خصّصت اللجنة الوطنية للدفاع عن الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الصهيوني اعتصام خميس الأسرى"203" الذي نُظِّم أمام مركز الصليب الأحمر الدولي في بيروت، ظهر الخميس 09/01/2020، للتضامن مع الأسرى في معتقلات الاحتلال الإسرائيلي، وخصوصًا أسرى "فتح" وقادتها وفي مقدمهم أعضاء اللجنة المركزية للحركة كريم يونس ومروان البرغوثي وشيخ الأسرى اللواء فؤاد الشوبكي، واحتفاءً بالذكرى الخامسة والخمسين لانطلاقة الثورة الفلسطينية.

وشاركت في الاعتصام قيادة حركة "فتح" في لبنان ومنطقة بيروت ومخيم برج البراجنة، والحملة الأهلية لنصرة فلسطين وقضايا الأمة بكامل أعضائها ومنسقها العام ومؤسيسيها، وممثلو الفصائل والقوى الاسلامية الفلسطينية، وقادة الأحزاب والقوى الوطنية والإسلامية اللبنانية، إلى جانب ممثِّلي المؤسسات والجمعيات الأهلية اللبنانية، وثلّة من الأسرى والمعتقلين المحرّرين من سجون الاحتلال الصهيوني، وممثلي اللجان الشعبية، وحشد من أهالي مخيم برج البراجنة. وألقي في الإعتصام عدة كلمات.

وكانت الكلمة الأولى للوزير السابق بشارة مرهج، حيّا فيها الحضور في ذكرى الانطلاقة، معتبرًا أن فلسطين هي الأساس والبداية والنهاية، وداعيًا فصائل الثورة الفلسطينية إلى التوحد لمواجهة العدو الصهيوني الذي يستفيد من التفرقة لتحقيق أهدافه كما حصل في العراق.

ورأى مرهج أنَّ العدو الصهيوني لا يكلّ ولا يملّ في محاولاته لكسر إرداة الأسرى والمعتقلين، من خلال ممارسة أشكال القهر والقمع كافةً بحقهم، مؤكِّدًا أن العدو لا يمكنه أن يكسر إرادة الأسرى وكسر عزيمتهم لأنهم أحرار في معتقلاتهم كما كانوا في حياتهم.

 

وكانت الكلمة الثانية لأمين سر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وحركة "فتح" في لبنان وعضو مجلسها الثوري فتحي أبو العردات، اعتبر فيها أنّ اللقاء اليوم هو للوفاء للقضية الفلسطينية ولكل الأحرار في العالم.

وشدَّد أبو العردات على أنَّ اعتصام اليوم هو للتذكير بقضية الأسرى والمعتقلين مؤكِّدًا على إستمرارية الإعتصامات حتى الإفراج عن كافة الأسرى والمعتقلين على اعتبارهم أسرى حرب.

 

وحيّا أبو العردات في كلمته أعضاء اللجنة المركزية المعتقلين في سجون الاحتلال الصهيوني الذين أمضوا عشرات السنوات في غياهب السجون، مؤكِّدًا أنَّ أكثر من ٥٠٠٠ أسير يعانون من سوء المعاملة في معتقلات الاحتلال محمّلاً مسوولية سلامتهم للاحتلال الصهيوني.

 

وفي ختام كلمته أكَّد أبو العردات ضرورة الوحدة بين فصائل الثورة الفلسطينية لأنها تحصّن القضايا العادلة للشعب الفلسطيني مُشدِّدًا على ضرورة الاستمرار في التحركات على الصعد كافّةً حتى تحرير كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة.

 

وكانت الكلمة الثالثة لنائب مسؤول العلاقات اللبنانية الفلسطينية في حزب الله الشيخ عطا الله حمّود، التي اعتبر فيها أنّ وقفة اليوم أمام إحدى الهيئات الدولية تترافق مع ذكرى الانطلاقة وخميس الأسرى الذين قدّموا ربيع حياتهم وشبابهم لقاء البقاء أحرار في دنياهم وفي سبيل تحرير الإنسان.

وتطرق حمود في كلمته إلى استهشاد قاسم سليماني ورفاقه الدين تعرّضوا للغدر الأميركي الصهيوني، معتبرًا أن اغتيالهم يأتي على يد من تآمروا على القضية الفلسطينية. ورأى حمّود أنَّ من يقف خلف الجرائم بحق الأسرى والمعتقلين، ومن يقف خلف اغتيال الشهداء هو مجرم واحد متمثل بالولايات المتحدة الأميركية والعدو الصهيوني.

وأكّد حمّود أنَّ فصائل المقاومة الفلسطينية لا يمكن أن تطلق الأسرى والمعتقلين إلا من خلال خطف جنود إسرائيليين أو مواطنيين صهاينة لأن القوة لا يردعها الاّ القوة مطالبًا في ختام كلمته الصليب الأحمر بالرد ولو لمرة واحدة على عشرات الرسائل والمذكرات التي يرسلونها في كل خميس.

 

وتخلل الاعتصام كلمة للحملة الأهلية لنصرة فلسطين وقضايا الأمّة، ألقاها مؤسس الحملة الأهلية المناضل د.سمير صباغ، رأى فيها أنَّ أسرى فلسطين يخيفون (إسرائيل) في معتقلاتهم، كما أخافوها وهم أحرار، داعيًا الصليب الأحمر والهيئات الدولية إلى العمل لإطلاق سراحهم.

 

وأعلن صباغ تضامنه مع الأسرى، معتبرًا أن ما يحصل اليوم في المنطقة من أحداث يبشّر بنهايات سعيدة وقريبة لمعاناة الأسرى، فالولايات المتحدة وبعد استهدافها ردًا على استشهاد قاسم سليماني تلقت الصفعة الأولى التي تمهد لزوالها وإسرائيل من العراق والمنطقة.

 

وكانت الكلمة الأخيرة للجنة الوطنية للدفاع عن الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الصهيوني ألقاها يحيى المعلم والتي بدأها بتهنئة الشعب الفلسطني في انطلاق الثورة الفلسطينية الخامسة والخمسين.

وطالب المعلم، بضرورة الوحدة حتى تبقى الثورة الفلسطينية وتحافظ على منعتها في وجه محاولات تصفيتها معلنًا عن تضامنه ولجنة الأسرى مع المعتقلين الفلسطينيين في سجون الصهاينة، مطالباً بعدم التهاون في قضيتهم حتى تحرير كامل الأسرى من المعتقلات الشبيهة بالمعتقلات النازية.

وفي نهاية الإعتصام سلّم الحضور مذكرة إلى مندوبة الصليب الأحمر الدولي في لبنان السيدة رولا سعادة.