بسم الله الرحمن الرحيم
(مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا)، صدق الله العظيم.
بقلوبٍ مؤمنةٍ بقضاء الله وقدره، وببالغِ الحزنِ والأسى، ينعى إعلام حركة "فتح" - إقليم لبنان المناضل الوطني الكبير محمود بكر حجازي (أبو بكر حجازي)، أول أسير في الثورة الفلسطينية المعاصرة، الذي وافته المنية في مدينة رام الله، اليوم الاثنين ٢٢-٣-٢٠٢١، بعد مسيرةٍ نضاليةٍ مشرّفةٍ حافلةٍ بعظيم العطاء والتضحيات.
يترجّل اليوم مناضل وطني كبير أفنى جُلّ حياته في الدفاع عن عدالة قضيّتنا الوطنية وحقوق شعبنا المشروعة والنضال من أجل الحرية والاستقلال، فكان من أوائل من التحقوا بصفوف الثورة الفلسطينية منذ انطلاقتها إيمانًا بنبل أهدافها، وهو أول من وُجّهَت إليه تهمة الانتماء لحركة "فتح" أثناء اعتقاله في ١٨-١-١٩٦٥، ليكون بذلك أول أسير فلسطيني في تاريخ الثورة الفلسطينية المعاصرة.
حُكِمَ عليه آنذاك بالإعدام، ولكنَّ الحكم لم يُنفَّذ، ليُفرجَ عنه لاحقًا في عملية التبادل التي جرت في رأس الناقورة بين حكومة الاحتلال الإسرائيلي وحركة "فتح" في ٢٨-١-١٩٧١.
توجّه بعدها المناضل الكبير محمود بكر حجازي إلى لبنان، حيثُ تقدّم الصفوف في معارك الثورة الفلسطينية والدفاع عن القرار الوطني المستقل، ومن ثُم عاد إلى أرض الوطن عام ١٩٩٤، مواصلاً عمله الوطني بهمة واقتدار.
وتقديرًا لعظيم تضحياته وعطائه الوطني الكبير، منح رئيس دولة فلسطين سيادة الرئيس محمود عبّاس اللواء متقاعد محمود بكر حجازي وسامَ نجمة الشرف العسكري.
وفي هذه المناسبة الأليمة، ندعو المولى عزَّ وجلَّ أن يتغمَّدَ فقيدنا بواسع رحمته، ويُلهم عائلته ورفاق دربه الصبر والسلوان، ويشمله بعظيم عفوه ومغفرته ورضوانه، ويسكنه فسيح جنّاته مع النّبيّين والصّدِّيقين والشُّهداء والصّالحين وحَسُنَ أُولئك رَفيقا.
عهدًا لشهيدنا البطل أن نمضي على طريق الثورة الذي تعمَّد بدماء الشهداء وعذابات الأسرى والجرحى، حتى يتحقّق حلم شعبنا بالحُرية والنصر وإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار
وإنّها لثورةٌ حتّى النّصر والعودة
إعلام حركة "فتح" - إقليم لبنان
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها