"لا للتنازلات.. لا للتطبيع.. فلسطين دولة عربية وعاصمتها القدس"، تحت هذه المبادئ والشعارات، تواصلت اليوم الإثنين، الحملة الشعبية الكويتية الرافضة للتطبيع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي.
وتناغمت هذه الحملة الشعبية مع الموقف الرسمي الكويتي الرافض لإقامة علاقات مع إسرائيل، وتشاركت فيها كل فئات المجتمع وطوائفه، في رد فعل حماسي صادق ومتسق مع الشخصية الكويتية الوطنية.
وأعلنت شخصيات نسائية كويتية رفضها للتطبيع، وأعربن عن موقفهن الداعم والمؤيد للموقف الكويتي الرسمي والشعبي الثابت والواضح ضد التطبيع مع دولة الاحتلال.
وشددت الناشطات في تصريحات لـ"القبس" الكويتية على ضرورة تدعيم الموقف ضد التطبيع من خلال حراك إعلامي قوي وواضح.
وقالت رئيسة الجمعية الثقافية الاجتماعية النسائية لولوة الملا: إن قضية فلسطين هي قضية العرب الأولى، وإننا في الكويت حكومة وشعبا نؤكد دعمنا الكامل لحق الشعب الفلسطيني المرابط في مقاومة ومحاربة هذا المحتل.
وأضافت «نرفض كل أشكال التطبيع مع دولة الاحتلال الغاصب للأراضي الفلسطينية والعربية وندعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني بما في ذلك عودة اللاجئين وإقامة دولة مستقلة وعاصمتها القدس الشريف»، مستدركة، بالقول: «نشيد ونثمن موقف الكويت الرسمي والشعبي والصامد ضد التطبيع والانجراف وراء الضغوط الإقليمية والدولية».
وأشارت المُلا الى أن هذا التطبيع يشكل طعنة في ظهر الشعب الفلسطيني والعربي وفِي ظهر القضية الفلسطينية العادلة، مشددة على التمسك بموقفنا الرسمي والشعبي والقومي الراسخ ضد دولة الاحتلال، والكويت لن تتخلى عن نهجها المعهود في عدم التطبيع.
من جانبها، قالت أستاذة الفلسفة في جامعة الكويت د.شيخة الجاسم إن الكويت صاحبة موقف مبدئي من القضية الفلسطينية، وإنها رفضت التعامل مع دولة الاحتلال، واحتضنت القيادات الفلسطينية وقدمت المساعدات للشعب الفلسطيني.
وأضافت: أن القرار الكويتي ثابت ونابع من إدراك الكويت وشعبها بجميع أجياله لما تعرض له الفلسطينيون من تهجير وغدر وظلم، لافتة إلى أن كل ما يفعله الإعلام الإسرائيلي لن يتسلل للموقف الكويتي طالما كان موقف القيادة صلباً واضحاً كما عهدناه.
بدورها، قالت الناشطة الحقوقية الأستاذة في جامعة الكويت د.إبتهال الخطيب إن موقف الكويت من التطبيع ثابت وراسخ وواضح منذ بداية الحراك ضد دولة الاحتلال، لافتة الى ان معظم حركات المقاومة التي انطلقت اقليمياً انطلقت من الكويت.
وأضافت: الكويت متفقة حكومة وشعبا تماما في هذا المجال، كما ان مقاومة التطبيع تأتي من الطرفين لذلك فالموقف ثابت وراسخ وقوي ويصعب اهتزازه وتغييره وهو ما نتمنى ألا يحدث ويبقى الموقف بالقوة والعمق ذاتهما ويبقى التواصل مع القضية واصحابها بالقوة ذاتها.
وحول كيفية تدعيم الموقف، قالت الخطيب: «اعتقد ان الحرب او الصراع او النضال في معظمه اعلامي، لذلك نحتاج اليوم الى أسلوب مختلف يتماشى مع الأساليب التقليدية في النضال وأهمها اُسلوب التأثير الاعلامي».
وأكدت ضرورة تدعيم الموقف ضد التطبيع من خلال حراك إعلامي قوي وواضح، وشددت على الحاجة الى حركة اعلامية منظمة قوية جدا تظهر حقيقة ما يتم داخليا، وتلقي الضوء على الأحداث التاريخية التي قادت إلى الوضع الحالي، مشيرة الى أن الناس مغيبون، وهناك نوع من البرمجة للعقليات الغربية لينظروا الى الأشخاص الفلسطينيين على انهم ارهابيون، فهناك برمجة حقيقية وواضحة اعلاميا في الدفع بالناس لاستقبال الفلسطينيين على انهم عنيفون وقتلة والصهاينة هم المظلومون او المضطهدون او الضحايا في هذا الصراع.
وأضافت: «الداخل ليس كافيا، فالصراع اليوم لا بد أن يكون عالمياً على كل الاصعدة وهذا لا يتم سوى اعلاميا».
من جانبها، قالت الناشطة الاجتماعية والسياسية والباحثة في الفكر الإسلامي د.خديجة المحميد: «بفضل الله تتشرّف الكويت دولة وشعباً برفض التطبيع مع الاحتلال الغاصب».
وأضافت: «ما بُني على باطل فسيبقى باطلاً، ولا يمكن القبول به مهما طال الزمن، وتبقى فلسطين وحق العودة اليها من قبل الفلسطنيين حقا مقدساً مهما تقادم الزمن، بقداسة كل شبر من أرض فلسطين الإسلامية».
ولفتت الى أن استعادة فلسطين واجب اسلامي رسالي عالي الوجوب والقداسة على جميع المسلمين بلا أي تنازل عن اي شبر منها، وبعيدا عن أي مساومة ذل وخنوع مع دولة الاحتلال.
وتابعت: «شعار السلام الذي يرفعه الاحتلال لاقرار وجوده العدواني في فلسطين شعار كاذب، فالسلام الحقيقي يجب ان يخرج المعتدون من جميع الاراضي الفلسطينية ليعودوا الى اوطانهم التي اتوا منها، ويرجع اهل الحق الفلسطينيون لبسط سيادتهم في اراضيهم ووطنهم فلسطين، فلا سلام واقعياً مع معتد وغاصب ومنتهك للحرمات المقدسة في القدس والمسجد الاقصى.
وفي السياق ذاته، رفعت نحو 30 جمعية نفع عام شعار «لا للتنازلات لا للتطبيع» مع دولة الاحتلال، مؤكدة أن «فلسطين عربية وعاصمتها القدس»، في رفض قاطع لأي مظهر من مظاهر التطبيع.
ووصفت الجمعيات في بيان تلقته القبس قضية فلسطين بأنها «قضية العرب الأولى»، مشيرة إلى أن الاحتلال لا يزال مستمراً في قمعه الإجرامي لأهلنا الصامدين في فلسطین، متنكراً للحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني، ومتجاهلاً القرارات الدولية المتصلة بالقدس الشريف وعودة اللاجئين.
وقالت «إننا كمجتمع مدني نعلن دعمنا الكامل لحق شعبنا الفلسطيني المرابط في مقاومة ومحاربة هذا المحتل بكل سبل المقاومة وأنواعها، والتصدي لكل الخطوات الداعمة لترسیة قواعد هذا المحتل ودعم جرائمه ووحشيته من قتل وتهجير وأسر وتشريد».
وأعلنت الجمعيات رفض «كل أشكال التطبيع مع دولة الاحتلال، مؤكدة أن «هذا التطبيع يشكّل طعنة في ظهر الشعبين الفلسطيني والعربي، وفي ظهر القضية الفلسطينية العادلة».
وذكرت أنه «لا سبيل أمامنا إلا دعم الحقوق الكاملة والمشروعة للشعب الفلسطيني، بما في ذلك عودة اللاجئين وإقامة دولة مستقلة وعاصمتها القدس»، مشيدة بـ«موقف الكويت حكومة وشعباً، الصامد ضد التطبيع والانجراف وراء الضغوط الإقليمية والدولية».
وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت د.عبد الله الشايجي إن موقف الكويت الرافض للتطبيع مع إسرائيل موقف مبدئي وثابت، كما أن دعم القضية الفلسطينية قديم، إذ سبق أن تأسست منظمة التحرير الفلسطينية في الكويت عام 1964 كما ولدت قيادات حركة حماس في الكويت وعاشت فيها.
وأضاف أن الكويت تبنت القضية في الأمم المتحدة ودافعت عنها حين تسلمت مقعدا غير دائم في مجلس الامن عامي 1978 و1979 كما دخلت الكويت في مواجهة مع أميركا حين حصلت على مقعد غير دائم عام 2018 ودافعت عن حماس والمقاومة وعطلت مشروع تصنيفها كحركة إرهابية.
ولفت إلى أنه لا دولة بها اجماع على دعم القضية أكثر من الكويت، وهو إجماع ينطلق من القيادة السياسية مرورا بالحكومة ومجلس الأمة والنخب المثقفة والسياسية والشعب الذي تبرع منذ الستينيات لدعم القضية، ولهذه الأسباب الكويت موقفها ثابت واخلاقي وديني رغم تهافت وهرولة المطبعين مؤخراً.
وأشار الشايجي إلى أن الاستخبارات الإسرائيلية قالت إن هناك دولتين خليجيتين ودولة عربية أفريقية مرشحة للانضمام إلى ركب التطبيع خلال الأشهر المقبلة ولكن هذا لن يثنينا عن موقفنا الداعم للقضية، مطالباً القادة العرب بضرورة الدعوة إلى اجتماع طارئ للجامعة العربية.
وذكر أن المبادرة العربية التي قدمت في قمة بيروت عام 2002، كانت تقوم على الانسحاب الكامل مقابل التطبيع الكامل وقيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، هذا أمر انتهى فبعدما كان المبدأ السلام مقابل الأرض اليوم نجد أن السلام مقابل السلام من دون أي مكاسب للقضية الفلسطينية ومن دون حقوق لهذا الشعب.
وبيَّن الشايجي أن موقف الكويت ينطبق عليه المثل الأميركي «وحيداً في القمة»، وعلينا ألا يضرنا قلة السالكين لطريق الحق، فهذا قدرنا في الكويت في وقت يهرول فيه الجميع نحو التطبيع، حتى بتنا نعيش أكازيوناً خاصاً بالتطبيع رغم توافر حكومة يمينية متطرفة وعنصرية في إسرائيل، وكذلك إدارة أميركية أكثر موالاة وداعماً للاحتلال، فمنذ عام 1994 لم يجرؤ أي رئيس أميركي على نقل السفارة الأميركية إلا ترامب الذي نقلها واعترف بالقدس والجولان وأعطاهم ضوءاً أخضر لضم %30 من أراضي الضفة ومقابل كل هذا التعنُّت والتطرف نكافئه نحن العرب بالتطبيع والهرولة.
وفي ما يخص ضغوط الإعلام الإسرائيلي وكيفية مواجهتها، قال الشايجي: إن مشكلتنا ليست مع الإعلام الإسرائيلي، وإنما مع الإعلام العربي المطبل والذباب الإلكتروني وما يشنونه على السوشيال ميديا من حملات. وأوضح أن أخطر ما نعيشه هو تراجع القضية الفلسطينية التي لم تعد قضية العرب المرجعية كما كان يردد في السابق، وإنما اليوم لا أحد ينظر لها. فقط.. تطبيع مقابل تطبيع من دون أي شيء آخر.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها