير المشهد وذلك بدا جليًا وواضحًا في مونديال قطر الذي تحول إلى مونديال التضامن مع فلسطين. 

كما أكد أنَّ الحدود لا تُسيَّج بالأشرطة الشائكة بل تُسيَّج بالدماء، والعمال الفقراء هم من يحملون القضايا. 

 

كلمة وزير العمل اللبناني د.مصطفى بيرم ألقاها رئيس اتحاد بلديات جبل عامل علي طاهر ياسين، وجاء فيها: "بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني في التاسع والعشرين من تشرين الثاني يهمنا أن نعلن عن تضامننا مع عمال فلسطين، ودعمنا لمقاومة الشعب الفلسطيني، ونضاله اليومي على امتداد الوطن الفلسطيني، ونقدر عاليًا العمليات البطولية التي يقوم بها شباب فلسطين وأبطالها، وترعب الكيان وتسقط أمنه، وتقضي على آماله بالبقاء، وتسقط بذلك كل مفاعيل الدعم والحماية التي يوفرها له الشيطان الامريكي وعرب الردة والخيانة".

وأضاف: " الكيان الموقت لهذا العدو إلاسرائيلي المجرم، بدل أن تتم إدانته، ومعاقبته على احتلاله وجرائمه المتمادية ضد الإنسانية، فإنه يحصل على المباركة الأمريكية، ويتم التطبيع معه من قبل بعض الأنظمة العربية، التي تبرأت منها شعوبها، وأظهرت الحب والوفاء الكامن في قلوبها لفلسطين وشعبها مع أول فرصة أتيحت لها في مونديال قطر، حيث ظهر ويظهر أعظم تجلٍّ للقضية الفلسطينية في قلوب الشعوب العربية والإسلامية الشريفة والتي قالت كلمتها وحكمت أن فلسطين باقية والكيان الإسرائيلي اللقيط إلى زوال. 

وقال: "نحن في لبنان إذ نحيي كل كلمة وكل وقفة وكل تعبير عن تضامن مع فلسطين وشعبها وخصوصًا تضامن الحركة العالمية النقابية وفي مقدمتها الاتحاد العالمي للنقابات والاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب، فإنه يدين نفاق ومعايير الاستكبار المزدوجة ويشجب سياسات بعض الاتحادات النقابات والمنظمات الدولية، وصمتها عن جرائم القتل، والاعتقال، وهدم البيوت والتهجير، واستهداف العمال والنساء والأطفال في فلسطين". 

 

وبعدها توالى على إلقاء الكلمات كل من رئيس الاتحاد العمالي العام د.بشارة الأسمر، ومسؤول الاتحادات والمنظمات الشعبية الفلسطينية في لبنان يوسف زمزم، وأمين عام اتحاد النقابات العالمي مامبيس كرياستيس والتي ترجمها الحاج ناصر نزال، وأمين سر اتحاد عمال عمال فلسظين- فرع لبنان غسان بقاعي، ورسالة منظمة باميي اليونانية ألقاها نائب أمين سر الاتحاد فؤاد عثمان، ومنسق الحملة العالمية للعودة إلى فلسطين يوسف عباس، ورئيس المكتب العمالي في حزب البعث الاشتراكي قاسم زهوة.

 

وقد تناولت الكلمات قرار الأمم المتحدة 181 الذي استولى به الاحتلال الإسرائيلي منذ 74 عامًا على الأراضي الفلسطينية المحتلة، واستنكرت الانتهاكات الإسرائيلية وجرائم الاحتلال وما يمارسه من الترانسفير الممنهج، وبناء المستوطنات والاعتداءات المتكررة على المقدسات، والجرائم اليومية بدم بارد لأبناء شعبنا الفلسطيني بحماية أمريكية وصمت دولي، مؤكدة ضرورة إجبار سلطة الاحتلال على تنفيذ القرارات الدولية المتعلقة بالقضية الفلسطينية ودعم الشعب الفلسطيني لنيل كامل حريته وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس والإعتراف الدولي بها. 

 

وقد أعرب المتحدثون عن التضامن مع كامل القضايا الفلسطينية بضرورة إنهاء الاحتلال، وتأكيد الشراكة المعمدة بدماء الشهداء وبالمقاومة التي هي السبيل الوحيد من أجل تحقيق أهدافنا المنشودة بدحر الاحتلال، آملين أن تتحقق العدالة الدولية يومًا ما ونحتفي معًا على أرض فلسطين. 

كما شددوا على ضرورة إعطاء أبناء شعبنا المقيم قصرًا في لبنان أبسط حقوقه الإنسانية، والاجتماعية، والسياسية عبر إصدار قوانين تجيز له العمل بدون إجازة عمل ومسكن لائق كمقومات صمود إلى حين العودة تطبيقًا لقرار 194 مؤكدين رفض التوطين والتهجير والوطن البديل، ومتمسكين بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلاً شرعيًا ووحيدًا للشعب الفلسطيني، داعين الدول المانحة أن تفي بإلتزاماتها تجاهها، مستنكرين الانحياز الأمريكي تجاه سلطة الاحتلال وسياستها التي تكيل الأحداث الدولية بمكيالين، مجددين العهد والقسم بالسير على نهج الشهداء إلى حين العودة.

 

واختتم النشاط بمعرض فني تشكيلي للمكتب الحركي لاتحاد الفنانين التشكيليين في لبنان، عرضت فيه لوحات حاكت النكبة والهجرة ومعاناة أبناء شعبنا عبر رسومات أبدع فيها الفنانين، والذين بدورهم ثمنوا مواقف رئيس اتحاد بلديات جبل عامل الحاج علي ياسين فقدموا له لوحة تحمل في مضمونها مفتاح العودة الذي يشير لتمسكنا بالعودة.