على خلفية الأحداث والمواقف القسرية التي يتخذها الرئيس الأميركي الجمهوري دونالد ترامب، أصبح هذا السؤال مطروحًا بقوة في الولايات المتحدة الأميركية التي زادت فيها سخونة السجالات إلى درجة الخطورة، حتى أن اثنين من كبريات الصحف الاميركية وهما صحيفة إتلانتك وصحيفة نيويورك تايمز طرحتا هذا السؤال المخيف في عناوينها وتحليلاتها السياسية الرئيسية، والمحرك الأكبر لهذا السؤال، هو أن الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب رفض الإقرار بأنه إذا فشل في الانتخابات الرئاسية الأميركية التي ستجرى في الثالث من نوفمبر القادم، فلن يقوم بتسليم السلطة سلميًا إلى الرئيس الفائز في الانتخابات واستهداف خطير للديمقراطية الأميركية بل نسف لها من أساسها.

بطبيعة الحال، فإن دونالد ترامب خائف إلى درجة الهستيريا من السقوط بالانتخابات الرئاسية التي لم يبقَ أمامها سوى شهر واحد تقريبا، وهو يدعي أن التصويت في هذه الانتخابات عبر البريد قد يحمل في طياته قدرًا كبيرًا من التزوير بل أنه يدعي إنه إذا حصل التصويت عبر البريد قد يجعل نتيجة الانتخابات تستغرق شهورًا حتى يتم إعلانها، وطبعا هناك إجماع في أميركا أن هذا الادعاء ليس له  أساس، وأن البريد الأميركي ليس فاقدا للمراقبة، ولكنه الأساس الذي ينطلق منه دونالد ترامب، إنه خائف إلى حد الهستيريا من إمكانية السقوط وبالتالي خروجه من البيت الأبيض، وهناك معلومات مؤكدة أنه سيذهب عندها إلى الجحيم الذي  ينتظره، نتيجة أكاذيبه الكثيرة، وسجله المالي غير النظيف، وعلاقاته النسائية التي دفع الملايين للتغطية عليها عن طريق محاميه السابق كوهين الذي يتشوق ليكشف الكثير، بالإضافة إلى تورطه في معاداة العالم، وعلى رأسها معاداته للشعب الفلسطيني، ودخوله طرفًا رئيسيًا في الأمر بالتطبيع مع بعض الدول العربية، كما رأينا في حالة دولة الإمارات ودولة البحرين اللتين ارتميتا تحت أقدامه بِشكلٍ مفجع دون أي فائدة تذكر سوى الخنوع للخيانة وانهيار الذات العربية والإسلامية وأقصد بهما دولتي الإمارات والبحرين.

المهم أن عقل دونالد ترامب الذي يعاني من خلل كبير، دفعه وسيدفعه إلى مزيد من الأخطاء المتوحشة، الأمر الذي جعل القيادة الفلسطينية لا ترضى بأي دور منفرد لأميركا في حل القضية وهذا ما أكد عليه السيد الرئيس ورأس شرعيتنا الفلسطينية في كلمته العميقة بمناسبة الذكرى الخامسة والسبعين لتأسيس الأمم المتحدة وأن القيادة الفلسطينية ذات اليقين الأبيض متأكدة أن أي مشروع تآمري لن يمر، ولن ينجح من دون موافقة الشعب الفلسطيني، وأن الإضطراب العقلي والأخلاقي الذي يمارسه ترامب لن يكون له قيمة سوى إخراج أميركا من دورها الرئيسي الذي كانت تلعبه على الدوام، وهكذا، فإن متابعة التطورات داخل أميركا هذه الايام، أمر مهم ومليء بالإثارة، فتحت قيادة ترامب المضطربة فإن الاضطرابات كلها والاحتمالات واردة كلها بما فيها الحرب الأميركية الأهلية، مضطرب عقليًا يقود أميركا فماذا نتوقع سوى الكوارث؟؟