قال المشرف العام على الإعلام الرسمي الوزير أحمد عساف، إن إذاعة صوت فلسطين منذ ربع قرن، رافقت الشعب الفلسطيني في كل محطاته، في أحزانه وأفراحه، وكل المناسبات الوطنية، وأن الاحتلال سعى لإسكات هذا الصوت، من خلال قصف مقراته، وأبراج الإرسال، واستهداف العاملين فيه، ولكن رغم ذلك كان هناك إصرار وتحد بأن يكون هذا الصوت مرتفعًا رغم كل الظروف.

وأشار عساف خلال الاحتفال بالذكرى الـ25 لانطلاق صوت فلسطين من أرض الوطن، أقيم في مقر الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون في رام الله، اليوم الاثنين، إلى أن صوت فلسطين سيبقى صادحا، ومعبرا عن الشعب الفلسطيني، وعن قضيته الوطنية العادلة، ولن يستطيعوا إسكات الصوت مهما فعلوا، مؤكدا أن من له تاريخ كتاريخ صوت فلسطين، لا يستطيع أن يهزمه أي شيء أو يوقفه، ومن له تاريخ معمد بدماء الشهداء، ومعاناة الأسرى، والتضحيات الكبيرة من الهجرة واللجوء والشتات، لا يوجد أحد في العالم يستطيع أن يهزمه، أو يكسره.

وأضاف: إن صوت فلسطين كان في كل المراحل صوت الانتصار والعزة والكرامة، وكان لصوت فلسطين لمسته الخاصة التي تميزه عن وسائل الاعلام المحلية الأخرى، فهو الذي أعلن عن فشل صفقة القرن، وهزيمة هذا المشروع الذي هدفه تصفية القضية الفلسطينية والتصدي له وإفشاله.

وتابع "نحن نفخر بكل ما قام به العاملون في هذا الصوت، الذي هو امتداد لإذاعات الثورة الفلسطينية، التي كانت تعمل في الخارج بظروف ليست سهلة. حيث تم استهداف مقرات مؤقتة، وكان المراسلون يتنقلون بواسطة سيارات نقل من أجل إبقاء على هذا الصوت مرتفعًا".

وأردف عساف "نعمل حاليا على فكرة الاذاعات المناطقية، حيث نجحنا في اذاعتين، ولم نستطع أن نكمل نتيجة الظروف الاقتصادية الصعبة، لذلك لجأنا الى خطة بديلة، وهي أن نعمل اتفاقيات مع اذاعات موجودة أصلا. كما نعمل حاليا على فكرة اللغات، وهو أن يكون هناك أخبار بلغات مختلفة".

بدوره، قال وكيل وزارة الاعلام يوسف المحمود: إن الاذاعة وفي فترة قياسية وخلال وقت قصير، استطاعت أن تثبت حضورًا وتميزًا لافتًا، الأمر الذي أثر على اذاعات محيطة في المنطقة.

وأضاف: إن صوت فلسطين كان يبث معظم البرامج على الهواء مباشرة، وذلك لعدم وجود ما يكفي من آلات التسجيل، وهو ما أعطى معد البرامج حرية إضافة الى الحرية الموجودة خلال العمل في إذاعة صوت فلسطين، وهذا ما أدى الى انتاج مواد اذاعية مميزة، ومختلفة عن باقي الاذاعات.

وتابع "إن إذاعة صوت فلسطين شكلت الامتداد لإذاعات الثورة الفلسطينية، وشكلت الامتداد للإذاعة الفلسطينية، التي تم تأسيسها في العام 1936، وتوقفت في العام 1948. ثم نتج بعد ذلك إذاعة الثورة الفلسطينية، الذي هو مصطلح خاص بالثقافة والسياسية الفلسطينية، ثم جاء دور صوت فلسطين الذي ما زال مستمرا حتى يومنا هذا".

في هذا السياق، لفت نقيب الصحفيين ناصر أبو بكر الى أهمية أن يتم إعداد قصص عن المرحلة السابقة التي عاشها العاملون في صوت فلسطين، بكافة تفاصيلها، وذلك حتى تعلم الأجيال القادمة الظروف الصعبة التي عاشها هؤلاء في الإذاعة. مؤكدًا أن كل طاقم صوت فلسطين هم فرسان الكلمة، ولهم كل الفخر والاعتزاز.

من جهته، قال رئيس تحرير جريدة الحياة محمود أبو الهيجا إن صوت فلسطين لطالما تحلى بالقيم المهنية والاخلاقية، ليكون صوت الحقيقة والمصداقية، وصوت التوازن الخلاق بين جملة خطابه التعبوي في شؤونه الوطنية، وجملة خطابه المعرفي والثقافي والترفيهي في برامجه المنوعة.

وبين أن صوت فلسطين والاعلام الرسمي بشكل عام، بات أوضح وأقوى وأكثر حيوية وجمالا وصدقا منذ أن استلم الوزير عساف مهمة الاشراف على الإعلام الرسمي.

وأكد أن الاحتلال خلال اجتياح مدينة رام الله، وتفجير مبنى الاذاعة في حي أم الشرايط، اعتقد أنه كتم الصوت، ولكن بقيت روح العاملين فيها عصية عن التدمير، واجتاحوا الأثير بـ "هنا صوت فلسطين".