نعرف جمهورية الصين الشعبية- والعالم أجمع يعرف- إنها الجمهورية التي تدير شؤون القارة البشرية الأكبر في هذا العصر 1.388 مليار نسمة، بعقائد وأديان عديدة بوذية، وطاوية، وكونفوشيوسية، واحيائية، وإسلامية، ومسيحية، وما من حروب مذهبة هناك، جراء هذه التعددية، ولا شك إذن إنها الإدارة التي لا تشبه في هندستها وصلابتها، سوى هندسة وصلابة سور الصين العظيم، وهو أمر ترفع له القبعة دون أدنى شك.
وللصين السلالة، حضارة هي من أقدم الحضارات في العالم، ثيمتها الرئيسة هي الحكمة، التي ما زالت تنتج سلوكيات وسياسات هذا البلد العريق، ومن ذلك اليوم مبادرة طريق الحرير "الحزام والطريق" التي تريد للعالم، وللدول النامية على نحو خاص، طريقًا للتنمية الخلاقة، والتبادل النزيه للمصالح المشروعة، وهذا كما نعتقد، قد وضع خطط الادارة الأميركية، للهيمنة الامبراطورية على العالم، في مهب الريح، ما دفع بها للاستنفار لتقود حربا اعلامية ضد الصين، ومنها اليوم حرب تقارير "الكورونا"، إن صح التعبير، وعلى نحو دعائي، يحاول أن يجعل من هذا "الفيروس" الخطير، جدارا لعزل الصين عن العالم، ومن هذه الحرب أيضًا التقارير التي تزعم اضطهاد الصين لأقلياتها العرقية والعقائدية، ومنها المسلمون الذين يتوزعون على عشر قوميات في هذا البلد المترامي الأطراف البشرية، أكبرها قومية "الايغور" ومعظمهم يتمركزون في منطقة "شينغ يانغ" ذات الحكم الذاتي، وهناك ما يقارب الخمسة والعشرين ألف مسجد لهم.
ولم يسجل في الصين، أن متطرفين هاجموا مساجد المسلمين، كما حدث في بعض دول العالم الغربي، ولم تسجل هناك دعوات عنصرية وانعزالية ضدهم، كما في الولايات المتحدة، التي أنتجت ماكنات إعلامها الرأسمالية، فرية "الاسلاموفوبيا" التي صورت بإرهاب إعلامي منظم، كل مسلم في هذا العالم بأنه إرهابي..!!! 
وبالتأكيد ليس لأن فلسطين تدرك كل ذلك، وعلى نحو أبعد من ذلك، تقف اليوم شعبا وقيادة وحكومة، مع الصين الصديقة في مواجهتها لجائحة "الكورونا"، ولأن فلسطين التاريخ والدولة والأخلاق والسياسة، هي فلسطين الوفاء لأصدقائها والمعتزة بعلاقاتها معهم والساعية لتطوير هذه العلاقات بالعمل المشترك لمواجهة الصعاب المشتركة، وتنمية المصالح المتبادلة، ولطالما كانت الصين، فلسطينية السياسة الدولية، كلما تعلق الموقف بالقضية الفلسطينية، وتطلعات شعبنا للحرية والتحرر والاستقلال، والصين اليوم مع فلسطين، في خندق واحد، ضد الهلوسات الامبراطورية، للإدارة الأميركية الراهنة.