خاص إعلام حركة "فتح" في لبنان|

أثارت بعض الأخبار التي تداولتها وسائل إعلامية اليوم الجمعة عن تسجيل عدد كبير جدًا من الإصابات بفيروس "كورونا" في صفوف اللاجئين الفلسطينيين في لبنان مخاوف وتساؤلات عدة. وللوقوف على مدى صحة ما يُشاع كان لإعلام حركة "فتح" في لبنان لقاء مع كل من مدير عام مستشفى الشهيد د.محمود الهمشري في صيدا د.رياض أبو العينين ومسؤول قسم الصحة في وكالة "الأونروا" في لبنان د.عبد الحكيم شناعة. 

 

د.أبو العينين: لا صحة لما يُشاع من أرقام مبالَغ فيها

أكّد مدير عام مستشفى الشهيد د.محمود الهمشري في صيدا، التابع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، د.رياض أبو العينين أنَّ ما تتناقله بعض وسائل الإعلام عن عدد المصابين بفيروس "كورونا" في مخيمات لبنان، وبخاصة عين الحلوة، هي أرقام مبالَغٌ فيها بشكل كبير، مُشدّدًا على أنَّ الجهة المخوَّلة بإعلان عدد الإصابات المسجلة في صفوف أبناء شعبنا هي وكالة "الأونروا" بحكم وجود آلية بينها وبين وزارة الصحة لإحصاء عدد المصابين والمتعافين. 

وأوضح في تصريح خاص لـ"قناة فتح" أنّ الآلية تقوم على إدخال بيانات كل حالة إيجابية تُسجَّل من خلال فحص "كورونا" الذي يجريه طاقم المستشفى داخل وخارج المخيّمات وذلك ضمن نظام آلي معتمَد من وزارة الصحة اللبنانية، مؤكّدًا أنَّ آلية الإحصاء تتّسم بالدقة الشديدة وأن عدم التبليغ عن أي مصاب يعرض الجهة التي أجرت الفحوصات لمسؤولية كبيرة.

وقال: "لا نقلل من خطورة الفيروس إلا أنَّ الأرقام المتداولة مبالَغٌ فيها، وغير واضح ما هو المغزى السياسي من ذلك. صحيح أنه في السابق كان هناك بعض عدم الالتزام من شعبنا، لكن في المرحلة الحالية هناك التزام شبه تام من أبناء شعبنا وإغلاق لمعظم المحال التجارية داخل المخيمات، وانخفاض ملحوظ لعدد المناسبات الاجتماعية، والتزام لا بأس به بارتداء الكمامات. أما الارتفاع الذي نشهده في عدد الإصابات فهو انعكاس طبيعي لارتفاع عدد المصابين على مستوى لبنان، فشعبنا جزء لا يتجزأ من النسيج اللبناني".

 وتابع د.أبو العينين: "نتيجة الضغط الواقع على وزارة الصحة اللبنانية، تم تكليفنا بإجراء حملات الفحوصات لأبناء شعبنا الفلسطيني في مختلف المناطق اللبنانية، ونحن اليوم نعمل بالتعاون مع "الأونروا" وبالتنسيق التام مع وزارة الصحة، وهناك متابعة كاملة لجميع الحالات المصابة. كما أنشأنا ثلاث غرف عزل خارج مستشفى د.محمود الهمشري، نعالج فيها المرضى، لعدم وجود أسرة في المستشفيات الخاصة لاستقبال مرضى "كورونا". وبالتعاون مع سفارة دولة فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية وسعادة السفير أشرف دبور، نكثّف جهودنا لتجهيز الطابق الخامس من مستشفى الهمشري لاستقبال المصابين بـ"كورونا"، وخلال الأيام القليلة المقبلة سنكون جاهزين لاستقبال المرضى، وهناك تواصل دائم مع سعادة السفير دبور بهذا الخصوص".

وختم د.رياض أبو العينين حديثه داعيًا أبناء شعبنا في أماكن وجودهم كافةً للالتزام بالإجراءات الوقائية من الفيروس، حمايةً لأنفسهم وعائلاتهم ومجتمعهم.

 

د.شناعة: ندعو لاستقاء المعلومات المتعلقة بإصابات "كورونا" في صفوف شعبنا من نشرات "الأونروا"

  أوضح مسؤول قسم الصحة في وكالة "الأونروا" في لبنان د.عبد الحكيم شناعة أنَّ إجمالي عدد الإصابات بالفيروس في صفوف اللاجئين الفلسطينيين في لبنان بلغ منذ بداية انتشار الفيروس ١٣٦٩ حالةً، أما عدد الحالات النشطة فعليًا اليوم فيبلغ ٤٣٢ حالة، من بينهم ٧٤ مريضًا في مخيّمي عين الحلوة والمية ومية و٨١ خارج المخيمات على مستوى منطقة صيدا. 

وأوضح د.شناعة في تصريح خاص لـ"قناة فتح" أنَّ دائرة الصحة لدى "الأونروا" شكلت فرق عمل في كل منطقة تتألف من أطباء وممرضين وفريق مساعد لمتابعة الحالات المصابة بشكل يومي وحسب الحاجة، وتلقي اتصالات من المحجورين، والعمل على توفير ما أمكن من أدوية موجودة في العيادات.

وأشار إلى أنَّ "الأونروا" لديها عقود مع بعض المختبرات لإجراء الفحوصات في حال تعذر إجراء الفحوصات عبر وزارة الصحة اللبنانية والهلال الأحمر لمن يحتاج إليها لافتًا إلى أن الفحوصات حاليًا تستهدف المخالطين الذين تظهر عليهم الأعراض فقط بسبب ضغط الأعداد وعدم القدرة على مواصلة الفحوصات العشوائية، إلى جانب عقود أبرمت مع المستشفيات الحكومية في جميع المناطق وأخرى يجري العمل لإبرامها مع مستشفيات خاصة تقدّم أيضًا خدمة علاج فيروس "كورونا".

وحول الأماكن التي خصصتها "الأونروا" للحجر قال: "خصصنا مركز سبلين الذي يتسع لنحو ١٠٠ مريض، ونحن في طور استكمال مركز العزل في مدرسة السموع في عين الحلوة الذي سنفتحه في حال الحاجة إليه، حيثُ أنَّ النسبة الموجودة في مركز العزل في سبلين ما تزال ضئيلة جدًا لذا ندعو المصابين غير القادرين على حماية أنفسهم للتوجه إلى هناك حماية لنفسهم وعائلاتهم ومجتمعهم. ونشكر جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني على تقديم مستشفى الشهيد ياسر عرفات في مخيم البص ليكون أيضًا مركزًا للعزل، وقد تم الانتهاء من تأهيله ونحن بصدد توفير كادر طبي له".

ولفت إلى أنَّ حملات التوعية لم تتوقف أبدًا في المجتمع الفلسطيني بالتعاون بين "الأونروا" وشركائها لأنّها ضرورية لتقليل عدد الإصابات داخل المجتمع الفلسطيني وللحد من انتشار الفيروس. 

وشدّد على ضرورة عدم الأخذ بالأرقام المبالغ فيها التي يروج لها البعض، ونوه إلى أنَّ "الأونروا" تُصدر نشرات بشكل دائم حول الإرشادات الضرورية والمعلومات الصحيحة حول عدد الإصابات وأماكن توزعها، داعيًا وسائل الإعلام وجميع الجهات لاستقاء المعلومات المتعلقة بعدد الإصابات في صفوف اللاجئين الفلسطينيين من بيانات ونشرات "الأونروا"، لأنها الجهة المخولة بذلك، ولأنها تقدم المعلومات الصحيحة والواقعية دون مبالغة ولا تكتم، موضحًا أنَّ آلية العمل والتنسيق بين "الأونروا" ووزارة الصحة والمختبرات تتسم بدقة عالية وترابط وتبادل معلومات بشكل يومي بحيث أنَّ أي مريض يتوجه لإجراء فحص وتكون نتيجته إيجابية يتم الإبلاغ عنه لوزارة الصحة و"الأونروا" وبالتالي تسجيل بياناته، وهناك اجتماع قريب مع لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني لمزيد من التنسيق والدقة.

 

"الأونروا" في لبنان: ٤٣٢ حالة نشطة بفيروس "كورونا" بين اللاجئين الفلسطينيين

  أعلنت وكالة "الأونروا" في لبنان أنَّ هناك ٤٣٢ حالة نشطة مصابة بفيروس "كورونا" في أوساط اللاجئين الفلسطينيين داخل المخيمات وخارجها.

وأكدت الوكالة، في بيان لها، اليوم الجمعة، أنَّ الأرقام التي تنشرها مبنية على أحدث الإحصاءات ونتائج الفحوصات التي تتم بالتنسيق الكامل والوثيق مع وزارة الصحة العامة في لبنان.

ودعت الوكالة إلى استقاء المعلومات من مصادرها، والامتناع عن نشر أي أرقام مغلوطة وغير دقيقة تجنُّبًا لأي لغط.

وأوضح البيان أنّ إجمالي الإصابات بالفيروس في صفوف اللاجئين الفلسطينيين في لبنان بلغ منذ شباط الماضي ١٣٦٩ وعدد الوفيات ٣٨ حالة، بينما بلغ عدد المتعافين ٨٩٩ حالة.

 

#إعلام_حركة_فتح_لبنان