بمناسبة الثامن من آذار يوم المرأة العالمي، وتقديرًا لنضال المرأة الفلسطينية، نظم الإتحاد العام للمرأة الفلسطينية -فرع لبنان في الشمال اعتصامًا جماهيريًا دعمًا للأسرى والأسيرات في معتقلات الاحتلال الصهيوني، اليوم الثلاثاء الموافق ٨-٣-٢٠٢٢ أمام مكتب مدير خدمات الأونروا في مخيم البداوي.
وقد تقدم الحضور أمين سرّ فصائل "م.ت.ف" وحركة "فتح" في الشمال مصطفى أبو حرب، وممثلو فصائل الثورة الفلسطينية، والأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية، وأعضاء قيادة المنطقة، وأمين سرّ شعبة البداوي، وأعضاء شعبتي البداوي وطرابلس، كما شارك في الفعالية ممثلو اللجان الشعبية، والمكاتب النسوية، والأخوات في الإتحاد العام للمرأة الفلسطينية، ورياض الأطفال، وفعاليات، ومرجعيات وطنية ودينية واجتماعية، وحشد غفير من جماهير شعبنا الفلسطيني في مخيمات الشمال وقرى الجوار.
افتُتح الاعتصام بكلمة ترحيبية قدمتها الحاجة أم علي التليس، حيّت فيها المرأة في يومها العالمي.
كلمة منظمة التحرير الفلسطينية ألقاها أمين سرّها في الشمال الأخ مصطفى أبو حرب، حيا فيها نساء العالم في الثامن من آذار "يوم المرأة العالمي"، وقال: "تحيةً للمرأة الفلسطينية المناضلة أم الشهيد والزوجة والإبنة، فقد ألبست ابنها البذّة العسكرية وأعطته البندقية، وقالت عد إليّ شهيدًا، فبزغرودة استقبلته، وبهتافات الصمود أبّنته وأرسلته إلى العليِّين ليكون برفقة النبيين والصديقين والشهداء".
وأضاف: "تلك هي الأم الفلسطينية صاحبة النضال الطويل، قرن من الزمان تحمل في صدرها حب فلسطين وعلى رأسها البندقية، تتنقل بها من موقع إلى آخر، كانت عنوان صمودنا وملهمتنا الثورية، ولولاها لما قاتلنا وصمدنا وأحببنا فلسطين".
وأردف: "منذ ٧٤ عاماً والأم الفلسطينية تحكي لنا حكايات الوطن، أرضعتنا حب فلسطين، وأشعرتنا بفخر الانتماء لها، فكل يوم لك التحية ولك القبلة ولك منا السلام، والتحية إلى الأمهات اللواتي غادرن وكنّ يتمنّين العودة والموت فوق ثرى فلسطين".
وأشار إلى أن المرأة الفلسطينية تجسد عنوان النضال الفلسطيني، المقاتلة العنيدة، والأسيرة الصابرة، هي من ربّت فأنجبت الطبيب والمهندس والأستاذ والعامل.
وعبّر أبو حرب عن فخره واعتزازه بالمرابطات والمرابطين في ساحات المسجد الأقصى، وهم يسقطون مشروع أسرلة القدس وتهويدها، ثم توجَه بالتحية إلى الشهيد عبود قاسم الأسد الذي انقض بالأمس على مجموعة من الصهاينة في شوارع القدس وارتقى شهيدًا، وبالتحية إلى أبطال جنين ونابلس وغزة، وأبطال ال ٤٨، وعلى امتداد خارطة الوطن، وإلى الشهداء من أبناء اللجوء الذين كتبوا عنوان لجوئهم ومسيرة عذاباتهم بالدم وبالصبر.
واستنكر أبو حرب موقف المجتمع الدولي ومجلس الأمن الذي لا يريد أن يرى عذابات الشعب الفلسطيني، ويصر على سياسة الكيل بمكيالين.
