نظّمت قيادة حركة "فتح" وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في منطقة صيدا مهرجانًا تضامنيًا حاشدًا إحياءً لذكرى استشهاد عروس يافا "دلال المغربي" وذكرى عمليات "سافوي" و"ديمونا" و"كمال عدوان"، ودعمًا لأسرانا البواسل في سجون الاحتلال الإسرائيلي، ونصرةً للمسجد الأقصى والقدس وحي الشيخ جراح، وذلك صباح اليوم الأحد ١٣-٣-٢٠٢٢ في قاعة ملعب الشهيد فيصل الحسيني في مخيّم الميّة وميّة. 

 

وتقدم المشاركين عضوا قيادة حركة "فتح" – إقليم لبنان يوسف الأسعد وآمال الشهابي، وأمين سر حركة "فتح" وفصائل "م.ت.ف" في منطقة صيدا اللواء ماهر شبايطة وأعضاء قيادة المنطقة، وأمناء سر الشعب التنظيمية في منطقة صيدا وأعضاء الشعب، وقادة وكوادر حركة "فتح"، وقائد القوة الفلسطينية المشتركة في عين الحلوة العقيد عبد الهادي الأسدي، ومسؤول الارتباط في الأمن الوطني العقيد سعيد العاسوس، وممثلو فصائل "م.ت.ف"، وقوات الأمن الوطني الفلسطيني، واللجان الشعبية، واتحاد المرأة الفلسطينية، والمكاتب الحركية، وحشد جماهيري من أبناء شعبنا. 

 

وكان في استقبالهم أمين سر حركة "فتح" وفصائل "م.ت.ف" واللجنة الشعبية في مخيّم الميّة وميّة غالب الدنان وأعضاء الشعبة واللجنة الشعبية، والمكاتب الحركية، ومجموعات من الكشافة، وأشبال وزهرات مؤسسة الأشبال والفتوة التابعة لشعبة المية ومية، الحاملين لرايات فلسطين وحركة "فتح"، على وقع الأناشيد الوطنية التي بثتها إذاعة اللجنة الإعلامية لشُعبة الميّة وميّة. 

 

بدايةً رحّب عريف المهرجان عضو قيادة حركة "فتح" في منطقة صيدا مسؤول الإعلام يوسف الزريعي بالحضور ودعاهم إلى الوقوف دقيقة صمت وقراءة سورة الفاتحة على أرواح شهداء الثورة الفلسطينية وعلى رأسهم الشهيد القائد الرمز ياسر عرفات، والاستماع إلى النشيدين الوطنيين اللبناني والفلسطيني. 

 

وألقى الزريعي كلمة من وحي مناسبات شهر آذار، نوّه فيها بأهمية دور المرأة في المجتمع الفلسطيني بوصفها نصف المجتمع وأكثر، ووجه تحية إلى روح الشهيدة البطلة دلال المغربي وكل شهداء ثورتنا المجيدة. 

ونوه بالتاريخ المجيد لحركة "فتح" في تنفيذ العمليات ضد الاحتلال الإسرائيلي، ولا سيما عمليتي "سافوي" و"ديمونا" البطوليتين، مؤكدًا أن الثورة الفلسطينية رسمت من خلال عملياتها هذه هدف انطلاقتها وهو تحرير فلسطين كل فلسطين من رأس الناقورة إلى أم الرشراش، وستبقى على عهدها، محافظة على شعارها.. ثورة حتى النصر.

 

كلمة منظمة التحرير الفلسطينية ألقاها عضو اللجنة الرقابية المركزية في لبنان للاتحاد الديمقراطي الفلسطيني "فدا" سعيد مراد، فقال: "إنه شهر آذار الذي يتجلى فيه عدة مناسبات عالمية ووطنية. شهر المرأة في يومها العالمي تقديرًا لدورها الريادي في بناء المجتمعات، يوم المرأة الفلسطينية الذي استحقته بجدارة وبامتياز فحملت البندقية بيمينها وطفلها بيسارها. هي أم الشهيد، هي الأسيرة التي تحدت جلاديها من وراء القضبان فكانت حرة.. حرة بإرادتها. إن الثامن من آذار هو يوم الشهيدة الفلسطينية، يوم دلال المغربي التي امتطت البحر لتحط رحالها على شاطئ يافا الذي استقبلها لزهر برتقالها. قاتلت قتال الرجال الأشداء لتخوض معركة أسفرت عن قتل وجرح العشرات من الجنود الصهاينة والمستوطنين. استشهدت وهي تصرخ بأعلى صوتها فلسطين حرة عربية". 

 

وأضاف: "وفي آذار أيضًا الملحمة البطولية في العملية الاستشهادية ساڤوي، حيث نفذ أبطال العاصفة، أبطال "فتح"، أبطال أبو عمار، عملية نوعية في تل الربيع ردًا على استشهاد القادة في فردان. وفي آذار أيضًا محاولة العدو الصهيوني العبور بآلياته نهر الأردن، لتتحول دبابته وآلياته إلى ركام في معركة مفصلية سطرت فيها أروع ملاحم البطولة إنها معركة الكرامة التي جاءت لتحمل بشائر انتصار ليس لفلسطين فحسب بل لكل الأمة العربية، ولتصنع فجرًا جديدًا بعد نكسة حزيران صنعه رجال الياسر رجال فلسطين، حيث قتل نحو مئة جندي ومستوطن صهيوني. هذه هي نساء فلسطين، هؤلاء هن رجال فلسطين يقدمون أرواحهم ودماءهم حتى تتحقق أهداف شعبنا في بناء الدولة الفلسطينية وعاصمتها الأبدية القدس الشريف". 

 

وجدد مراد التأكيد على التمسك بالثوابت الوطنية وعلى أن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وثمن موقف سيادة الرئيس محمود عباس والقيادة الفلسطينية وأشاد بالقرارات المصيرية التي اتخذها المجلس المركزي، ولا سيما ما يتعلق بقطع العلاقات وبإنهاء التزامات السلطة الوطنية الفلسطينية بجميع الاتفاقيات مع العدو الإسرائيلي. 

 

وأكد مراد باسم منظمة التحرير الفلسطينية رفض كل أشكال تقليص خدمات وكالة "الأونروا"، وطالب "الأونروا" بتحمل مسؤوليتها كاملة في مجالات الصحة والتعليم والإغاثة، وبتوفير خطة طوارئ عاجلة شاملة ومستدامة لعموم اللاجئين الفلسطينيين في ظل قرارات مضاعفة عليهم جرّاء الأزمة اللبنانية.

وختم راجيًا الرحمة للشهداء والشفاء للجرحى والحرية للأسرى.

 

ثم كانت كلمة حركة "فتح" ألقاها عضو قيادة حركة "فتح" - إقليم لبنان مسؤول التعبئة والتنظيم يوسف الأسعد، مما جاء فيها: "نحيي ونستذكر عملية الشهيد كمال عدوان، وبطلتها الفتاة الفلسطينية الرائدة في ممارسة الكفاح المسلح، والمميزة في انتمائها الوطني الأصيل، والتي أينعت، ونمت، في أحضان أسرة فقيرة ترى الحرية والسعادة الحقيقية في مقاومة الاحتلال، وفي التصدي لمن اغتصبوا الأرض وشرَّدوا الآباء، وهذا عهدُ الأبناء للآباء والأجداد، وهذا عهدٌ كتبته ووثَّقته الشهيدة القائدة دلال المغربي باسم المرأة الفلسطينية، لتؤكد بأن الشراكة في الكفاح الوطني الفلسطيني وخاصة المسلَّح بين الرجل والمرأة هو عنوان المواجهة والتصدي، وتحرير الأرض، وإعلان الاستقلال".

 

وقال إن الشهيدة دلال المغربي تلقت التدريب العسكري، والتعبئة الفكرية مما جعلها قادرة على تحمُّل المسؤوليات الجسام، وهذا ما جعل القائد الشهيد خليل الوزير يضع ثقته كاملةً بها، واستطاعت أن تقود مجموعة من الشبان المقاتلين من عدة جنسيات عربية المنتمين إلى حركة "فتح"، وأن تصل هذه المجموعة إلى الساحل الفلسطيني، وتنزل من الباخرة بواسطة قاربين مطاطين لتسيطر على باص بمن فيه، واعتبرتهم القائدة دلال المغربي رهائن مقابل الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين المعتقلين في زنازين العدو. 

 

وأضاف الأسعد: "بالمقابل كان باراك يقود مجموعة عسكرية تحميها الطائرات المروحية والدبابات، وقرب مستعمرة هرتسيليا تم الاشتباك، وكانت معركةً بطولية مشرِّفة فاقت كل التصورات في مجال التضحيات. واعترف الجانب الصهيوني بمقتل سبعة وثلاثين جنديًا إسرائيليًا وأكثر من ثمانين جريحًا، إضافة إلى العدد الكبير من جنود العدو الذين لم يتم الاعتراف رسميًا بهم. واستشهد أعضاء المجموعة باستثناء الأسير المفرج عنه خالد أبو إصبع، وبقي مصير يحيى سكاف مجهولاً وأهله لا يعرفون عنه شيئًا ملموسًا لأنَّ العدو يخفي المعلومات عنه".

 

وأكد أن حركتنا التي انطلقت عام 1965 ما زالت تشق طريقها بقوة الإيمان المطلق بحقوق شعبنا الوطنية، وما زالت تواجه التحديات متمسكة بالإنجازات التاريخية التي أعادت لشعبنا هويته الوطنية وحضوره السياسي على الخارطة الجغرافية دوليًا رافضة المساومة على قرارنا الوطني المستقل.

 

وتابع الأسعد: "إننا متمسّكون بالوحدة الوطنية الفلسطينية تحت سقف منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا الفلسطيني من أجل مشاركة الفصائل في المجلس الوطني والمركزي ولتوحيد الرؤية النضالية وتمتين الوحدة الوطنية في مواجهة المشاريع الصهيوأمريكية ضد شعبنا. ونحن في ذكرى عملية الشهيد كمال عدوان وعملية ساڤوي وعملية ديمونا وفي ذكرى الشهداء والأسرى مصرون على مواصلة مسيرة الثورة متمسكين بالمقاومة بجميع أشكالها لطرد واقتلاع الاحتلال الصهيوني من أرضنا حتى إنجاز الاستقلال والحرية لشعبنا العظيم وإقامة دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس على كامل ترابنا الوطني وعودة اللاجئين إلى ديارهم تنفيذًا للقرار الدولي 194". 

 

وأكّد الدعم الكامل للرئيس محمود عبّاس الثابت على الثوابت ودعم صمود أهلنا في الضفة الغربية وغزة، وطالب بعقد قمة عربية لأخذ قرارات سياسية واضحة لدعم القضية الفلسطينية ولتثبيت الهُوية الوطنية للقدس ووقف التطبيع مع العدو الصهيوني. 

 

كما أكّد تمسُّك حركة "فتح" بالحفاظ على أمن المخيّمات والجوار اللبناني وحمايتها من العابثين لأنها جزءٌ لا يتجزأ من أمن وسلامة لبنان، وشدّد على أنَّ "على الجميع أن يكون عينًا ساهرة تحرس مخيماتنا لأنها عناوين اللجوء ومصنع الرجال المناضلين من أجل العودة إلى فلسطين"، داعيًا الحكومة اللبنانية إلى منح شعبنا الحقوق المدنية حتى يحيا بكرامة إلى حين العودة. 

 

وختم الأسعد بتوجيه التحية إلى أسرانا البواسل جنرالات الصبر والصمود في زنازين العدو الصهيوني آملاً لهم الحرية القريبة، وإلى أبناء شعبنا الفلسطيني المنتفضين في وجه الاحتلال الصهيوني، وإلى قيادتنا الحكيمة وعلى رأسها الرئيس محمود عبّاس، وإلى شهدائنا الأبرار شهداء فلسطين وأمتنا العربية الإسلامية، وفي مقدمتهم القائد الرمز الشهيد ياسر عرفات، راجيًا الشفاء للجرحى.