قالت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) إن نحو 300 مليون طالب على مستوى العالم قد يبقون في منازلهم لأسابيع بسبب إغلاق السلطات للمدارس في أكثر من 30 دولة في محاولة لاحتواء انتشار فيروس كورونا المستجد.
وانتشر الفيروس من الصين إلى نحو 80 دولة، وأصاب أكثر من 95 ألف شخص وأودى بحياة أكثر من 3200.
وأغلقت إيطاليا، أكبر بؤرة في أوروبا، جميع المدارس والجامعات اليوم الخميس حتى 15 مارس آذار على الأقل، وشجعت على التعليم الإلكتروني في إطار سعيها لإبطاء وتيرة انتقال العدوى في أكثر دول أوروبا تضررا من الفيروس، حيث تجاوز عدد الوفيات فيها المئة ليصل الى 107 وفاة من أصل 3089 حالة.
أما كوريا الجنوبية، ثاني أكبر بؤرة إصابات بعد الصين (5776 إصابة، بينها 35 وفاة) فمددت عطلة التلاميذ في المدارس ودور الحضانة لثلاثة أسابيع.
وفي إيران التي تعتبر أكبر بؤرة وباء في الشرق الأوسط، أعلنت السلطات عن حالات وفاة جديدة لترتفع بذلك الحصيلة الاجمالية الى 107 وفيات، وكذلك أعلنت عن استمرار إغلاق المدارس لمدة شهر، كما علقت كل المناسبات الثقافية والرياضية وخفضت ساعات العمل في الإدارات.
وبفعل الوباء، اضطرت اكثر من 30 دولة الى اغلاق كل مدارسها ما أثر على الدراسة بالنسبة لأكثر من 290.5 مليون طالب في العالم، بحسب منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) التي تحدثت عن "رقم غير مسبوق".
وذكرت اليونسكو أنه قبل أسبوعين كانت الصين التي ظهر فيها الفيروس في كانون الاول/ ديسمبر، الدولة الوحيدة التي أغلقت مدارسها.
كما أغلقت المدارس الابتدائية في نيودلهي حتى آخر الشهر الحالي.
وقالت المديرة العامة لليونسكو التي تتخذ من باريس مقرا لها، أودري أزولاي، "مدى وسرعة التعطيل الحالي للدراسة لا مثيل لهما، وإذا استمر طويلا، فإنه قد يهدد الحق في التعليم".
هذا ودعت اليونسكو وزراء التربية والتعليم إلى اجتماع طارئ في العاشر من الشهر الجاري لتبادل الحلول والاستراتيجيات الممكن اتباعها لضمان انتظام واستمرارية التعلّم للجميع على نحو منصف.
وقد لجأ 30 بلداً موزعاً في 3 قارات مختلفة إلى قرار إغلاق المدارس اعتباراً من أمس الموافق 4 آذار/مارس، ومنها من أعلن هذا القرار في حين باشر عدد آخر بتنفيذه بالفعل. الأمر الذي طال 290.5 مليون طفل وشاب في المرحلتين قبل الابتدائية وقبل الثانوية. وقد ارتفع هذا العدد ليشمل 9 بلدان أخرى قررت بدورها إغلاق المدارس في أماكن محددة فقط سعياً للوقاية من انتشار الفيروس، واحتوائه. أما في حال قررت هذه البلدان أيضاً إغلاق مدارسها كافة، فسيزداد عدد الطلبة المحرومين من التعليم بمقدار 180 مليون طفل وشاب. حسبما افاد بيان نشرته اليونسكو على موقعها الاليكتروني.
وفي هذا السياق، وسعياً منها لاحتواء الوضع الراهن، شرعت اليونسكو في دعم تنفيذ برامج تعلّم واسعة النطاق عن بعد، وأوصت باللجوء إلى التطبيقات والمنابر التعليمية المفتوحة كي يتسنى للمدارس والمعلمين التواصل مع المتعلّمين عن بعد. وتقدّم المنظمة، فضلاً عن ذلك، سلسلة من أفضل الممارسات لاستخدام أشكال التكنولوجيا الزهيدة التكلفة عبر الأجهزة المحمولة لأغراض التدريس والتعلّم للتخفيف من وطأة هذه الأزمة التعليمية.
وأكدت اليونسكو انه سواء أكان مؤقتاً أو لا، فإن قرار إغلاق المدارس ينطوي على إشكاليات عدّة، وتتعدّد الأسباب لذلك. ويأتي تقليص عدد ساعات التعليم في مقدّمة هذه الأسباب كونه يؤثر على تحصيل الطلبة. فلا شكّ في أنّ التحصيل الدراسي يتكبد أضراراً جمّة جرّاء إغلاق المدارس، ناهيك عن الخسائر الأخرى التي يصعب قياسها خاصة المتاعب التي تتكبدها الأسر، والانكماش الاقتصادي في ظل الجهد الذي يبذله الأهل لموازنة التزاماتهم في العمل مع التزاماتهم تجاه أطفالهم ورعايتهم. ويؤدي هذا التعطيل، فضلاً عن ذلك، إلى تفاقم أوجه التفاوت في النظام التعليمي، إذ تبدي العائلات الميسورة في ظل مثل هذه الظروف قدرة أكبر على الحفاظ على مستويات أعلى في التعليم وتوفير موارد أكثر لسد الثغرات التعليميّة وتزويد أطفالها بأنشطة إثرائية تعويضاً لعدم قدرتهم على الذهاب إلى المدرسة.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها