ضمن سلسلة الندوات والمحاضرات السياسية التي تُنظّمها حركة "فتح" في المناطق والشُّعب التنظيمية كافّةً على صعيد إقليم لبنان، ورفضًا لـ"صفقة القرن" ودعمًا للقيادة الفلسطينية ممثَّلةً بالرئيس محمود عبّاس، نظَّمت قيادة حركة "فتح" في منطقة صيدا - شُعبة الميّة وميّة ندوةً سياسيةً حاضر فيها أمين سر حركة "فتح" - إقليم لبنان حسين فيّاض، اليوم الأحد ٩ شباط ٢٠٢٠، في ملعب الشهيد فيصل الحسيني.

 

 وتقدَّم الحضور عضوا قيادة حركة "فتح" - إقليم لبنان: أمين سر المكاتب الحركية أكرم بكّار وأمينة سر المكتب الحركي للمرأة زهرة الربيع، وأمين سر حركة "فتح" وفصائل "م.ت.ف" في منطقة صيدا العميد ماهر شبايطة، وأعضاء قيادة المنطقة، وقيادة شُعَبها التنظيمية، وحشدٌ كبيرٌ من كوادر حركة "فتح" والمكتب الطلابي الحركي في شُعبة الميّة وميّة. 

 

وكان في استقبالهم أمين سر حركة "فتح" وفصائل "م.ت.ف" في الميّة وميّة غالب الدنّان، وأعضاء قيادة الشُّعبة.

 

بدايةً، كانت كلمة من أمين سر حركة "فتح" وفصائل "م.ت.ف" في منطقة صيدا العميد ماهر شبايطة رحّب فيها بالحضور، ودعاهم للوقوف دقيقة صمت مع قراءة سورة الفاتحة لأرواح شهداء الثورة الفلسطينية، وعلى رأسهم الشهيد الرمز ياسر عرفات، ومن ثم الاستماع للنشيدين الوطنيين اللبناني والفلسطيني ونشيد حركة "فتح".

وألقى شبايطة كلمة نوّه فيها إلى خطورة المرحلة التي تمرّ بها قضيتنا وأهمية هذه الندوات السياسية في رفع مستوى الوعي حول ما يعصف بمشروعنا من مؤامرات، وسبل مواجهتها بالوحدة والالتفاف حول الموقف الثابت لقيادتنا الفلسطينية.

وأكّد أنَّ هذه الصفقة وُلِدَت ميتة لأنّها مرفوضة من قبل قيادتنا وشعبنا وفصائلنا كافّةً، ونوّه بموقف الرئيس محمود عبّاس الصلب الذي رفض هذه الصفقة منذ اللحظة الأولى وأعلن عدم القبول بمس أيٍّ من ثوابتنا الوطنية التي بذل شهداؤنا التضحيات الجسام في سبيلها.

 

ثُمَّ استهل أمين سر إقليم لبنان حسين فيّاض الندوة مستعرضًا المؤامرات التي تعرّض لها شعبنا الفلسطيني منذُ ما قبل النكبة وصولاً إلى "صفقة القرن"، لافتًا إلى أنَّ هذه الصفقة التي خطط لها نتنياهو وترامب بدأ تنفيذها منذ سنوات عندما أعلن ترامب أنَّ القدس الموحّدة عاصمة لدولة الاحتلال وما تبع ذلك من قرارات حتى بدء الإعلان عن هذه الصفقة المشؤومة التي تأتي استكمالاً للمشاريع الرامية لتصفية قضيتنا الفلسطينية وتثبيت الحلم الصهيوني بيهودية الدولة.

وأكّد أنَّ هذه الصفقة المشؤومة غير قابلة للحياة لأنها لا تلبي طموحات شعبنا ولا تقوم على مبدأ المساواة والعدالة، وتخالف الشرائع والمواثيق الدولية كافّةً.

وفصّل فيّاض الحديث حول أبرز بنود هذه الصفقة المرفوضة فلسطينيًّا جملةً وتفصيلاً، بما فيها جعل القدس عاصمةً لكيان الاحتلال، وإنهاء حق اللاجئين بالعودة إلى أرضهم وممتلكاتهم حسب القرار (١٩٤)، وتوطين اللاجئين في الدول المضيفة مع إغراءات مالية كبيرة وتهجير من يقبل من اللاجئين، وضم ٣٠٪ من أراضي الضفة الغربية، بالإضافة إلى ضم وتشريع المستوطنات، وضم ٣٨ كلم شمالي البحر الميت، وضم الأغوار التي تعتبر خزّان مياه فلسطين وسلة خبزها، وإغلاق الحدود مع الأردن، والسيطرة على الأرض والبحر والجو، وضم منطقة المثلث في الضفة الغربية مع سكانها بما يشكل عملية "ترانسفير" جديدة لطرد السكان وإقامة الدولة اليهودية الخالصة لليهود. 

ورأى فيّاض أنَّ مواجهة هذه الصفقة تكون على مستويين. المستوى الداخلي الفلسطيني، وذلك أولاً من خلال الرفض الفلسطيني المطلق لهذه الصفقة، وهو ما تجلّى بالموقف المشرف لسيادة الرئيس محمود عبّاس الثابت على الثوابت والذي قال (لا) لجميع المشاريع الهادفة للنيل من حقوقنا الوطنية، وبالموقف الفصائلي والشعبي الرافض للصفقة. وثانيًا، بتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية وإنهاء الانقسام في الساحة الفلسطينية لوضع برنامج مجابهة موحد لهذه الصفقة. وثالثًا، بتصعيد المقاومة الشعبية السلمية بكل أشكالها. ورابعًا، ببذل كل السبل لجعل الاحتلال مكلفًا.

وأضاف: "أما على المستوى العربي والدولي، فمواجهة هذه الصفقة تكون بالاستناد إلى المواقف الرافضة لهذه الصفقة عربيًّا وإسلاميًّا وأفريقيًّا وأوروبيًّا، بالإضافة إلى مواقف دول عدم الانحياز، والتعويل على دعم الجمعية العامة للأمم المتحدة والشرعية الدولية ومجلس الأمن الدولي". 

كما نوّه بالموقفين الروسي والصيني الرافضين لهذه الصفقة وبرفض ١٥٠ عضو كونغرس أمريكي لهذه الصفقة. 

 

وفي ختام الندوة طرح الحاضرون عددًا من الأسئلة السياسية والتنظيمية على أمين سر حركة "فتح" في إقليم لبنان حسين فيّاض، الذي أجاب عليها بشفافية وتفصيل.

#إعلام_حركة_فتح_لبنان