بمناسبة الذكرى الثامنة والثلاثين لإعادة تأسيس "حزب الشعب الفلسطيني"، نُظِّم احتفالٌ جماهيريٌّ في قاعة الشهيد أبو الهول في مخيّم الرشيدية جنوبي لبنان، أوقدت خلاله شعلة الذكرى، بحضور عضوَي قيادة حركة "فتح" - إقليم لبنان: اللواء أبو أحمد زيداني وأكرم بكّار، والقائد العسكري والتنظيمي لحركة "فتح" في منطقة صور العميد توفيق عبد الله، وقيادة حركة "فتح" في منطقة صور، ومسؤول منظمة صور في حزب الشعب عضو قيادة إقليم لبنان شفيق شميسي، وأعضاء قيادة الحزب، وسكرتير منظمة لبنان عضو اللجنة المركزية للحزب أبو فراس الغراب، وممثّلين عن فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، والقوى الوطنية اللبنانية والفلسطينية، والاتحادات، والنقابات، والمؤسسات الفلسطينية، واللجان الشعبية، وفاعليات، وأبناء المخيّم.
وبعد الوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء، والاستماع للنشيدين الوطنيين الفلسطيني واللبناني، ألقى عضو قيادة المنطقة في حزب الشعب ياسر هجاج كلمةً رحب فيها بالحضور، وشدّد فيها على رفض صفقة القرن وأهمية التصدي لها.
وقال: "لقد خاض الحزب كفاحًا مستمرًّا دفاعًا عن الشعب الفلسطيني في مواجهة الاستعمار والحركة الصهيونية وهجرة الصهاينة من شتى أنحاء العالم إلى فلسطين حيثُ قدّم في مختلف مراحل النضال الفلسطيني خيرة قادته وأعضائه شهداء وجرحى وأسرى وفاء لفلسطين، وزيتونها وبرتقالها ومقدساتها المسيحية والإسلامية".
وأضاف هجاج: "إننا نُحيي الذكرى المجيدة التي تحل في العاشر من شباط، وهي ذكرى إعادة تأسيس حزب الشعب الفلسطيني، خير خلف لخير سلف مصمّمًا على أن يكمل المسيرة ويواصل النضال الوطني الفلسطيني دفاعًا عن الشعب الفلسطيني وحقوقه العادلة والمشروعة وحقه في تجسيد دولته المستقلة وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين إلى ديارهم وفق القرارات الدولية الأممية.. لم يسقط الحزب الراية وبقي إلى جانب فصائل العمل الوطني الفلسطيني.
نُحَيي شعبنا داخل الوطن المحتل وفي الشتات في هذه المناسبة المجيدة في ظلِّ تصاعد العدوان الصهيوني الأمريكي على شعبنا بهدف النيل من قضيتنا الوطنية العادلة المحقة".
وأكّد أنَّ "صفقة القرن"، صفقة ترامب الصهيوني ونتنياهو المجرم، هي التي رفضها شعبنا وقيادته الحكيمة ومعنا كلُّ أحرار العالم ستداس تحت أقدام أطفال فلسطين ونسائها وشيوخها.
وتابع هجاج: "إنّنا من على منبر حزب الشعب نرسل تحية إلى شعبنا داخل الوطن المحتل وأماكن لجوئه الذي رفض صفقة الذل والعار. وإلى أعداء شعبنا الفلسطيني نقول: إنَّ فجر فلسطين آتٍ آتٍ آتٍ، والاحتلال إلى زوال، وإنَّ دولتنا الفلسطينية ستقوم وعاصمتها القدس لا محالة. وكما قال الرئيس الشهيد أبو عمار: (سيرفع شبل أو زهرة من فلسطين علم فلسطين على أسوار القدس...)".
وألقى العميد توفيق عبد الله كلمة منظمة التحرير الفلسطينية، استهلّها بالترحيب بالحضور الكريم، وقال: "نلتقي اليوم بذكرى مجيدة، هي ذكرى إعادة تأسيس حزب الشعب الفلسطيني، فتحية احترام وتقدير للإخوة في الأمانة العامة للحزب ومكتبهم السياسي ولجنتهم المركزية ولكوادر وأعضاء الحزب، لكم من حركة "فتح" التحية والتباريك في هذه المناسبة العطرة كيف لا وأنتم شركاء في التضحية والنضال وفصيل أساسي في "م.ت.ف" قدّمتم خيرة كوادركم وأبنائكم وما زلتم في المقدمة. هنيئًا لكم في عيدكم، وهنيئًا لنا كشعب فلسطين بكم إخوةً ورفاقًا من أجل استعادة الوطن لأصحابه الحقيقيين؛ شعب الجبارين، شعب فلسطين. واسمحوا لي في هذه المناسبة أن أتقدّم بالتقدير والاعتزاز للشهداء، كل الشهداء الذين سقطوا بالأمس، شهداء قوات الأمن الوطني الفلسطيني.. التحية كل التحية لشهدائنا الأبطال الذين سقطوا ويسقطون كل يوم في أرض الرباط في الضفة وغزة وفي كل مكان".
وأضاف: "نعتبر اليوم أنَّ مشروعًا صهيونيًّا ومؤامرة جديدةً وغير عادية ولا منطقية عبر التاريخ سموها "صفقة القرن" حديث الساعة إقليميًّا وعالميًّا هي صفقة سرقة الوطن، رفضها الرئيس القائد محمود عبّاس "أبو مازن" ورفضتها كل الفصائل الفلسطينية. أما دوليًّا فأمريكا وشركاؤها وحيدون كأنّ القرار في جيبهم وعلى الشعوب تنفيذه. لقد نسوا اننا نحن شعب الجبارين، ونسوا أنَّ فلسطين-كل فلسطين أرضٌ لها شعب من البحر إلى النهر ومن النقب وأريحا حتى الناقورة، هي أرضنا فلسطين ومساحتها 27027 كلم مربع أرادوا أن يعطفوا علينا بـ٢٠٪ من أرض فلسطين في الضفة وغزّة وأقل من ذلك".
وتابع العميد عبد الله: "اسمحوا لي أن أناشد كلَّ الفصائل الفلسطينية والغيورين من أمتنا أولاً العودة للوحدة الوطنية الفلسطينية على أساس برنامج وسياسة جديدة لأنَّ الوحدة أساس القوة، وعالمنا اليوم لا يفهم ولا يسمع ولا يستجيب إلّا للقوة، والضعيف لا يسمعه أحد، وشعبنا الذي قدَّم آلاف الشهداء لن يبخل يومًا في سبيل تحرير الوطن، لذا علينا أن نعد العدة للمقاومة وبكل أشكالها المتاحة لأنَّ هذا العدو لا يفهم إلّا لغة واحدةً، والعين بالعين والسن بالسن والبادئ أظلم". وأردف: "اثنان وسبعون عامًا من الظلم والقتل والمجازر والدمار وسمّانا البعض بـ(الإرهابيين) ماذا ننتظر بعد؟! علينا نسيان الماضي من المفاوضات التي لم تجدِ نفعًا، ولكنّ حكام العرب أصحاب المشاريع الخيانية القديمة مع أعوانهم من الصهاينة يعيدون الكرة حتى نخرج بالنهاية بلا وطن ولا هوية، ولا يفوتنا أن نوجّه التحية باسمكم جميعًا إلى القائد دولة رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري ورئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم وإلى الجزائر الشقيقة وتونس الذين عبّروا عن موقفهم العربي الأصيل، ونطالب جميع الدول العربية والإسلامية بالاقتداء بهذه المواقف المشرّفة. كما نوجّه التحية إلى كل الشعوب الحرة التي عبّرت عن دعمها لقضيتنا العادلة".
وختم كلمته قائلاً: "فلسطين لنا والقدس عاصمتنا، ولن نتخلى عن ذرة تراب من أرض الوطن مهما طال الزمان أو قصر. التحية كل التحية لشعبنا العربي الفلسطيني. والمجد كل المجد للشهداء. عاشت فلسطين حرة عربية".
ثُمَّ أوقد الحاضرون شعلة ذكرى التأسيس الثامنة والثلاثين.
#إعلام_حركة_فتح_لبنان
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها