دشنت وزارة التربية والتعليم وسلطة النقد الفلسطينية وجمعية البنوك، اليوم الثلاثاء، الأسبوع المصرفي للأطفال والشباب 2022، وذلك في حفل أقيم في مدرسة بنات بيتونيا الأساسية العليا.
وشهد الحفل إطلاق تطبيق خاص بالهواتف الذكية تحت عنوان "مصرفي"، وهو عبارة عن فرع مصرف افتراضي يقدم كافة المعلومات الأساسية للمستخدمين بطريقة تفاعلية وتشويقية، حيث يحتوي التطبيق على عدة مراحل والعاب وأسئلة تمكن الطلبة المستهدفين من الدخول في بالسحب على جوائز قيمة تصل قيمتها بشكل مبدئي الى 15 ألف دولار امريكي مقدمة من كافة المصارف.
وقال المدير التنفيذي لمجموعة الاستقرار المالي في سلطة النقد إياد زيتاوي: نطلق اليوم فعالية الأسبوع المصرفي للأطفال والشباب 2022، وهو العام العاشر وذلك بعد عامين من التوقف عن تنفيذ هذه الفعالية بشكل مباشر بسبب جائحة "كورونا".
وأشار إلى أن هذه الفعالية أصبحت جزءاً هاماً من العملية التعليمية في فلسطين وحظيت باهتمام ورعاية سلطة النقد والأطراف المشاركة، لما لها من اثر واضح في تحقيق التنمية الفكرية والثقافية والمعرفة في المفاهيم والمبادئ المالية والمصرفية لدى جيل المستقبل من الأطفال والشباب، منوها إلى أن موضوع التوعية والتثقيف المالي حاز مؤخراً على اهتمام العديد من البنوك المركزية والمؤسسات المالية الدولية، ويعود هذا الاهتمام الى ضرورة تحقيق التمكين التوعوي والتثقيفي بالتوازي مع التمكين المالي، وذلك لتحقيق أهداف التنمية المستدامة لفئات المجتمع المختلفة.
وأضاف، "تستهدف هذه الفعالية لهذا العام نحو 114 ألف طالب وطالبة، بشكل مباشر من طلبة الصف الثامن موزعين على 1625 مدرسة موزعة في أرجاء الوطن بما يشمل المحافظات الشمالية والجنوبية ومدارس التربية والتعليم ومدارس وكالة الغوث والمدارس الخاصة، وفي ضوء النتائج المتحققة من الفعاليات في السنوات الماضية، والتي حفزتنا على المضي قدما في تطويرها وتنفيذها بشكل سنوي، أصبح لدى الفئة المستهدفة من الطلبة القدرة على إدراك بعض المفاهيم والمصطلحات المالية والمصرفية التي تمكنهم وتؤهلهم مستقبلاً للتوسع والتعامل مع عالم المال والمصارف.
وبين الزيتاوي إلى أن موضوع التوعية والتثقيف المالي يعتبر من أهم الأهداف الاستراتيجية الوطنية للشمول المالي في فلسطين، حيث نعمل بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم كشريك أساس في تطبيق استراتيجية الشمول المالي على تطوير العليمة التعليمية بأساليب وأدوات منهجية ولا منهجية موجهة وهادفة تساعد في تحقيق الأهداف المرجوة والمنشودة في خدمة القطاعات المستهدفة ماليا، ومنها فئة الأطفال والشباب والنساء.
وأوضح أن شعار "ادخر.. اكسب" تبنته كافة الدول المشاركة في الاسبوع المصرفي لهذا العام، تماشيا مع التطورات الدولية والمحلية، حيث أن الفعالية تستخدم التكنولوجيا بشكل أساسي لما لها من أثر كبير على الارتقاء بالأجيال الشابة.
وتطرق المدير التنفيذي لمجموعة الاستقرار المالي في سلطة النقد إلى تطبيق "مصرفي"، إذ سيشكل أداة للتواصل والتفاعل مع الطلبة ونشر المعلومات وأخذ التغذية الراجعة، وايضا تقديم الجوائز لتشجيع وتحفيز الطلبة على استخدام هذا التطبيق بالتعاون وتحت أعين الأسرة التعليمية وأولياء الأمور.
وأوضح أن الجهد المبذول في تنظيم الفعالية والنتائج المتحققة حاز على تقدير العديد من المؤسسات، حيث حصلت سلطة النقد والقطاع المصرفي على جائزتين دوليتين عامي 2013 و2018 من المؤسسة العالمية لتمكين الاطفال والشباب ماليا، وذلك عن تنظيمها افضل فعالية توعوية في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا.
من جانبه، أكد مدير عام جمعية البنوك في فلسطين بشار ياسين، أن البرنامج يهدف بالأساس لزيادة الوعي والثقافة المصرفية من خلال تنظيم الاسبوع المصرفي للأطفال والشباب للعام 2022، مشيراً إلى أن الأسبوع المصرفي للأطفال والشباب يشكل ظاهرة اقتصادية وتربوية مصرفية التي أخذت تتكرس عاما بعد آخر، وتعقد بالتزامن مع فعاليات الاحتفال السنوي العالمي بالأسبوع المصرفي للأطفال والشباب من كل عام.
وأضاف: "القطاع المصرفي الفلسطيني يلعب دوماً اساسيا في النمو الاقتصادي وصولا للتنمية المنشودة، وهو يقف اليوم أمام مسؤولية كبيرة تتمثل بنشر التوعية المصرفية لما لذلك من أثر في اشراك الفئات المجتمعية المختلفة بالقضايا المصرفية والمالية وتحديدا المصرفية منها والبنكية، وذلك لإكساب شعبنا وبخاصة الفئات العمرية الصغيرة والشابة المعرفة اللازمة للتعامل مع المستجدات العصرية في هذا المجال، في عصر نشهد فيه المزيد من التحولات الرقمية".
وبين أن جمعية البنوك تقدم نشاطات وفعاليات مختلفة، ايمانا بأهمية رفع المستوى الوعي المصرفي، وما يميز هذا العام هو مجريات التحول الرقمي المنشود، لذا يتم تقديم التطبيق الالكتروني الذي يتمتع بسهولة الاستخدام، فما على الطلبة سوى تحميله من المتاجر المختلفة والمعتمدة على الهواتف المحمولة، والبدء باستخدامه، ويحتوي التطبيق على مزايا عدة من بينها القيام بجولة في مصرف افتراضي يتم من خلاله التعرف على الخدمات المصرفية المختلفة، بالإضافة الى احتواء التطبيق على لعبة يتم من خلالها جمع نقاط تمكنهم من الدخول في سحوبات على جوائز نقدية في نهاية الاسبوع المصرفي قد تصل الى 15 ألف دولار امريكي مقدمة من جميع المصارف العاملة في فلسطين.
ونوه إلى أن التطبيق يوفر ايضا افادة مستمرة، كونه يبقى مستمرا بعد نهاية الاسبوع المصرفي، ويمكن لاي شخص الاستفادة منه في معرفة المزيد عن التوعية المصرفية، كما انه لن يكون متاحا في ايام الاسبوع المصرفي وحسب، وإنما سيبقى متاحاً طول الوقت وهناك ايضا جوائز مستمرة.
وأوضح مدير عام جمعية البنوك في فلسطين أن الاسبوع سيشمل على العديد من الفعاليات والنشاطات التي تقوم بها البنوك العاملة في فلسطين، من بينها مسابقات تم رصد العديد من الجوائز القيمة لها، ايمانا بضرورة مكافأة الطلبة على الإنجاز، وحثهم للمضي قدما لمزيد في التوعية المصرفية التي ستنعكس على حياتهم مستقبلاً، فلم يعد خافيا على أحد ان المعرفة المالية هي رافعة لمزيد من التقدم الاقتصادي.
وشدد على أن القطاع المصرفي في فلسطين وصل الى مكانة مرموقة، وبخاصة من حيث الانتشار الجغرافي بوجود 379 فرعاً لثلاثة عشر بنكاً عاملا في فلسطين، منها 10 بنوك تعمل بنظام الصيرفة التقليدية و3 تعمل بنظام الصيرفة الاسلامية، وكذلك من حيث جودة الخدمات المقدمة بانتهاج أحدث وسائل الإدارة العصرية وتقديم خدمات الكترونية متطورة، فعلى سبيل المثال تنتشر في مختلف المحافظات أكثر من 700 صراف آلي لتقديم الخدمة لجمهور العملاء تغطي كل التجمعات السكانية في الضفة الغربية وقطاع غزة.
ونوه إلى أن الاستقرار الذي وصل اليه الجهاز المصرفي في فلسطين بموجودات ناهزت 21 مليار دولار، لم يكن ليتحقق لولا الشراكة الحقيقية بين البنوك العاملة في فلسطين وسلطة النقد الفلسطينية، عبر تعليمات وانظمة وقوانين تضبط العمل؛ اتت اكلها بتحقيق نجاح التجربة الفلسطينية رغم كل التحديات، وهذه الشراكة كانت عاملا مهما في الاستقرار المالي والضمانة الأكيدة لإسناد الاقتصاد الفلسطيني الذي ما زال يخطو نحو مكانة تحت الشمس.
وختم كلمته برسالة وجهها للمؤسسة التربوية قال فيها: "إن الجهاز المصرفي كما عهدتموه سيكون داعما لكل ما هو مثمر في تربية نشء نتطلع لان يكون المدماك الاساس في التغيير والبناء والتحرير، وصناعة المكانة التي يستحقها كل فلسطيني بعد رحلة طويلة من العناء".
أما مدير التعليم لمنطقة القدس وأريحا في وكالة الغوث أسامة أبو البهاء، فتقدم بالشكر لوزارة التربية والتعليم على دعمها معرباً عن اعتزاز الوكالة بالشراكة المتواصلة معها ومع سلطة النقد في الأسبوع المصرفي للأطفال والشباب، التي تعنى بتنمية الوعي المصرفي للفئة المستهدفة من طلبة المدارس الأساسية.
وأكد أن تنمية ثقافة الادخار مهمة جداً بالنسبة للأطفال، لأنهم بذلك يتعلمون كيف يتحملون المسؤولية، منوها إلى أن المهم في هذا الجانب هو نقل هذه الخبرة ونقل اثر التعليم من داخل المدرسة للأهالي، ومن ضمن ذلك ارشاد الطلبة لاتخاذ قرارات حكيمة للمستقبل.
وتطرق أبو البهاء إلى ضرورة أن تقوم سلطة النقد برفع تقارير التغذية الراجعة عن أثر تطبيق "مصرفي" الذي يتم اطلاقه من خلال هذه الفعالية.
من جهته، تحدث الوكيل المساعد، مدير عام التعليم العام في وزارة التربية والتعليم صادق الخضور، عن أهمية الفعالية التي تتجدد بعد انقطاع عامين بسبب جائحة "كورونا"، مضيفاً أنه وكما كان من افرازات الجائحة ان عززت التحول الرقمي والالكتروني تستجيب الوزارة للموسم العاشر وتعود بتطبيق "مصرفي" بما يؤكد أن التحول الرقمي لم يقتصر على الجانب التعليمي وانما ايضا على التوعوي.
وأشار إلى أن هذا الأسبوع موجه لطلبة الصف الثامن، ولكنه سيترك أثراً عليهم في الصف العاشر عند اختيار التخصص، ويعكس ذاته على التخصص الجامعي.
وأضاف: "هذا الاسبوع كما يرد في عنوانه "تعلم ادخر اكسب" يعني أننا نتحدث عن جانب يعود بنا للمواسم الماضية حين كانت هناك دراسة ترافق هذا الاسبوع وكنا نلمس من الدراسة القبلية والبعدية انه حدث تغير لدى الطلبة الذين انخرطوا في هذا الاسبوع".
وأشار إلى أنه وفي الثقافة الشعبية الفلسطينية، يقال "خبئ قرشك الابيض ليومك الاسود"، وهي رسالة يحاول هذا الاسبوع ان يجسدها حيث يرتبط بمهارات الحياتية، فالادخار واتخاذ القرار وغيرها من المهارات مما تسعى الوزارة لتعزيزه لدى الطلبة، مدركة أن الكتاب المدرسي لا يكفل تمريره من معارف وقيم واتجاهات، وتأتي هذه الانشطة لتكمل ذلك.
وطالب الخضور البنوك بدعم ومساندة الوزارة في مساعي سيادية التعليم، وتوفير حاضنة وطنية لكل الانشطة والفعاليات، وقال: "شاركنا الاسبوع الماضي بفعالية خاصة بالأنشطة الكشفية، والاسبوع المقبل لدينا الاسبوع الرياضي المدرسي السادس وتتواصل مسابقة المعرفة الوطنية ولدينا كذلك الاسبوع المصرفي، وبالتالي التنمية الشمولية للطالب الذي نريد ليست مجرد شعار نرفعه، وهي رسالة للبنوك بأن ساندونا في مسعانا وفي برنامج تبني المدارس".
وشدد على أن هذا الاسبوع يؤسس لشراكة وطنية جامعة، تضم المدارس الحكومية والخاصة ومدارس وكالة الغوث، وبالتالي فان الفئة المستهدفة من الطلبة نعول عليهم ليكونوا قادة في المستقبل.
وتطرق إلى أن قناة فلسطين التعليمية، التابعة لوزارة التربية والتعليم، جاهزة وعلى أتم الاستعداد لبث أية برامج لسلطة النقد ولجمعية البنوك مرتبطة بالبعد التثقيفي والتوعوي
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها