أعلنت شركة إنفيديا (Nvidia) يوم الأحد الماضي عن شراء شركة (ARM) لصناعة أشباه الموصلات من سوفت بانك مقابل 40 مليار دولار، وستعمل (ARM) كقسم من إنفيديا، وسيظل مقرها الرئيسي في المملكة المتحدة.
اشتهرت شركة (Arm) بتصميمها الهندسة المعمارية المستخدمة في المعالجات في العديد من الهواتف المحمولة، منها: معالجات (Qualcomm) المستخدمة في معظم هواتف أندرويد، بالإضافة إلى معالجات هواتف آيفون من آبل، كما تخطط آبل أيضًا للانتقال من معالجات إنتل في حواسيب ماك إلى معالجات خاصة بها قائمة على معمارية ARM.
مما يجعلنا نطرح سؤالًا: كيف سيؤثر شراء إنفيديا لشركة ARM في مستقبل صناعة الهواتف الذكية؟
ماهي تفاصيل عملية استحواذ إنفيديا على شركة ARM؟
حتى الآن عملية الشراء في انتظار الموافقة التنظيمية في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي والصين التي قد تستغرق 18 شهرًا، ستدفع بموجبه شركة إنفيديا 12 مليار دولار نقدًا لشركة سوفت بانك، و 21.5 مليار دولار في شكل أسهم في شركة إنفيديا، بينما يتوزع المبلغ المتبقي في الأرباح المستقبلية وحقوق الملكية الفكرية.
وستستمر شركتا ARM و Nvidia في العمل بشكل مستقل تمامًا، حيث ستحتفظ ARM باستقلاليتها التشغيلية، بمعنى أنها ستستمر في العمل كشركة فرعية بدلاً من دمجها في شركة Nvidia بشكل عام، حيث ستظل أعمال الترخيص الأساسية للشركة كما هي، ويمكن للعديد من الشركاء الذين يقومون حاليًا باستخدام ترخيص تقنية ARM مثل: آبل وسامسونج وكوالكوم الاستمرار في القيام بذلك.
إذًا، ماذا يعني هذا بالنسبة للهواتف الذكية في المستقبل؟
صُممت جميع معالجات الهواتف الذكية الحالية باستخدام تقنية ARM وتقنيات أخرى، لذلك فإن لهذه الصفقة آثار كبيرة على معالجات الأجهزة المحمولة في المستقبل، حيث تشمل قائمة عملاء ARM شركات كبرى، مثل: آبل وكوالكوم وسامسونج، ونظرًا إلى أن وضع ARM سيظل دون تغيير، يمكن لهذه الشركات الاستمرار في الوصول إلى تصميمات المكونات الحالية والمستقبلية من تقنية ARM، بالإضافة إلى تراخيص الهندسة الخاصة بها.
ولكن الأمر الأكثر إثارة للاهتمام هو أن شركة Nvidia ستكتسب موطئ قدم رئيسيًا في سوق معالجات الحواسيب، ومع قيام شركة آبل بالتبديل إلى معالجات معمارية ARM في حواسيب ماك القادمة، بالإضافة إلى النمو المطرد لنظام التشغيل ويندوز، فإن شركة Nvidia ستكون منافسًا بارزًا لشركات تصنيع معالجات الحواسيب الشخصية، مثل: Intel و AMD مما يجعل توقيت الصفقة مناسبًا جدًا.
حيث تشتهر شركة Nvidia بمعالجات الرسومات الخاصة بها، ومن ثم فإن السؤال المطروح من مستخدمي الأجهزة المحمولة: هل سنرى هواتف ذكية ستعمل بوحدات معالجة الرسومات الخاصة بالشركة؟
ربما رؤية هذا الأمر في الوقت الحالي صعبة بعض الشيء؛ لأن الشركاء البارزين لشركة ARM لديهم حلولهم الخاصة بالفعل، فشركة كوالكوم لديها فريق خاص يعمل على تطوير معالجات الرسومات الخاصة بها، بينما شركة سامسونج لديها صفقة مع شركة AMD لتزويدها بمعالجات الرسومات لعدة سنوات قادمة.
لذلك لا يوجد شريك واضح وقوي للغاية في مجال تصنيع الهواتف الذكية يمكن له أن يسعى إلى دمج معالج الرسومات التابع له مع معالجات شركة Nvidia في الوقت الحالي، لذا سنضطر قليلًا إلى الانتظار ورؤية ما ستقدمه شركة Nvidia في السنوات القادمة بعد شرائها لشركة ARM، وكيف ستتعامل شركات تصنيع الهواتف الذكية مع الأمر؟
تشتهر شركة إنفيديا بمعالجات الرسومات التي تشغل ألعاب الفيديو، لكنها دخلت أسواقًا أخرى مثل: الذكاء الاصطناعي، والسيارات الذاتية القيادة، ومراكز البيانات.
لذلك نجد أن اهتمام شركة Nvidia بشراء شركة ARM بسبب تأثير ARM الحالي وإمكاناتها الإضافية لتشغيل أجهزة إنترنت الأشياء، حيث تريد Nvidia الاستفادة من نظام شركة ARM ودمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في المعالجات المستخدمة في هذه الصناعة التي تنمو بشكل كبير.
بالطبع، هذه الخطوة ستكون على المدى الطويل، ولكن في الوقت الحالي سيتعين على Nvidia الموازنة بين توقعات عملاء ARM الحاليين، مع سعيها للاستحواذ على سوق الذكاء الاصطناعي في المستقبل، ولكن قد لا تكون هذه مهمة سهلة إذا قرر العملاء الحاليون إعادة تقييم خياراتهم في ضوء عملية الشراء هذه.
المصدر
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها