طالب متحدثون في ندوة دولية حوارية نظمها معهد فلسطين لأبحاث الأمن القومي، المجتمع الدولي، بإخضاع دولة الاحتلال الإسرائيلي لمساءلة فاعلة، على انتهاكاتها الجسيمة للقانون الدولي، والعرفي، والقانون الدولي الإنساني، وحقوق الانسان والقانون الدولي الجنائي.
ودعا المتحدثون في الندوة التي نظمت لمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، بمشاركة سفير روسيا لدى فلسطين بوتشيدزه غوتشا ليفانوفيتش، وممثل فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية الأخرى في جنيف السفير إبراهيم خريشة، ورئيس الشبكة العالمية للدفاع عن الشعب الفلسطيني محمد صفا، ومختصون ومهتمون من داخل فلسطين وخارجها، إلى تفعيل آليات دولية لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي.
وطالبوا بإحقاق الحقوق المشروعة غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها حقه في تقرير المصير، والعودة، وممارسة سيادته الوطنية على أرضه في ظل دولته المستقلة، وعاصمتها القدس.
من جانبه، أكد السفير ليفانوفيتش التزام روسيا الاتحادية التاريخي شعبا وقيادة، بموقف مناصر وداعم لإحقاق حقوق الشعب الفلسطيني على أساس القانون الدولي، منوها الى أن روسيا تواصل ارث الاتحاد السوفييتي الذي ربطته علاقات وثيقة بمنظمة التحرير الفلسطينية وافتتح مكتبا لها في العاصمة الروسية موسكو عام 1974، واعترف بدولة فلسطين منذ عام 1988، وأيد تسوية سلمية للصراع على أساس حل الدولتين على حدود الرابع من حزيران عام 1967.
وشدد على أن روسيا بقيادة الرئيس فلاديمير بوتين وبصفتها عضوا دائما في مجلس الأمن واللجنة الرباعية الدولية ستواصل تأكيد موقفها الداعي لتسوية سياسية عادلة للقضية الفلسطينية على أساس قرارات الشرعية الدولية، وهو ما تم تأكيده على لسان الرئيس بوتين السيد الرئيس محمود عباس في لقائهما مؤخرا في سوتشي.
بدوره، قال السفير خريشة إن "احياء هذا اليوم الذي صدر بقرار من الأمم المتحدة عام 1977 وعزز عام 2005، وتنظيم فعاليات بالمناسبة في مقرات الأمم المتحدة الثلاث في نيويورك وجنيف وفينا، وفي بقاع عديدة من العالم، يدلل على ان العالم لا يزال يتضامن مع الشعب الفلسطيني ساعيا لإزالة الظلم والاجحاف التاريخيين اللذين لحقا به جراء نكبته عام 1948 والتنكر لحقه في تقرير المصير، وقيام دولته المستقلة.
وأشار الى وجود تحولات في الرأي العام العالمي لصالح فلسطين، ولفت إلى أن الدبلوماسية الفلسطينية استطاعت أن تتواصل وتتحرك بفعالية مع مختلف المنظمات والوكالات الدولية ذات العلاقة، خاصة مع الصليب الأحمر، ومنظمة العمل الدولية، ومؤتمر الأمم المتحدة للتنمية والتجارة، ومنظمة الصحة الدولية، ومع المفوضية السامية لحقوق الانسان، وغيرها من المنظمات والوكالات واللجان والمنابر، بحيث باتت قضية فلسطين حاضرة على أجندتها باستمرار، ما عزز ويعزز الرقابة الدولية ومساءلة الاحتلال على انتهاكاته الجسيمة للقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي وحقوق الانسان.
وأكد السفير خريشة أهمية ما دعا اليه السيد الرئيس محمود عباس من ضرورة التوجه لمحكمة العدل الدولية في "لاهاي"، لاستصدار رأي بشأن الاحتلال الإسرائيلي طويل الأمد، الأمر الذي من شأنه ادانة الاحتلال ونزع الشرعية عنه وتعزيز الموقف الفلسطيني الداعي لتفعيل آليات الالزام الدولية على أساس الاتحاد من أجل السلام.
من جهته، أكد صفا، ضرورة رفع الصوت عاليا لإدانة جرائم الاحتلال وانتهاكاته الفظيعة لحقوق الانسان الفلسطيني، والمتمثلة بالحرب العدوانية التي تطال المدنيين والاعيان المدنية، وإقامة جدار الفصل العنصري، واجبار الفلسطينيين على ترك أراضيهم، والاستيطان وهدم البيوت، والاعتقال التعسفي لكبار السن، والنساء، والأطفال، وتعذيب الأسرى، وعدم تقديم الرعاية الصحية اللازمة لهم، واحتجاز جثامين الشهداء، وإقامة الحواجز العسكرية ومنع حرية السفر والتنقل، وانتهاك حرمة الأماكن المقدسة وحصار غزة الظالم، وغيرها من الانتهاكات التي تصل إلى مستوى جرائم الحرب، والعدوان، والجرائم ضد الإنسانية المفترض أن يقدم مرتكبوها للمحاكمة وملاحقتهم حتى لا يفلتوا من العقاب.
ودعا صفا المجتمع الدولي لتفعيل المساءلة القانونية الجنائية لدولة الاحتلال والانتقال من التضامن اللفظي الى التضامن العملي الفعال الذي يرتقي الى حجم معاناة الشعب الفلسطيني.
وشهدت الندوة نقاشا شارك فيه الحضور وقدمت مداخلات من قبل المختصة بالقانون الدولي نجاح دقماق، ونقل ممثل المنظمة العربية لحقوق الانسان في فيينا، عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الناصري حسن موسى، تحيات الشعب المصري ونشطاء منظمات حقوق الانسان العربية الى الشعب الفلسطيني بهذه المناسبة، مؤكدا أن التضامن مع فلسطين هو واجب قومي وانساني وأخلاقي.
ونوه موسى إلى ضرورة شرح معاناة الأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال ومعاناة ذوي الشهداء وخاصة المحتجزة جثامينهم في الثلاجات ومقابر الأرقام، ودعا الى ادانة التطبيع بكل أشكاله، وإلى تفعيل التضامن العربي والدولي مع فلسطين.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها