قال الرئيس الأسبق لجمهورية جنوب أفريقيا ثابو مبيكي، إن بلاده لن تتخلى عن تأييدها ووقوفها المبدئي مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، وستبقى محافظة على تراث نيلسون مانديلا.
وحول إمكانية تراجع جنوب أفريقيا عن تأييد القضية الفلسطينية في عصر الشعبوية كما فعلت الهند والبرازيل وغيرهما، أوضح الرئيس مبيكي في لقاء عقده مع أساتذة وباحثي المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في الدوحة، قال: "لا، ليس في واردنا أن نغير موقفنا من القضية الفلسطينية. ولما تسلمت أخيرا جنوب أفريقيا رئاسة الاتحاد الأفريقي، أعلنا رفضنا لصفقة القرن التي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب. لن يكون هناك تغيير في موقف جنوب أفريقيا وهذا أمر محسوم وغير ممكن أصلا".
وأضاف: "نحن قلقون فعلا من التراجع في تأييد القضية الفلسطينية وإدارة الظَّهر للفلسطينيين بما فيهم دول من هذه المنطقة. نفس الشيء يحدث في القارة الأفريقية، وهذا أمر مؤسف، فحل مثل هذه القضية لا يكون بالهروب منها، وهذا يذكرني بلقاء تم في البرازيل بين وفدين وزاريين من جنوب أفريقيا والبرازيل، وعندما دخلنا القاعة أنا والرئيس البرازيلي (لولا) سألني: أنظر إلى الوفد الوزاري البرازيلي هل ترى أي مشكلة؟ نظرت إلى صف الوزراء وقلت: لا، لا أرى أي مشكلة. قال لي ألا تلاحظ أنه لا يوجد أي وزير أسود علما أن نسبة كبيرة من السود في بلادنا. فقلت له وكيف تم حل المشكلة؟ قال: قررنا أنها غير موجودة. لا يوجد مشكلة بالنسبة للسود عندنا.، وأردف: "ونحن لا نستطيع حل المشكلة الفلسطينية بأن نصرح أنها غير موجودة، يجب أن نعمل شيئا من أجل حلها".
وقال مبيكي، ردا على سؤال آخر حول توغل إسرائيل في القرن الأفريقي وخاصة جنوب السودان، "إن إسرائيل تنشط بشكل كبير في القارة الأفريقية. تحاول أن تدخل القارة الأفريقية. ورئيس الوزراء الإسرائيلي (بنيامين نتنياهو) يتمتع بشعبية في بعض الدول ويتم استقباله من عدد من الزعماء الأفارقة. وهناك دول ترحب به وتستقبله برفع الأعلام الإسرائيلية".
وأضاف "لقد ساهمت إسرائيل بطريقة أو بأخرى بانفصال جنوب السودان عن السودان. وهم يريدون أن يردوا الجميل لإسرائيل. لكن هذا لا يعني أن التأييد للفلسطينيين قد اختفى. إن الفلسطينيين هم الوحيدون من خارج الاتحاد الأفريقي الذين يدعون باستمرار لحضور مؤتمر الاتحاد ويدعون دائما لمخاطبة المؤتمر وطرح قضيتهم أمام القادة الأفارقة. في المؤتمر الأخير الذي عقد في أديس أبابا دُعي رئيس الوزراء الفلسطيني محمد إشتية، وخاطب المؤتمر حول القضية الفلسطينية بكل وضوح، واستقبله قادة الاتحاد بكل صدق وجدية. وكان أمامه فرصة لطرح كثير من القضايا أمام بعض الدول الأفريقية، التي بدأت تغير في مواقفها، وقد سهل هذا الأمر بعض الدول الأفريقية الفاعلة والمهمة.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها