أكد حزب "سيريزا" اليوناني موقفه الثابت من الحل العادل للقضية الفلسطينية الذي يجب أن يستند للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، على أساس حل دولتين قابلتين للحياة تتعايشان بسلام وسلم مع الاعتراف الكامل بدولة فلسطين على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وأكد سكرتير الحزب ديمتريس تزاناكوبولوس خلال لقائه سفير دولة فلسطين لدى اليونان مروان طوباسي، أن الحزب أدان بشدة مشروع صفقة ترمب "رؤية من أجل السلام" الذي ينص على ضم الأراضي الفلسطينية المحتلة من قبل إسرائيل وتداعياتها الجارية.
وأشار إلى أن تحالف سيريزا التقدمي، منذ اللحظة الأولى، أدان هذه الخطة، التي تنتهك القانون الدولي وتتعارض مع عدد من قرارات الأمم المتحدة بشأن القضية الفلسطينية، وتهدد السلام والاستقرار في المنطقة.
وجرى خلال اللقاء التأكيد على علاقات الصداقة والتقدير المتبادلين بين الجانبين، وكذلك مشاعر التضامن التاريخية المتبادلة بين الشعبين.
وتطرق الحزب إلى عدد من الإجراءات التي اتخذتها حكومة سيريزا السابقة اثناء توليها الحكم، فيما يتعلق بالعلاقات بين اليونان وفلسطين، خاصة اتخاذ قرار البرلمان اليوناني بالإجماع في عام 2015، للاعتراف بدولة فلسطين.
وأعرب الحزب عن القلق لأن حكومة ميتسوتاكيس الحالية، كما يبدو، تنتقل ضمنيا من المواقف الثابتة للسياسة الخارجية اليونانية، وهو ما تدل عليه الزيارة الرسمية لرئيس الوزراء اليوناني إلى إسرائيل، والتي لم تتم الإشارة فيها إلى الاحتلال وحل القضية الفلسطينية أو زيارة فلسطين من جانبه، كذلك فقد تم التأكيد أن تحالف حزب سيريزا التقدمي لن يقبل ولن يسمح بحدوث أي تحول بالسياسة التقليدية الرسمية للحكومة اليونانية بشأن القضية الفلسطينية.
واتفق السفير طوباسي ووفد حزب سيريزا، على ضرورة وأهمية العمل من أجل تعبئة المجتمع الدولي، وخاصة الاتحاد الأوروبي، لاستئناف محادثات سلام جادة ترعاها الأمم المتحدة والرباعية الدولية لإيجاد حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية من خلال عقد موتمر دولي للسلام بالشرق الأوسط يستند الي مقررات الشرعية الدولية ويفضي الى انهاء الاحتلال والاستيطان وإقامة الدولة وحل قضية الاجئين.
من جهته، وضع السفير طوباسي سكرتير وأعضاء الحزب بصورة التطورات السياسية والمحاولات الأميركية الإسرائيلية الجارية التي تخدم مشروع الحركة الصهيونية الاستيطاني في تصفية القضية الفلسطينية، وجر بعض الدول إلى اتفاقيات ثنائية مع دولة الاحتلال تحت ضغط سياسة الهيمنة والابتزاز الأميركي من أجل ضرب الإجماع العربي والشرعية الدولية والضغط على القيادة الفلسطينية للقبول بصفقة القرن المشبوهة استمرارا في محاولات بناء ما يسمى بالشرق الأوسط الجديد الذي تنتهك فيه حقوق الشعوب ومبداء حق تقرير مصيرها .
وأشار طوباسي الى ضرورة حل قضايا الخلاف الناشئة في شرق المتوسط التي تغذيها الإدارة الأميركية ودولة الاحتلال بين الجيران، وفق مبداء الحوار والمفاوضات السلمية سندا للقانون الدولي واتفاقية هيئة الامم المتحدة الدولية لقانون البحار بما يضمن الاستقرار والامن والسلم الدوليين لكافة شعوب المنطقة، بعيدا عن مصالح السياسة الخارجية للإدارة الأميركية التي تسعى للسيطرة على مصادر الطاقة ومستوى الامن العسكري بالمنطقة وتفوق إسرائيل كذراع استعماري.
وأكد الطرفان ضرورة استمرار التشاور بين السفارة والحزب بما يعزز العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين فلسطين واليونان والاتفاق على الاستمرار في العمل والتعاون المشترك وتوسيعه ليشمل المسارات الجماهيرية والإعلامية والبرلمانية والبلديات بما يخدم قضايا الحرية وحقوق الإنسان وإنهاء الاحتلال.
وأعرب السفير طوباسي عن شكره باسم الشعب الفلسطيني وممثله الشرعي منظمة التحرير الفلسطينية، لحزب سيريزا التحالف التقدمي على مواقفه الثابته ودوره اليوناني وبالبرلمان واليسار الأوروبي أيضا في مساندة حقوق الشعب الفلسطيني، مطالبا الحزب بمواقف تتسم بجذرية اكبر بما يتعلق باوجه التعاون مع إسرائيل كقوة قائمة بالاحتلال ودولة تمييز عنصري وضرورة العمل من أجل فرض العقوبات عليها.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها