قال رئيس دائرة الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، درور شالوم، إن الإستراتيجية الأمنية في قطاع غزة تضع تحديا كبيرا أمام إسرائيل.

 وأضاف في مقابلة نشرتها صحيفة "يسرائيل هيوم"، نحن على برميل بارود في غزة المشكلة الأساسية هناك هي اقتصادية – مدنية – إنسانية. وحماس تدرك ذلك أيضا... ولذلك تبحث عن طرق أخرى غير القتال. حماس تريد تسوية، دون أن تعترف بها ولذلك نحن نوصي بدفع التسوية، أي التسهيلات وتحسين الوضع المدني ودفع مشاريع طويلة الأمد، كي يرفع الغزيون رأسهم فوق مياه الصرف الصحي. وسيبقى السؤال حول الإستراتيجية الإسرائيلية في السياق الفلسطيني مفتوحا".

ورأى شالوم أنه يوجد سيناريوهان لقطاع غزة الأول هو أن نحقق إنجازا كبيرا، ولكنه سيشمل خسائر كثير لنا، وبعدها نصل إلى التسوية نفسها التي توافق حماس عليها الآن، لا أكثر ولا أقل. والخيار الثاني هو أن تنهار حماس خلال الحرب، وعندها سيكون الوضع في قطاع غزة مثل الصومال".  

وقدّر شالوم أن شن إسرائيل عدوانا على غزة لن يجر بالضرورة حربا في جبهتها الشمالية، مع سورية ولبنان،معتقدًا أن الاحتمال الأكبر هو أن الشمال سيجر غزة.

من الجهة الأخرى، قال شالوم إن "الوضع ليس مستقرًا وقد يتقوض. والإنذار الإستراتيجي ليس اندلاع انتفاضة فقط. فهذا الجزء السهل، وكدنا ندخل انتفاضة في العمليات الانفرادية. ولكن في السنة – السنتين الأخيرتين شهدنا عدة أحداث كان لديهم خلالها أفكارا حول المس بالتنسيق الأمني، وإلى جانب الجيل الشاب الذي يتذكر الانتفاضة السابق بشكل أقل والوضع غير المعروف بالنسبة لحماس، يمكن أن يقوض الاستقرار. ويصعب عليّ رؤية خلف يطرح مواقف معتدلة وبراغماتية مثل أبو مازن. وينبغي أخذ ذلك بالحسبان".  

النووي الإيراني

في سياق إيران وبرنامجها النووي، تحدث شالوم  وفقاً لما نقل عنه موقع عرب 48 عن ثلاثة سيناريوهات محتملة: الأول أن تتوصل الولايات المتحدة إلى اتفاق نووي جديد مع إيران ويكون مشابها أو مختلفا مع الاتفاق السابق، "وقد لا يستجيب لرغبات إسرائيل"؛ الثاني، أن يستمر التصعيد العسكري في الخليج ويصل إلى وضع تُصعّد فيه إيران عملياتها وتضطر الولايات المتحدة إلى الرد، ما قد يتبعه مطالبة حزب الله بالتدخل، ضد إسرائيل؛ والثالث هو خرق إيران للاتفاق النووي "تحت سقف الإسراع نحو القنبلة النووية".

واعتبر شالوم أن إيران يمكن أن تصنع قنبلة نووية خلال سنتين، لكنه اعترف بأنه قد تكون هناك منشآت نووية إيرانية لا تعرف الاستخبارات الإسرائيلية بوجودها، "ولذلك لدينا أنظمة منظمة جدا تعمل في الموضوع النووي، وليس في إيران فقط وإنما في المنطقة كلها، وتقلب أي حجر كي لا نكون متفاجئين. وكمن كان شريكا (في اكتشاف) المفاعل السوري، فإنني لست هادئا في السياق الإيراني، وهذا تغيير سيء طرأ عندنا بمفهوم التحدي، إلا في حال توصلنا إلى اتفاق جديد يخدمنا جميعًا".