كما يقول القانون (الاعتراف سيد الأدلة)، فقد جاء الاعتراف من الخارجية الأميركية في عهد الرئيس جو بايدن بأسرع من توقعات المحللين السياسيين، بأن القيادة الفلسطينية لم تتنازل أمام العقوبات التي فرضتها أميركا ترامب، وهي العقوبات التي طالت كل مفردات حياة شعبنا الفلسطيني ومن بينها المساعدات التي كانت تقدمها الولايات المتحدة لشعبنا، والمساعدات التي كانت تقدمها للأونروا التي تساعد اللاجئين الفلسطينيين، والمساعدات التي كانت تقدمها لمشافي القدس، بالإضافة إلى عناصر الهجوم الأخرى ضمن أسوأ الصفقات التي شهدها العصر، حيث  انحازت أميركا بنوع من الجنون الذي يسيء لسمعتها ودورها العالمي، فغضت الطرف عن الاستيطان غير الشرعي وفقا لقرار مجلس الأمن رقم 2334، وتصرفت بحقوق الفلسطينيين في القدس وكل أرضهم، كما لو أن هذه القدس مجهولة الهوية أو أن هذه الأرض الفلسطينية التي يعيش فيها شعبها منذ أكثر من ستة آلاف سنة مجهولة الأصل والمآل.

اعتراف الخارجية الأميركية هو وسام كبير وتاريخي على صدر القيادة الفلسطينية الشرعية، التي قالت "لا" كبيرة في وجة صفقة القرن، ولكنها قدمت البديل، مؤتمر دولي للسلام، وقالت "لا" كبيرة للانقسام وكل المشاركين فيه بالخفاء أو على المكشوف، ولكنها قدمت البديل يجعل الطريق سالكا نحو المصالحة الوطنية على قاعدة المشاركة الكاملة وبناء النظام السياسي على أسس متينة.

بعد أيام يحل موعد اللقاء والحوار الفلسطيني في القاهرة، إخوتنا المصريون يعرفون القضية من البداية للنهاية، من "طقطق إلى السلام عليكم"، ولذلك سيكون الحوار مكثفًا وناجزًا، فلا مجال للنكوص إلى الخلف وابتداع أنواع جديدة من إهدار الوقت، و"شدي حيلك يا بلد"، شد حيلك، فالقلوب والعقول مفتوحة للانجاز، وإن شاء الله، سيرى العالم حوارات جادة في القاهرة، واجراءات جادة في الانتخابات، جاء أوان الفرحة والفرح وثمة شعب يستحق كل ما يطالب به.