سرعت وسائل الاعلام المرتبطة بالتوأم: الصهيوني، والاخواني والاسلاموي السياسي عجلة دعايتهما المعادية لحركة التحرر الوطنية الفلسطينية، ولقيادة الشعب الفلسطيني الوطنية عمومًا، وسيادة الرئيس محمود عباس أبو مازن تحديدًا، ونعتقد أن أمر التسريع هذا لا يحتاج إلى منجم أو محلل سياسي مخضرم لقراءة أسبابه، فكل ما في الأمر أن (التوأم) فوجئ بصلابة وتماسك رأس الهرم التنظيمي لقيادة حركة فتح أي اللجنة المركزية، وسيادة روح النقاش والحوار والنقد البناء عند معالجة أي قضية، وقبل اتخاذ أي قرار، وفوجئوا ببيان اللجنة المركزية الذي أكد ترشيح عضو المركزية حسين الشيخ تعويضًا للقائد الشهيد صائب عريقات بعد شغور عضويته في التنفيذية بالوفاة، واعتماد ترشيح عضو المركزية روحي فتوح لانتخابات رئاسة المجلس الوطني الفلسطيني، بعد استقالة رئيس المجلس الوطني الحالي سليم الزعنون لأسباب خاصة (صحية) علمًا أنه عضو سابق في المركزية، وأقرت عضويته الشرفية مدى الحياة في مركزية الحركة، لكن المفاجأة الأكبر بالنسبة للتوأم هو قدرة حركة "فتح" على استعادة ريادتها وقيادتها للشارع الفلسطيني المقاوم بالوسائل الشعبية من ناحية، وموازاتها بحركة سياسية ونضال سياسي دبلوماسي قانوني في المحافل الدولية، ارتكازًا على فكر سياسي تحرري وطني برزت مبادئه في كتابات وأقوال عضو المركزية الأسبق القائد الشهيد خالد الحسن (أبو السعيد) الذي عرف السياسة بأنها: "فن الصدق مع الشعب وفن المناورة مع العدو لتحقيق الممكن في إطار العدالة".
يعلم رؤوس التوأم أن القيادة عند قادة حركة "فتح" وسيادة الرئيس محمود عباس "أبو مازن" ليست فرصة لتحقيق طموحات شخصية، ولا هي مناسبة لإغراق الجماهير بوعود لا يمكن تنفيذها في ظرف زمني محدد، ولا تعني بيع أوهام للشعب، ولا تعني المقامرة بمصالح الشعب العليا، والمغامرة بها وربطها بمصالح قوى اقليمية، أو عرض الذات كوكيل لها (موظف مستخدم ومأجور) في ساحة انبل وأقدس حق في العالم، وإنما تعني: "التعامل مع الواقع نضالياً في صنع الحدث أو مواجهة الحدث الذي يصنعه الخصم" وأن: "شرعية القيادة تتجسد في قدرتها على اتخاذ القرارات اللازمة مضمونًا وتوقيتًا، أما شرعية طاعة القيادة فتنبثق من استمرار قدرتها على اتخاذ قراراتها بصوابية في إطار الالتزام بالمرجعية التشريعية والتنظيمية، وأن: "الزمن فراغ تملؤه الأفعال والأحداث بوقائع تنتج واقعا نعيشه، وهنا يكون الصراع بيننا وبين العدو الصهيوني محاولة دائبة من كل طرف من الطرفين لملء الزمن بواقع يتفق مع أهدافه وحركته باتجاه المستقبل"، وأن: "من لا يفهم دروس التاريخ لا يمكن أن يحدد حركته في اتجاه المستقبل- كما رآها الخالد الحسن: عقل الثورة ومنظر فكرها السياسي".
يتوغل (التوأم الصهيوني- الإخواني) في وعي الجماهير الفلسطينية والعربية، بقصد محو ذاكرتهم وإفسادها بمقولات وعناوين ومصطلحات، مثل: الصراع على خلافة الرئيس، ترتيب الأمور للمرحلة القادمة بما يتوافق مع مصالح البيت الأبيض وتل ابيب، وغيرها مما ينسب الى (مصادر خاصة) وما يسمى (تقارير صحفية) حول خلافات داخلية ليست موجودة إلا في احلامهم، وعلى جدول مؤامراتهم، وكأنهم لا يعلمون أن ممثل منظومة الاحتلال العنصري الاسرائيلي آفي ديختر قد طرد من مقر الرئاسة الفلسطينية عندما جاء مهددًا حركة "فتح" بالا تتخذ قرارًا بطرد (الدحلان) من المركزية ومن الحركة، وأن سيادة الرئيس ابو مازن قال لا بقوة 14 مليون فلسطيني اكثر من ثلاثين مرة بوجه بلفور الثاني والمستعمر الجديد دونالد ترامب والادارة الأميركية.
راهن التوأم الصهيوني الإخواني، على انقسامات وخلافات وشروخ في العمود الفقري لحركة التحرر الوطنية الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية، ليس من باب التمنيات وإنما في سياق حملة مبرمجة ومنظمة لضرب مقومات الوطنية الفلسطينية وروح الأفكار التحررية لدى الشعب الفلسطيني- ونخر قواعد القرار المستقل، تمهيدا لإسقاط السلطة الوطنية، وفرط منظمة التحرير الفلسطينية، وإلغاء تمثيلها الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وصولا الى مرحلة خلق كيانات جهوية بصبغات متعددة، خاصة بعد بلوغ كيان حماس الانقلابي الانفصالي في قطاع غزة سن الخامسة عشرة، اذ يعتبرونه تجربة ناجحة ما زالت قادرة على خلق اهتزازات وارتدادات مدمرة في ارض الوحدة الوطنية الفلسطينية.
كل متابع للفضائيات الدائرة في فلك الاخوان المسلمين ووسائل إعلامهم سيدرك حقيقة رؤيتنا لهذا المقال.
المصدر: الحياة الجديدة
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها