خليك بالبيت.. مستقبلك بين إيديك، بكل معنى الكلمة: إذا حافظت على نظافتهم بتحافظ على مستقبلك وحياتك بعون الله. لأول مرّة بتكون حياة الإنسان مربوطة بنظافته الشخصية لهاي الدرجة. والنظافة لحسن الحظ مش مكلفة ولا بدها مجهود أو وقت طويل: إغسل إيديك بالمية والصابون أو بالمعقّم لمدة ٣٠ ثانية، وتوكل على الله. بالمقابل إذا شعرت إنك ممكن تشكل خطر على غيرك لازم تنتبه، يعني ما تعطس بوجه صاحبك أو ابنك ولا تعطس بإيديك وبعدين تمسك الدرابزين أو الباب أو تسلم على غيرك. الحرص على النظافة هو أرخص وسيلة للوقاية من المرض. إنت مش مسؤول عن الباقي! خلّي كل شغلة لأصحابها: انت اقعد في بيتك وحافظ على نظافتك ونظافة أولادك وأهلك واعزل حالك عن الناس وارتاح. الباقي مش مسؤوليتك والحمد لله. حتى وانت نايم في ناس ما بناموا ولا بستريحوا حتى تظل سالم آمن معافى.
خليك بالبيت.. درهم وقاية خير من قنطار علاج. لكن ما تنسى إنه في ناس بسهروا وبوصلوا الليل بالنهار حتى البلد تجتاز محنتها. الأطباء والممرضات والممرضين وطواقم الإسعاف والطوارئ.. هدول جنود واقفين على متراس الدفاع عنك وعن أهلك. إنت نام وارتاح وتجنّب العدوى واترك الأشياء الصعبة عليهم. كل العاملين في القطاع الصحي معرضين للإصابة بالفيروس في أي لحظة، وما بقدروا يقولوا احنا رايحين على بيوتنا وعند أولادنا. لازم يظلوا مع المرضى، حتى لو كان هذا خطر على حياتهم. شغلهم مثل شغل الجنود في الحرب: ما بصير الجندي يطلع جبان ويترك موقعه ويبحث عن سلامته، ومش ممكن الطبيب أو الممرض يترك واجبه ويتخلى عن المرضى ويهرب..
خليك بالبيت.. مهمتك هي حماية نفسك وأهلك. ما بدنا الفيروس يصيبكم. كلما زادت حصانتا ضد العدوى أعطينا الأطباء والمستشفيات وقت كافي لتجهيز انفسهم والاستعداد على أكمل وجه لمواجهة الحالات الصعبة وعلاجها. إذا الناس ظلت دايرة بالشوارع وانتشر الفيروس بسرعة وزاد عدد المرضى هون بتكون الكارثة لا قدّر الله! شوف اللي صاير في أوروبا وأمريكا وقبلهم في الصين وغيرها. هاي دول غنية والطب فيها متقدّم جداً وعندهم مستشفيات ومعدّات متطورة لكن مش قادرين يسيطروا على الوضع. السبب هو هذا العدد الضخم من الناس اللي بتمرض كل يوم. تخيل كيف احنا لا سمح الله كان ممكن يكون وضعنا لولا التزام الناس بتطبيق إجراءات الحكومة السريعة بوقف الدراسة والعمل وكل النشاطات ودعوتها إلك انك تلزم بيتك. إحنا سلاحنا الأقوى هو الوقاية لإنه بلدنا ما فيها إمكانيات طبية هائلة وممكن ما تقدر تقوم بواجبها لو زاد عدد المرضى عن قدراتنا المحدودة.
خليك بالبيت.. أكيد في بين أهلك أو قرايبك طبيب أو طبيبة أو ممرض أو رجل إسعاف. فكر فيهم كويس! بتعرف إنه في ايطاليا صار ميت اكثر من خمسين طبيب بسبب إصابتهم بالفيروس أثناء عملهم؟ وبتعرف انه في آلاف المصابين من اللي بشتغلوا في المستشفيات من مختلف المهن والاختصاصات؟ مهنة الطب مش مهنة سهلة، وفي أوقات الوباء بتصير مثل المشي في حقل ألغام. عشان هيك حافظ على نفسك وخفّف الحمل عن الأطباء والمستشفيات.
خليك بالبيت.. هذا هو المطلوب منك. لكن لا سمح الله إذا تعرضت للعدوى بالفيروس أو أصابك أي مرض آخر واضطريت للذهاب لمستشفى لازم تتذكر إنه كل طاقم المستشفى هم اخوتك وخواتك، هدول موجودين لمساعدتك بدون ما يحملوك جميلة. لكن كمان احترمهم وقدّر جهودهم وتعبهم. ترى الطبيب إنسان مثله مثلك، ممكن يشعر بالتعب وممكن تطلع منه كلمة ناشفة، ومع ذلك أكيد بحب يسمع كلمة "شكراً" رغم إنه بقوم بواجبه. تذكر دوماً إنه الطبيب حليفك في معركتك ضد المرض. يعني لازم نتعاون ونستحمل بعض في هذا الوقت الصعب حتى نطلع سالمين بأقل الخسائر.
خليك بالبيت.. الطواقم الطبية جنود مجهولين، مهمتهم الآن حمايتك وحماية شعبنا من العدوى وعلاج المرضى. يستحقوا أنك تقول لكل واحد فيهم: بارك الله فيك يخوي، يعطيكي العافية يختي.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها