إنّ كلّ تداعيات وعد بلفور  ومفاعيله على واقع الشعب الفلسطيني لن يثنيه عن بذل الجهود المتواصلة من أجل تحقيق المصالحة الوطنية، وإنجاز الوحدة الوطنية

بيان صادر عن حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح- لبنان

فتح ميديا - لبنان

يذكِّرنا هذا الموعد المشؤوم الذي أعطى فيه وزير الخارجية البريطاني الصهيونيِّ الانتماء بلفور وعداً ظالماً لليهود. بإقامة دولة يهودية لهم على أرض فلسطين، وتعهَّد بمساعدة بريطانيا التي أصبحت فيما بعد دولة الإنتداب على فلسطين، وهذا ما سهَّل لبريطانيا تقديم الدعم المطلق سياسياً وعسكرياً، وإزالة العقبات القائمة من أمام وصول المهاجرين اليهود من مختلف دول العالم إلى أرض فلسطين التي يسكنها أهلها الفلسطينيون منذ آلاف السنين، والتي سكنها أجدادهم الكنعانيون واليبوسيون قبلهم.

لقد مارست بريطانيا ومعها الدول الأوروبية ضغوطات هائلة على السلطان عبد الحميد السلطان العثماني الذي سبق له أن رفض الاستيطان اليهودي الصهيوني في فلسطين، وقال قولته المشهورة: "إنني لا أستطيع التخلي عن شبر واحد من فلسطين لأنها ليست مُلكَ يميني بل مُلك شعبي، لقد ناضل شعبي في سبيل هذه الأرض ورواها بدمه". لقد جاء هذا الوعد الذي أعطى فيه من لا يملك لمن لا يستحق الحقَّ في إقامة دولةٍ لشذاذ الآفاق على أرض فلسطين، ولتكونَ هذه الدولة الصهيونية الذراعَ العسكرية للإستعمار الغربي في المنطقة. وأصبح دور هذا الكيان العنصري تهديدَ الأمن والاستقرار، وممارسة الإجرام وإرتكاب المجازر، والسعي الدائم إلى إبادة الشعب الفلسطيني، وتصفية القضية الفلسطينية، وتحوّل هذا الكيان الاسرائيلي إلى مستودع لترسانات الأسلحة النووية، والطائرات الحربية المتطورة على اختلافها. كما أنه ثبت بالملموس تعطيل أي شكل من أشكال الوحدة العربية، أو أي تطور ونمو للمجتمع العربي.

لقد دفع الشعب الفلسطيني أثماناً باهظة بسبب هذا الوعد التآمري على مصيره، فكان التشرد والنكبة منذ العام 1948، وكانت المجازرُ والمذابح، وكان الاسيتطانُ والتهويد، وكان القمعُ والتنكيل, وكانت المعتقلاتُ والزنازين، وكان العذابُ والألم والحرمان، ومازال شعبنا يخضع لأبشع الاجراءات التعسفية العنصرية. رغم ما سبق إلا أنّ الأصالة الوطنية المتجذِّرة في أعماق ووجدان الشعب الفلسطيني مكَّنته من مواصلة مقاومته للإحتلال الإسرائيلي، وتصديه لكل محاولات الإقتلاع، والإلغاء، والتهجير والتصفية، وما زال الصراع متصاعداً في مختلف المجالات من أجل  تثبيت الحقوق الوطنية، ومن أجل تقرير المصير بما في ذلك حق العودة إستناداً إلى القرار الأممي 194، وحق إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

إنّ كلّ تداعيات وعد بلفور  ومفاعيله على واقع الشعب الفلسطيني لن يثنيه عن بذل الجهود المتواصلة من أجل تحقيق المصالحة الوطنية، وإنجاز الوحدة الوطنية الشاملة على أساس برنامج سياسي واضح ينالُ الإجماعَ الفلسطيني، ويلبي الطموحات والأهداف الفلسطينية. كما أنَّ إصرار القيادة الفلسطينية بشخص الرئيس أبو مازن على تقديم الطلب الفلسطيني لنيل الإعتراف الكامل بالدولة الفلسطينية على الأراضي المحتلة في الرابع من حزيران العام 1967 هو مؤشَّر مهم على طريق مواصلة الجهود السياسية والدبلوماسية لكسب الإعتراف الدولي رغم الضغوطات والتهديدات  التي عبَّرت عنها الولايات المتحدة والكيان الإسرائيلي.

لقد جاء إعتراف منطمة اليونسكو بالدولة الفلسطينية عضواً كامل العضوية بأغلبية (107) أصوات مقابل إعتراض (14) دولة، جاء هذا الحدث صرخة قوية بوجه أعداء شعبنا، كما أنَّ هذا الحدث سيشكل خطوة مهمة على طريق نيل الاعتراف الكامل بالدولة الفلسطينية في الأمم المتحدة.

نؤكد مجدداً بأن شعبنا الفلسطينين سيظل متمسكاً بحقوقه الوطنية، وبثوابته الوطنية مهما طال الزمن، ومهما اشتدت المعاناة. وفي هذه المناسبة نتوجه بالتحية والتقدير إلى الأخوة الأسرى المحررين، ونحيي بكل إعتزاز الأسرى الأبطال الذين ما زالوا يكابدون الألم والعذاب في السجون والزنازين.

التحية إلى الشهداء الأكرم منَّا جميعاً ، وإلى ذويهم الصابرين.

التحية إلى أبناء شعبنا الفلسطيني في الداخل وفي الشتات

وإنها لثورة حتى النصر

 

حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح

مفوضية الإعلام والثقافة/ لبنان

2 /11/2011ر