تقرير: هدى حبايب

ما إن ظهر فيروس "كورونا" في محافظة بيت لحم، وبعدها في محافظة طولكرم، حتى سارع المحافظون والجهات المتخصصة وبإيعاز من رئيس الوزراء محمد اشتيه، باتخاذ تدابير وقائية احترازية للحد من انتشاره، في مقدمتها منع التجمعات البشرية.

جاء ذلك بعد إصدار الرئيس محمود عباس يوم الخميس الماضي، مرسوماً رئاسياً بإعلان حالة الطوارئ في جميع الأراضي الفلسطينية لمدة شهر، اعتباراً من تاريخه، لمواجهة فيروس (كورونا).

وعلى أثره أعلن رئيس الوزراء محمد اشتية البدء بإجراءات تنفيذ حالة الطوارئ تضمنت نقاطا هامة، منها منع أي مظاهر للتجمع والتجمهر والاحتفالات والتظاهرات والإضرابات في كامل أراضي دولة فلسطين، مع إغلاق كافة المرافق التعليمية من مدارس ورياض أطفال وجامعات ومعاهد وغيرها، وإغلاق كامل المناطق السياحية والدينية، وإلغاء أي مؤتمرات وطنية أو دولية في فلسطين.

وخرج المحافظون ورؤساء البلديات والهيئات المحلية في كافة محافظات الضفة بقرارات إغلاق المقاهي وصالات الأفراح والقاعات العامة ومنع المباريات الرياضية، مع اتخاذ إجراءات أخرى حفاظا على الصحة العامة للمواطنين.

وحول خطورة هذه التجمعات على الصحة العامة للمواطن، أوضح الدكتور باسم مصفر طبيب صحة مجتمعية في مديرية صحة طولكرم لـ "وفا"، أن لهذه التجمعات تأثيرا كبيرا خصوصا في المواسم التي تنتشر فيها الأمراض، وأكثر خطورة على من يعاني من ضعف في المناعة وتحديدا كبار السن الذين يعانون من أمراض مزمنة كالسكري والروماتزم والقلب ومرضى الكلى ومن يتعالج بالكيماويات من مرض السرطان، إضافة إلى من يعانون من سوء التغذية والإسهال المتكرر وأمراض الأجهزة الهضمية والكبد، ومن يتناول أدوية كثيرة تسبب في ضعف المناعة لديه.

أما فيما يخص الأطفال أوضح أنهم يتمتعون بمناعة كبيرة خاصة من عمر يوم إلى 10 سنوات أو أكثر، وهي أولا قدرة ربانية، ومن ثم نتيجة اهتمام ذويهم بهم من ناحية النظافة والاستحمام الدائم، والاهتمام بأي أعراض مرضية قد تظهر عليهم من خلال عرضهم فورا على الطبيب، ما أوجد لديهم مناعة عالية على عكس كبار السن، وكل ذلك يحد من إصابتهم بفيروس "كورونا".

وأشار إلى أن هذا الفيروس كغيره من الفيروسات ينتقل عن طريق الرذاذ الناجم عن العطاس والسعال، ويشبه الأنفلونزا العادية إلا أنه ينتشر بسرعة كبيرة، وبالتالي فإن التجمعات وخاصة إذا كانت كبيرة تساعد وتسرع من انتشار هذا النوع من الفيروسات إلى جانب العديد من الأمراض.

وأضاف أن الوضع ليس للتهويل على المواطن كونه فيروسا جديدا، لكن من أجل الوقاية والسلامة الصحية له، مشيرا إلى أن منع التجمعات هو قرار صحيح لأنه سيحد من نشر كورونا أو الأنفلونزا العادية أو أمراض أخرى فيروسية أو بكتيرية والسبب الأساسي هو منع الاختلاط بين المصابين.

وقال مصفر، كورونا هو فيروس كما أنفلونزا الطيور أو الخنازير، الكل يتعامل معه، ويتطلب ذلك التعامل معه بجدية والأخذ بأسباب النظافة والتعقيم، والابتعاد عن التجمعات في الأسواق والشوارع، وغسل الأيدي دائما وعدم ملامسة الوجه والأنف، مشيرا إلى أنه عندها يكون عدد الإصابات قليل جدا ويمكن السيطرة عليها بسرعة.

وتطرق إلى خطورة التجمعات في الأعراس وبيوت العزاء والاحتفالات في الشوارع خاصة في هذا الوقت وما يصاحبها من المصافحة والتقبيل، عدا عن المقاهي التي تعج بمدخني السجائر والأرجيلة، ولها سبب في نقل العدوى بسهولة خاصة إذا كان هناك من يعطس ويسعل فيها، لافتا إلى أن تجمهر 10 أشخاص من شأنه أن يزيد من نقل العدوى.

وأوضح أن قوة فيروس كورونا تكمن في قدرته على العيش على الأسطح لمدة طويلة كأسطح الطاولات ومقابض الأبواب وكبسات المصاعد، وأن لمسها من قبل الأشخاص سيؤدي إلى التصاق الفيروس باليد ومن ثم انتقاله للوجه ليدخل عن طريق العين أو الأنف أو الفم إلى الجسم، ومن ثم الإصابة بالمرض.

ولفت إلى أن أعراضه تتمثل في ارتفاع درجة الحرارة والسعال والتهاب الحلق وضيق التنفس وصداع واسهال.

وشدد على ضرورة اتباع المواطنين لأساليب الوقاية التي أعلنتها وزارة الصحة من أجل التقليل من انتشار العدوى، والاهتمام بالنظافة الشخصية وغسل الأيدي دائما خاصة عند ملامسة أي سطح صلب واستخدام مواد التعقيم، وهذه جميعها تلعب دورا أساسيا في الحد من العديد من الأمراض سواء البكتيرية أو الفيروسية، مع الابتعاد عن التجمعات بالدرجة الأولى.

وكانت وزارة الصحة أعلنت ارتفاع أعداد المصابين بالفيروس في فلسطين إلى"26" حالة حتى الساعة 12:00 من منتصف ليل الاثنين المنصرم، منها حالة واحدة سجلت في ضاحية ارتاح جنوب طولكرم، أما باقي الحالات فقد تم تسجيلها في محافظة بيت لحم.

وبلغ عدد الفحوصات التي أجريت منذ بدء فحص ورصد فيروس كورونا المستجد في فلسطين" 1225" فحصاً، كانت جميعها سلبية (خالية من المرض) باستثناء "26" حالة تبين إصابتها.