خلال إطلاعه الرئيس محمود عبّاس على ما تقوم به الحكومة في مواجهة الكورونا، عرض رئيس الوزراء د.محمد اشتية بعض الإشارات لما قد يصيب الاقتصاد الفلسطيني من ضرر بسب هذا الفيروس اللئيم.

 

اقتصادنا، سيتعرض لانتكاسة كبيرة، إن استمر الكورونا لعدة أشهر، وهو أمر متوقع كما أشار رئيس الوزراء. فكل مصادر الدخل للخزينة العامة تأتي من الرسوم والضرائب، وهذه ستنخفض بشكل كبير، لذلك، وبالرغم من الأولوية لمواجهة الكورونا، فإنَّ العين الأخرى للحكومة بالضرورة أن تتركز على الاقتصاد والحلول الممكنة.

 

صحيح أنَّ الحلول لن تكون بسيطة لثلاثة أسباب رئيسة، الأول ارتباطنا بالاقتصاد الإسرائيلي. وهذا الأخير بدوره سيتأثر كثيرًا بحكم استمرار أزمة الكورونا وما قد يصاحبها من إغلاق مؤسسات وشركات ومصانع، وركود في حركة التجارة. أما السبب الثاني، فهو الركود المتوقع في الاقتصاد العالمي بسبب الكورونا وغيرها، فالتوقعات تشير إلى أنَّ الاقتصاد الدولي سيخسر ما يقارب 2 ترليون ونصف الترليون دولار، وأن النمو الاقتصادي سينخفض إلى 2 ونصف بالمئة، وبهذا المعنى فإنَّ هذا الاقتصاد سيدخل بحالة ركود قد تكون أكبر وأعمق من تلك التي أصابت العالم عام 2008. والسبب الثالث يتعلق بإمكانية تعطل عجلة الإنتاج الوطنية، إذا ما تطور واقع الكورونا أكثر ولمدة أطول.

 

إنَّ التحدي الاقتصادي، وفي ظل المؤشرات سابقة الذكر، لا يقل خطورة من تحدي الكورونا، صحيح أنَّ حياة البشر هي الأهم ولها الأولوية القصوى إلا أن أي تدهور في الاقتصاد ستكون له آثار سلبية على المدى الطويل.

 

البعض يقول، وبسبب ضعف اقتصادنا، وبالمقارنة مع الاقتصاديات الكبرى، أنه ليس هناك ما نخسره وبالتالي دعونا نركز على الكورونا فقط. هذا الكلام قد يكون فيه بعض المنطق، ولكن بعد أن نخرج من أزمة الكورونا سنجد أنفسنا أمام أزمة اقتصادية معيشية، لذلك هناك حاجة للعمل على الجهتين معًا.

 

اعتقد أنَّ الحكومة مدركة لهذه المشكلة، لذلك هي لجأت إلى القطاع الخاص ليقف معها ومع باقي قطاعات الشعب لمواجهة فيروس الكورونا، لأنَّ مثل هذا التضامن هو مهم للجميع، كما هو مهم لكل الشعب الفلسطيني. القطاع الخاص إن لم يقف بقوة وسخاء فإنّه سيكون أكبر المتضررين إن طال أمد الكورونا وانتشر أكثر.

 

إنَّ المخرَج لكلتا الأزمتين، الكورونا والاقتصاد هو بالتضامن والتكافل والتكامل بين القطاعين العام والخاص وكل مكونات الشعب الفلسطيني، فأيّ خلل في هذه المعادلة ستكون عواقبه وخيمة. ما يعرف عن الشعب الفلسطيني أنه شعب متضامن متكافل في الأوقات الصعبة. وهو نجح في كل الاختبارات السابقة، ويجب أن ينجح في هذه التجربة والمعركة الصعبة.