وتابع: "الكلُّ تباكى وأدان ما حصل في أوكرانيا، أما الأبارتهايد في فلسطين والقتل بدم بارد والتهويد والاستيطان ليس له أي معيار".
وختم أبو حرب: "لن يثنينا ما يفعله العدو الغاصب عن متابعة مسيرتنا النضالية، وسنذيقه ويلات وجوده واستيطانه لأرضنا، ولن يكون الاحتلال بلا ثمن، فعبود قاسم وأبطال كثر سوف يقومون بواجبهم الوطني، تحيةً للشهداء وللأسرى والأسيرات الفلسطينيات وللجرحى ولكل أبناء شعبنا الفلسطيني".
كلمة اللجان الشعبية ألقاها أمين سرّها في الشمال أبو ماهر غنومي، حيّا فيها المرأة الفلسطينية التي حملت السلاح إلى جانب أخيها ورفيقها فكانت مقاومة وشهيدة وأسيرة.
وتابع: "نحتفل بيوم المرأة التي جسدت النضال والكفاح الطبقي والاجتماعي في وجه كل أشكال الاستغلال، حيث استطاعت اكتساب حقوقها كحقها في العمل، وحقها في المشاركة في الحياة السياسية".
وأضاف: "نحتفل بالمرأة الفلسطينية المناضلة التي ترفع لواء التحرر من العدو الصهيوني من جهة، ولواء المساواة والتحرر من جهة أخرى، وقد تقدمت المرأة الفلسطينية صفوف النضال الوطني، ودفعت وما زالت تدفع دماءها دفاعًا عن فلسطين والقدس، إضافة إلى تحملها لأعباء الحياة الإقتصادية".
وختم بتوجيه التحية للإتحاد العام للمرأة الفلسطينية الذي يبذل جهودًا للدفاع عن حقوق المرأة، داعيًا نساء العالم للتضامن مع المرأة الفلسطينية التي تتعرض للاعتداءات والتمييز العنصري منذ ٧٤ عامًا.
وتلت الأخت منى واكد بيان الإتحاد العام للمرأة الفلسطينية،إذ حيت فيه نساء فلسطين القابضات على جمر افتقاد الأحبة من الشهداء والأسرى، والتصدي لإجراءات التطهير العرقي في القدس، كما حيَّت نساء فلسطين الشهيدات اللواتي مضين دون وداع وعلى أصابعهن إشارات إصرار على مواصلة النضال إلى أن يرحل الاحتلال وترفرف رايات فلسطين عالية في سماء الدولة الفلسطينية المستقلة وعودة اللاجئين.
وتابعت: "في الثامن من آذار تحضرنا صور الأسيرات الفلسطينيات اللواتي لا زلن يقبعن في سجون الاحتلال ويخضعن لشتى صنوف التعذيب الوحشي على يد احتلال يمنع العلاج عن الأسيرات المريضات ومنهن الأسيرة إسراء الجعابيص". ووجهت التحية للأسيرة المحررة خالدة جرار التي منعت من الوداع الأخير لابنتها.
ثم طالبت المجتمع الدولي ومجلس الأمن ومحكمة الجنايات الدولية بالضغط على الاحتلال الإسرائيلي وإجباره لوقف الممارسات اللاإنسانية بحق المعتقلات والمعتقلين الفلسطينيين وإطلاق سراحهم.
ودعت كل نساء فلسطين لرفع الصوت عاليًا من أجل إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية من خلال الشروع في تطبيق قرارات المجلس المركزي بدورته الأخيرة، وتعزيز المشاركة النسائية في كل أشكال المقاومة الشعبية.
وأكدت التمسك بمنظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا، وثمنت زيادة تمثيل المرأة في المجلس المركزي الفلسطيني التي وصلت إلى ۲۰%، ودعت إلى مواصلة زيادة النسبة إلى ۳۰% انسجامًا مع قرارات المجلس الوطني بدورته الأخيرة.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها