بسم الله الرحمن الرحيم
(إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ) صدق الله العظيم
تمرُّ منطقتنا وفي الصميم منها قضيتنا الفلسطينية بأدق وأخطر مراحلها على الإطلاق، جرّاء تمادي فائض القوة الأميركية - الصهيونية في التلاعب بالمكونات الجغرافية والبشرية فيها، ومن خلال تمرير ما يسمى صفقة القرن تتويجًا لما سبقها من تعطيل مزمن للقرارات الدولية الصادرة عن الأمم المتحدة وهيئاتها القانونية، وفي سياقها القريب إقدام دونالد ترامب على التوقيع باسم الولايات المتحدة الأمريكية على قرار موافقتها على ضمِّ الجزء الشرقي من مدينة القدس العاصمة المقررة قانونًا للدولة الفلسطينية على الأراضي المحتلة للعام 1967، إضافةً إلى الموافقة المبدئية على ضمِّ الكتل الاستيطانية وغور الأردن، ممّا يجعل من مشروع إقامة الدولة الفلسطينية أمرًا مستحيلاً.
ولمزيد من التمادي الأميركي تستثمر إدارة ترامب واقع المنطقة غير المستقر، والضعف العربي، عبر الترويج للصفقة بصفتها الحل الأنسب للقضية الفلسطينية، فيما هي واقعًا الجائزة الكبرى للكيان الصهيوني، الذي لن يصبح احتلاله أرضنا الفلسطينية مشرَّعًا فقط، بل إنَّ ذلك سوف يكون على حساب دول النفط العربية إضافةً إلى أوروبا وكندا ودول أخرى.
وبالتالي فإنّنا أمام مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي يعبر عن بنات أفكار شمعون بيريز ومن سبقه من عتاة الصهيونية والذي رعته الولايات المتحدة بشغف وعناية فائقين.
يا أبناء شعبنا الصامد الصابر:
• إنَّ الولايات المتحدة الأمريكية بشخص رئيسها الأكثر صلفًا وعنصريةً في تاريخها يمثل الآن رأس حربة مرحلة ما بعد سايكس - بيكو وبلفور مجتمعين، بحيث تذهب صفقته الملعونة إلى حد التلاعب بالمكونات الجغرافية المحيطة وبفرض شرعنة العلاقات بين الكيان الصهيوني ودول المنطقة على قاعدة انتفاء أسباب القطيعة كشرط أول ومباشر لتمرير الصفقة.
إنّنا في هذا الصدد ندعو الأشقاء العرب إلى رفض الصفقة الملعونة وإلى ضرورة التزام القرارات الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية لأنَّ الاحتلال هو الذي عليه دفع ثمن احتلاله وجرائمه التي لا يمر عليها الزمن وبالتالي الانسحاب إلى حدود الأراضي المحتلة عام 1967.
كما ندعو الدول كافّةً إلى رفض الصفقة بالتزام القانون الدولي لحل القضية الفلسطينية عبر القرارات الصادرة عن الأمم المتحدة ذاتها ولا يحق لأية دولة الالتفاف والتلاعب بحيثياتها ومضامينها أيًّا كانت.
• إنَّ السيد الرئيس محمود عبّاس الذي أعلن مقاطعته إدارة ترامب، ورفضَ محاولات الرئيس الأميركي مكالمته، والذي قَبِل دفع الثمن مقابل أن لا يكون خائنًا لشعبه وقضيته، لم يهنْ ولم يجزعْ من التهديدات المباشرة للرئيس الأميركي، التي وصلته للأسف عبر وسطاء عرب، يستحق دعمنا ووقوفنا إلى جانبه بصفته رأس شرعيتنا وحامي مشروعنا الوطني في إقامة الدولة الفلسطينية على حدود العام 1967 وعاصمتها القدس الشريف وعودة اللاجئين إلى أرضهم وديارهم.
إنَّ السيد الرئيس في هذا الظرف الدقيق والخطير يستحق دعمنا ووفاءنا، ليس لشخصه فقط، إنما لتحصين جبهتنا الداخلية بقوة الاتحاد والوحدة، لإفشال صفقة العار الأميركية الصهيونية.
وبناءً على ما سبق، ندعو القوى الحية في الوطن والشتات من فصائل وأحزاب وحركات وطنية وإسلامية وهيئات وفعاليات، إلى الوقوف خلف السيد الرئيس صفًّا واحدًا حفاظًا على ما تبقى من قضيتنا والتزامًا بمبدأ حقوق شعبنا العظيم وبأن نكون جميعًا على جهوزية قصوى لمقاومة الصفقة الملعونة بكل الأساليب التي تكفلها القوانين الدولية والإنسانية.
• لن ترهبنا التهديدات الأميركية والصهيونية، فالصمود في وجه آلة العدوان قدرٌ عشناه واعتدناه منذ عقود بعيدة، إذ إنّنا في حركة "فتح" ـ إقليم لبنان، نقف خلف السيّد الرئيس ونعمل بتوجيهاته، وننفّذ تعليماته دون تردد كما وقفنا وأيدنا الشهيد الرمز ياسر عرفات، نؤكّد أننا لن نخذل خليفته المؤتمن على لاءاته وثوابته السيد الرئيس محمود عبّاس.
وبناءً عليه، تعلن حركة "فتح" في إقليم لبنان الاستنفار الشامل في صفوفها وأُطرها الحركية كافّةً، بحيث يكون يوم غد الأربعاء يوم غضب، يتخلّله إضراب في المدارس والمؤسسات كافّةً، كما تدعو حركة "فتح" إلى مسيرات غضب واعتصامات في جميع المخيّمات والتجمُّعات الفلسطينية في لبنان.
المجد للشهداء، والشفاء للجرحى، والحرية لمعتقلينا الأبطال.
وإنّها لثورة حتى النّصر
حركة "فتح" ـ إقليم لبنان
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها