حملتني طبيبة تعمل في مشفى الاستشاري، تحية امتنان ومحبة وتقدير، أنقلها كأمانة للرئيس أبو مازن، لأنه من جعلها تكمل دراستها في العاصمة الروسية "موسكو" بعد أن انقطعت بها سبل الدعم العائلي هناك تمامًا، بعد سنتين من استشهاد والدها عام 2004 على حاجز "زعترة" الاحتلالي، قالت لي إنها بعد أن جفت مواردها المالية، قررت العودة إلى الوطن وكان ذلك في عام 2006، لكن في ذلك العام، كان الرئيس أبو مازن في زيارة رسمية لروسيا، وقد سمع بحكايتها وقرارها بالعودة، دون أن تكمل دراستها، فقدم لها منحة مالية ساعدتها على إكمال دراستها وقد أكملتها كطبيبة مختصة بالاشعة، وحين راجع الرئيس ابو مازن مشفى الاستشاري لفحوصات طبية عام 2018 كانت هي من بين الأطباء الذين عاينوا صور الرئيس الشعاعية، للأغراض العلاجية، فأدركت حينها أن مساعدة الرئيس ابومازن لها، قد اثمرت على نحو عملي، ورأت في ذلك عملاً من اعمال العناية الوطنية، بمشيئتها الالهية، اذ لم يكن وجود الرئيس في موسكو في ذلك العام مصادفة بالنسبة لها، ليقدم لها تلك المنحة، لتمضي إلى قدرها ان تكون طبيبة، وفي المشفى الذي ستراه فيه مراجعًا لمعاينة وفحوصات طبية، كانت هي من بين الذي أجروها.

هي الطبيبة كاتيا أحمد يدك، التي حدثتني بهذه الحكاية الواقعة، هي وزوجها الذي هو أحد أصدقائي المقربين، وسألتني الامانة ان انقلها مع خالص الشكر والمحبة والامتنان للرئيس أبو مازن، وفي مقالة أكتبها في "الحياة الجديدة" لكي يعرف الناس هنا جميعًا كما قالت، الوقائع العملية في سياسة الرئيس أبو مازن الخاصة بدعم اجيال المستقبل الفلسطيني، من اجل ان يكون مستقبل الحرية والاستقلال ورعايته المباشرة لطلاب وطالبات فلسطين، لإسناد سعيهم للنجاح في مختلف الحقول التي يدرسون وأينما كانوا يدرسون .

هذه هي حكاية النطاسية الماهرة، كاتيا يدك، وهذه أمانتها قد وصلت، ويبقى أن نقول لها لقد شكرت ولك حسن الثواب فالمؤمن هو من يشكر على حسن المعروف وفي الحديث الصحيح للرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم "من صنع إليكم معروفًا فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له حتى ترى انكم كافأتموه" صدق النبي الكريم.