أصدر الاتحاد العام للكتّاب والأدباء الفلسطينيين، بيانا، اليوم الأربعاء، في الذكرى الـ74 على استشهاد الشاعر عبد الرحيم محمود، وجاء في البيان

"تلك أوطاني وهذا رسمها، والبيان تؤكده الدماء إذا ما نزفت سقاية لشجرة الحرية، وما الأنجم بمفارقة توابيت الفرسان، إذا ما كانت الأرض هي الرواية، وأصل الحكاية، ولا نذهب بالنهر إلى جفافه بل نعود به إلى الفداء مددا يستريح به، حتى يحمل القمر أزهاره من حدائق الشهداء يتقدمهم كبيرهم الذي غرد قرب الشجرة بالنفيس شعرًا، وحمل روحه على راحته ضلعا ضلعا، وساق الإخلاص في الانتماء، سوق الدماء في الشرايين، فما وهن لما أصابه من جروحه في معركة الشجرة، ولم ينهزم بمفارقة الأعزاء، فكان الشهيد الرمز، صاحب البيان الفصل في المواجهة".

"عبد الرحيم محمود سليل عائلة عريقة لأب فارس من فرسان البيان، ومن بين ضلوعه خرج الصادق الشهيد عبد الرحيم ليمشي خطى الواثقين، رافضًا الاحتلال البريطاني، وما أطلقوا عليه الانتداب، ومن مجروره الكيان الصهيوني، وعصاباته الدموية المتغطرسة، فكان الجندي الأمين في المنازلة، وكان الطالب اليقين في بغداد العرب ليتسلح بالمعرفة، والشجاعة، وكان الفارس الميمون في الدفاع عن القدس وعنبتا وفلسطين الكاملة، متمما صدقه بالشهادة، ومستكملا عمره حتى بعد الغياب بالشعر البديع الذي خطه وهو يسعف من أرض المعركة".

"لعبد الرحيم محمود لغته الخاصة، وشاعريته المميزة، التي تنسجم وإرادته في رفض كل دخيل يدنس أرض فلسطين، فمزج بين الحبر والدماء، وبين الخطاب الباسل والفعل المقاتل، ولم يخالف ضميره الوطني يوما ما، بل كان مدرسة في الفداء، والانتماء، من غير راجمات الألفاظ التي تعري الراجم، بل كلماته كانت تدل على صدق مساعيه، ولم يبق في الوطن جاهلا لعبد الرحيم محمود".

"سفره الخالد، وبندقيته بيده، وثيقة عريقة عن شعبه مفادها، الزمن ليس عبرة وإن طال في وطنٍ محتل، بل العبرة بالصمود والثبات، والمواجهة، واليقين أن الله وحده صاحب مواقيت الخلاص، وما على الأوفياء سوى المضي قدما نحو التحرر وتطهير الأرض من العابرين، رغم النووي، والاستراتيجيات المرعبة، إلا أن الحق في الحقيقة الدامغة، أن فلسطين الممهورة بالدماء الزكية، لن تكون لغير أهلها، ومن عبد الرحيم محمود ورفاق دربه الشجعان، استطاع الفلسطيني أن يبقى صامدا على مدار ومدد السبعين سنة ومعها أربع طواف على المطبعين الرجعيين الذين رأوا في العدو اللص شريكا لهم، وأما السواد الأعظم من الشعوب العربية والإسلامية، والإنسانية ما زالت تتمسك بالحق الفلسطيني، وتؤمن بحتمية خلاصه".

"لروح الشاعر الشهيد عبدالرحيم محمود الرحمة في ماسكن عليين، وعلينا أن نبقى على دربه وأن يحملنا الشعر والمحبرة جندًا كما تحمل ناقلات الجند من فيها إلى ساحات الوغى، وللحق أحق الغلبة على الغزاة واستطالاتهم" .