احتفلت جامعة القدس، اليوم الأحد، بإطلاق مجلتي "المقدسية" و"العلوم القانونية والسياسية" المحكمتين، اللتين تعتبران الأولتان من نوعهما في فلسطين من حيث اختصاصهما ونوعية محتواهماالبحثي الخاضع لأدق مستويات التحكيم العلمي.
وتعتبر مجلة المقدسية أول مجلة علمية محكمة من نوعها تختص بالشأن المقدسي، وتنشر أبحاثاً ومقالات متخصصة في المجالات الثقافية والاقتصادية والسياسية والحضارية المتعلقة بالقدس، فيما تتناول مجلة العلوم القانونية والسياسية الشأن الفلسطيني من جوانب القانون والسياسة وفقاً لمنهج علمي رصين.
وحضر الاحتفال إلى جانب رئيس جامعة القدس عماد أبو كشك، كل من الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية ورئيس هيئة تحرير المجلتين، سعيد أبو علي، ووزير العدل الفلسطيني محمد الشلالدة، ومفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين، والبطريرك ميشيل صباح، وممثلون عن السلطة القضائية والمنظمات الأهلية، وثلة من الشخصيات الوطنية والاعتبارية والمقدسية، اضافة الى العديد من الباحثين في المجالات القانونية والسياسية والتاريخية.
وأكد أبو كشك أن إطلاق المجلتين يأتي من مدينة الصلاة والسلام (القدس) بتاريخها وإرثها الحضاري والديني والثقافي للدفاع عن القدس، والتصدي للتحريف الممنهج الذي تتعرض له القدس على مختلف الأصعدة ومن عديد الجهات، متأملاً من خلال المجلتين توفير مرجع علمي للباحثين في قضية القدس العادلة، الذين يجدون انفسهم محاصرين بما يصدر من منشورات محرّفة تستحوذ على فضاء المعلومة التي قل ما تجد من يتصدى لها، لتعمل الى جانب المجلة المحكمة.
وقال أبو كشك "نحتقل بإطلاق أول مجلتين علميتين محكمتين في مجالهما، وهما مجلة المقدسية والتي تتناول شؤون القدس من كافة جوانبها القانونية والثقافية والتاريخية والاقتصادية، تسرد رواية القدس الحقيقية بمنهج علمي وبحثي رصين، لتعمل الى جانب مجلة العلوم القانونية والسياسية، التي تتكامل مع اختها المقدسية لتوفر أبحاثا نوعية تتناول الشأن القانوني والسياسي الفلسطيني في إطاره العام".
وأكد أن جامعة القدس ترفع عالياً صوتها وتأخذ على عاتقها مسؤولية تجاه المدينة المقدسة وأهلها، وتتعدى حدود الدور التقليدي لمؤسسات التعليم العالي، وتسطر كل يوم انجازاً جديداً، يساهم في الحفاظ على الهوية التاريخية والثقافية والحضارية للمدينة، يحفظ ارثها الحضاري ويستعيد رونقها الفكري، ويعزز من ثبات أهلها في مدينتهم.
بدوره، أكد سعيد أبو علي أن اطلاق المجلتين هو انجاز جديد لجامعة القدس والقدس المدينة، حيث تسهم مجلة المقدسية في تعزيز المحتوى المعرفي الحقيقي حول مدينة القدس ونشره على نطاق واسع في العالم.
وأضاف أن مجلة العلوم القانونية والسياسية تأتي في سياق المنظومة المعرفية الأكاديمية في الجامعة وفي إطار تطوير العمل الأكاديمي والبحثي للرقي بالواقع الفلسطيني ومواكبة التطورات العلمية والبحثية في القضايا المتعلقة بالقانون والسياسة، وتعميق العمل البحثي القانوني والسياسي وترسيخه في إطار مجلة علمية تخضع لقواعد التحكيم العلمي المتبع في النظم العلمية والبحثية.
وقال "تفتح المجلتان صفحاتهما لكل الأقلام المحبة للقدس في شتى الموضوعات ذات الصلة بشؤون القدس أو تلامس أي شيء من شؤونها، لتكون بذلك مرجعاً معرفياً موضوعياً متخصصاً بالشأن المقدسي لتعزيز الوعي والارادة القوية الراسخة للمقدسيين والشعب الفلسطيني من خلال دور جامعة القدس والتزامها المجتمعي تجاه المدينة المقدسة، وكذلك على الجانب الحقوقي والقانوني".
وفي كلمته قال الوزير الشلالدة، إن اطلاق المجلتين يعد تميزاً جديداً للصرح التعليمي والاكاديمي المرموق، ويعتبر انجازاً غير مسبوق وعلامة فارقة في ريادة جامعة القدس في مجال النشر العلمي. وفيما يتعلق بمجلة العلوم القانونية والسياسية فهذا يشكل امتداداً عضوياً لمسيرة المشروع القانوني والثقافي والأكاديمي الفلسطيني، وأن انجاز جامعة القدس في المجلتين يأتي في سياق المنظومة المعرفية الأكاديمية في الجامعة وفي اطار تطوير العمل الاكاديمي والبحثي للرقي بالواقع الفلسطيني ومواكبة التطورات العلمية والبحثية في القضايا المتعلقة بالقانون والسياسة.
بدوره قال الشيخ محمد حسين إن اطلاق المجلتين من الانجازات المتلاحقة لجامعة القدس، وكذلك من استراتيجيات الجامعة الرائدة في نشر الثقافة والمعرفة، لتكون الجامعة دائماً رافعة ثقافية واقتصادية وعلمية للمجتمع الفلسطيني، خاصة في ظل المرحلة الحساسة التي تمر بها فلسطين بشكل عام والقدس على وجه الخصوص.
وعبر عن اعتزازه برئيس الجامعة عماد أبو كشك لما يحققه من تطورات علمية في التوسع لكليات الجامعة واستحداث التخصصات العلمية المرموقة، قائلاً "تحتاج القدس لهذه القامات الوطنية التي تعمل ليلاً نهاراً لحماية القدس والمقدسات فيها، في وقت تحتاج القدس أيضاً للدراسات القانونية التي تنصف القضية الفلسطينية في المحاكم الدولية من جرائم الاحتلال".
وتحدث البطريرك ميشيل صباح في كلمته حول أهمية العمل الدائم والدؤوب لحماية القدس ومقدساتها، لتكون مدينة القدس للسلام والأمان والمحبة والاستقرار، ومعبراً عن سعادته وشكره لجامعة القدس على مشاركته بهذا الاحتفال للمجلتين العلميتين لخدمة القضية الفلسطينية والقدس .
وتصدر مجلة المقدسية عن مركز دراسات القدس، فيما تصدر مجلة العلوم القانونية والسياسية عن كلية الحقوق، ويترأس تحريرهما سعيد أبو علي، وتضم هيئة التحرير ثلة من أبرز الفقهاء من فلسطين والعالم العربي والذي يشرف على الأبحاث الواردة فيهما.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها